نتنياهو يتوعد «حزب الله» بـ«ضربة ساحقة» إذا هاجم إسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية – رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية – رويترز)
TT

نتنياهو يتوعد «حزب الله» بـ«ضربة ساحقة» إذا هاجم إسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية – رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية – رويترز)

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الأحد) بتوجيه «ضربة عسكرية ساحقة» إلى ميليشيا «حزب الله» اللبناني، إذا ما قام بأي «حماقة».
وقال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم: «سمعنا مؤخراً تبجحات (أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن) نصر الله حول مخططاته الهجومية. ليكن واضحاً أنه لو تجرأ (حزب الله) على ارتكاب حماقة وهاجم إسرائيل، فإننا سنسدد له وللبنان ضربة عسكرية ساحقة. ولكن، خلافاً لنصر الله، لا أنوي إعطاء تفاصيل عن مخططاتنا».
وأضاف: «يكفي التذكير بأن نصر الله حفر أنفاقاً إرهابية على مدار سنوات، ونحن دمرناها خلال أيام معدودة».
يأتي هذا بعد تصريحات لنصر الله مؤخراً، قال فيها إن إسرائيل لن تكون بمنأى إذا ما اندلعت حرب في المنطقة، وقال: «إسرائيل لن تكون محيَّدة في أي حرب في المنطقة، عندما تُفتح الحرب على إيران يعني أنها فُتحت في المنطقة كلها... وكل دولة ستكون شريكة في الحرب على إيران ستدفع الثمن».
وقال نصر الله: «مسؤوليتنا في المنطقة أن نعمل كل ما بوسعنا لمنع حصول حرب أميركية على إيران؛ لأن هناك إجماعاً على أنها ستكون مدمرة».
وحذر من أن «حزب الله» سيكون قادراً على استهداف كل إسرائيل إذا ما حدثت مواجهة جديدة، وأكد على أن «المقاومة اليوم أقوى من أي زمن مضى».
ورد سياسيون لبنانيون على تصريحات نصر الله، معتبرين أن تصريحاته مكررة. ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن «ما طرحه نصر الله خاطئ وبالاتجاه غير الصحيح».
وقال جعجع إن تصريح نصر الله: «كالخطابات السابقة منذ 13 عاماً، والآيديولوجيات نفسها، والطروحات نفسها، المغايرة لطروحاتنا». وأوضح جعجع أنه «لا أحد يستطيع مواجهة إسرائيل إلا الدولة اللبنانية، والدولة أقوى من كافة القوى العسكرية، كما أن المواجهة ليست عسكرية فقط؛ بل دبلوماسية وسيادية، ومجتمع عربي ودولي، وكل هذه الأمور غير متوفرة إلا من خلال الدولة».
وجاءت تصريحات نصر الله بعدما فرضت واشنطن الأسبوع الماضي عقوبات على رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية، النائب محمد رعد، والنائب أمين شري، فضلاً عن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
وتقاتل ميليشيا «حزب الله» منذ أبريل (نيسان) 2013 بشكل علني في سوريا، دعماً لقوات النظام، في النزاع المستمر منذ أكثر من ثمانية أعوام.
وأعلن نصر الله للمرة الأولى، الجمعة، خفض عدد قواته في سوريا؛ حيث باتت قوات النظام تسيطر على أكثر من ستين في المائة من مساحة البلاد.
وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، وتقول إنها تستهدف مواقع للنظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله»، وهي تُكرّر تأكيد أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطورة إلى «حزب الله».
وخاض «حزب الله» الذي يتلقى المال والسلاح من طهران، وتسهل سوريا نقل أسلحته وذخائره، حرباً ضد إسرائيل في عام 2006، اندلعت إثر خطفه جنديين بالقرب من الحدود مع لبنان. وردت إسرائيل بهجوم مدمر.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».