اعتقال مواطن كندي ثالث في الصين

‬هواوي تخطط لتسريح عدد كبير من موظفيها في أميركا

TT

اعتقال مواطن كندي ثالث في الصين

ذكرت وزارة الخارجية الكندية أن الصين أوقفت مواطنا كنديا آخر لأسباب لم توضّحها، بينما تشهد العلاقات بين أوتاوا وبكين توترا. وقال ناطق باسم الوزارة إن إدارة شؤون العالم في الوزارة «على علم بتوقيف مواطن كندي في يانتاي في الصين»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «مسؤولين كنديين يقدمون مساعدة قنصلية»، لكن لا يمكن الكشف عن مزيد من التفاصيل بسبب القوانين المتعلقة بالخصوصية.
وكانت بكين أوقفت في وقت سابق من العام الجاري كنديين اثنين على أثر اعتقال مينغ وانتشو، المديرة المالية لشركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات في فانكوفر بطلب من الولايات المتحدة. لكن مصدرا مطلعا على الملف قال إنه ليس هناك ما يدل على أن توقيف هذا الكندي مؤخرا مرتبط باعتقال الكنديين الآخرين الدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ، والاستشاري مايكل سبافور.
ويواجه الكنديان اتّهامات بالتجسس وصفتها أوتاوا بأنها «تعسفية»، وأثارت شكوكا في إمكانية أن تكون انتقاما لاعتقال مسؤولة هواوي في كندا. وحكمت الصين على كنديين آخرين اثنين بالإعدام بسبب تهريب مخدرات وحظرت استيراد المنتجات الزراعية الكندية.
ولم يعرف بعد ما إذا كان توقيف الكندي الأخير مرتبطاً باعتقال 19 شخصاً الأسبوع الماضي في قضية مخدرات تتعلق بفرع محلي لمدرسة لتعليم اللغات في مدينة شوتشو بجنوب غربي يانتاي. وأعلنت السلطات الصينية توقيف عدد من الأشخاص في إطار هذه القضية، بينهم سبعة مدرسين وتسعة طلاب أجانب، لم تحدد جنسياتهم.
وقالت السفارة البريطانية في بكين الجمعة إن أربعة من مواطنيها اعتقلوا في مقاطعة جيانغسو، حيث تقع شوتشو من دون تحديد ما إذا كان اعتقالهم مرتبطا بقضية المخدرات. من جهتها، تحدثت المؤسسة التعليمية «فيرست» التي تتخذ من سويسرا مقراً لها وتدير سلسلة من مدارس اللغات في الصين، في بيان خلال الأسبوع الجاري عن تورط سبعة من مدرسيها في قضية المخدرات في أحد فروعها في شوتشو.
على صعيد متصل بالتوتر المتزايد بين الصين والغرب،، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مصادر مطلعة أن شركة هواوي تكنولوجيز تخطط لتسريح عدد كبير من موظفيها في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتصدي فيه شركة معدات الاتصالات الصينية لإدراجها على قائمة سوداء في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تشمل عمليات التسريح وظائف في وحدة البحث والتطوير التابعة لهواوي في الولايات المتحدة «فيوتشروي تكنولوجيز»، التي توظف نحو 850 شخصا في معامل أبحاث في أرجاء الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
وذكر مصدر للصحيفة أن التسريحات قد تشمل المئات. وأضاف آخر أن الشركة منحت العاملين الصينيين في الولايات المتحدة خيارا للعودة إلى بلادهم ومواصلة العمل في الشركة. وأضافت «وول ستريت جورنال» أنه جرى إبلاغ عدد من الموظفين بتسريحهم بالفعل، بينما قد يتم الإعلان قريبا عن إلغاء المزيد من الوظائف.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.