فرحة جزائرية بالتأهل لنهائي أمم أفريقيا... وإشادات بمحرز وبلماضي

بن صالح شكر اللاعبين... وصحف احتفت بـ«الإنجاز البطولي»

جانب من احتفال الجزائريين أمس
جانب من احتفال الجزائريين أمس
TT

فرحة جزائرية بالتأهل لنهائي أمم أفريقيا... وإشادات بمحرز وبلماضي

جانب من احتفال الجزائريين أمس
جانب من احتفال الجزائريين أمس

أطلقت الركلة الحرة التي سجلها رياض محرز في الثواني الأخيرة من مباراة الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية في كرة القدم ضد نيجيريا، احتفالات صاخبة في بلاده الجزائر، في الوقت الذي تغنت فيه صحف الجزائر بـ«الإنجاز البطولي» للمنتخب و«سحر محرز»، وذلك مع بلوغ المنتخب نهائي البطولة للمرة الأولى منذ 29 عاما.
ومنح قائد الجزائر محرز منتخب المدرب جمال بلماضي، بطاقة العبور للمباراة النهائية لمواجهة السنغال يوم الجمعة القادم على استاد القاهرة الدولي، بتسجيله هدف الفوز 2 - 1 في الدقيقة 90+5 ضد نيجيريا مساء أمس (الأحد).
وتابع الجزائريون المباراة في أحياء العاصمة، وتجمعوا من مختلف الأعمار، حاملين الأعلام والرايات، آملين أن يواصل منتخب بلادهم المرشح بقوة للقب منذ بداية البطولة الحالية، مسيرته نحو الظفر بالكأس القارية للمرة الثانية في تاريخه، بعد عام 1990 على أرضه.
وانصبت الإشادات على وجه الخصوص على بلماضي، النجم الدولي السابق الذي يتولى تدريب المنتخب منذ أغسطس (آب) 2018، والذي أعاد الفرحة لمشجعي كرة القدم الجزائريين بعد أعوام من الخيبات والأزمات.
وقالت المشجعة سعدية لوكالة الصحافة الفرنسية: «شكرا جمال بلماضي على لحظات الفرح، كنا نحتاج إليها فعلا»، على وقع صيحات العشرات حولها بالهتاف المعتاد: «وان تو ثري، فيفا لالجيري (1 2 3، عاشت الجزائر)».
وقال المشجع أحمد: «هذا ما يحصل عندما نضع الرجل المناسب في المكان المناسب. شكرا بلماضي».
وعاش الجزائريون لحظات قلق خلال المباراة، لا سيما بعد تسجيل نيجيريا هدف التعادل في الشوط الثاني، قبل أن يطلق محرز، قائد المنتخب ولاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، الفرحة في استاد القاهرة أمام مئات المشجعين الجزائريين الذين قدموا خصيصا لمتابعة المباراة، وملايين غيرهم في بلادهم ودول الانتشار، بركلته الحرة الرائعة في الثواني القاتلة.
وتغنت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم بما وصفته بـ«الإنجاز البطولي» للمنتخب الجزائري، وأشادت الصحف بشكل كبير برياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، صاحب الهدف الحاسم في الثواني الأخيرة للمباراة، وقد تصدرت صورته واجهة أغلب الصحف.
ونشرت صحيفة «كومبيتيسيون» عنوانا بالإنجليزية «سحر محرز»، كما نقلت تصريحا للاعب قال فيه إنه كان يعلم أين سيضع الكرة، في إشارة إلى طريقة تسجيله للهدف الثاني الذي جاء من ضربة حرة.
ووصفت صحيفة «لوسوار دالغيري» لاعب مانشستر سيتي بـ«الفرعوني»، بينما اعتبرت صحيفة «الوطن» ما تحقق «بطوليا»، وكتبت صحيفة «البلاد»: «يفعلها الأبطال»، متحدثة عن ليلة بيضاء عاشتها الجزائر بعد الفوز على نيجيريا.
وكتبت «الشروق» عنوانا عريضا «مبروك»، كما أكدت صحيفة «الخبر» أن «الشعب يريد كأس أفريقيا»، وكتبت صحيفة «ليبرتي»: «الخضر في النهائي بعد 29 عاما». وتوقعت صحيفة «المجاهد» الحكومية تتويج منتخب بلادها باللقب القاري.
من جهته، بعث رئيس الدولة الجزائري عبد القادر بن صالح، رسالة تهنئة إلى منتخب بلاده لكرة القدم ومشجعيه.
وقال بن صالح في الرسالة: «ونحن في غمرة من البهجة الشعبية التي صاحبت تأهل الفريق الوطني إلى نهائي كأس أفريقيا لكرة القدم، لا يسعني إلا أن أتوجه باسم الشعب الجزائري قاطبة وأصالة عن نفسي، بالشكر الكبير والامتنان الكثير إليكم جميعا، لاعبين ومدرب، تقنيين ومناصرين على هذا الإنجاز الرائع».
وأضاف: «لقد كنتم محاربين بكل ما تحمله الكلمة من معاني نبيلة، نراكم لا تدخرون مثقال ذرة جهد إلا وبذلتموه، لا يهدأ لكم بال ولا يجف لكم جفن إلا والنصر حليفكم، مدججين بروح وطنية ورياضية رفيعة، ونصب عينيكم الوصول إلى هذه المراحل المتقدمة والمشرفة من غمار المنافسة القارية، وتلك هي الاحترافية».
وتابع: «ولكم أعجبت ولازلت، على غرار كل الجزائريين والجزائريات، بمختلف شرائح العمر، بالمسار المميز الذي مضى على دربه منتخبنا الوطني في هذه البطولة القارية، ولكم تأثرت بتلك الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام عبر العالم، والتي أبرزت المستوى الراق والفريد من الوطنية والتحضر والانضباط الذي أبان عليه المناصرون من الجزائريين والجزائريات، وذلك هو شأنهم كلما تعلق الأمر بإعلاء رايتنا الوطنية».
وأعرب بن صالح عن أمله الكبير في رؤية المنتخب الجزائري دائما في الريادة، يحقق المزيد من الانتصارات على كل الأصعدة، كما جدد التزام الدولة بمواصلة مساعيها وتوفير كل الظروف المواتية كي يكلل بنجاحات أخرى قاريا ودوليا.
يشار إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يتأهل فيها المنتخب الجزائري إلى المباراة النهائية لبطولة أمم أفريقيا لكرة القدم، حيث وصل للنهائي مرتين؛ في عام 1980 والتي خسر فيها من نيجيريا، وعام 1990 والتي فاز فيها على نيجيريا أيضا محققا البطولة للمرة الأولى.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».