«تاريخ الفيوم» يستعيد أدب المدن

في سياق «أدب المدن»، والتعريف بتاريخها وتراثها الثقافي والحضاري، صدر حديثاً عن «مؤسسة هنداوي للدراسات والنشر» بالقاهرة كتاب «تاريخ الفيوم» للمؤرخ إبراهيم رمزي. والفيوم هي المحافظة المصرية الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر جنوب غربي العاصمة المصرية القاهرة، والتي تعد من أهم المشاتي، والمزارات السياحية، لما تضمه من تراث أثري متنوع.
يقع الكتاب في خمسة أقسام، يبحث المؤلف في الأول عن سبب تسمية المحافظة بهذا الاسم، وظروف النشأة والتطور حتى بداية عهد محمد علي باشا الكبير، ويتابع في القسم الثاني رصد الأحداث التي توالت على الفيوم في ظل حكم الأسرة العلويَة وحتى العصر الحديث، بينما يتحدث في القسم الثالث عن مشاهير الشخصيات الفيوميّة من علماء وأدباء وشعراء وفنانين، ويوسع من فضاء بحثه في القسم الرابع، متحدثاً بالتفصيل عن جغرافية الفيوم شاملة موقعها ومدنها وقراها، ومعالمها الجغرافية والعمرانية والصناعية والطبيعية المتميزة. ويخصص المؤلف القسم الأخير من الكتاب لتناول سير 24 شخصية كان لها دور مؤثر في تاريخ الفيوم، مرفقاً بسِيَرهم صوراً شخصية لهم، ونبذة مختصرة عن حياتهم.
وتشتهر الفيوم خصوصاً في تراث الفن التشكيلي باللوحات التراثية المعروفة باسم «وجوه الفيوم»، وهي مجموعة من اللوحات الفنية الواقعية، بها رائحة الطقس الجنائزي لشخصيات رسمت على توابيت مومياوات مصرية في المحافظة إبان فترة الوجود الروماني في مصر. واستخدم فيها الفنانون الرسم والطلاء على مسطحات خشبية بشكل كلاسيكي، ما جعلها من أجمل الرسومات في فن الرسم الكلاسيكي العالمي، كما عدها مؤرخو الفن مثالاً مبكراً لما تلاها من فنون شتى متنوعة انتشرت في العالم الغربي من خلال الفن البيزنطي وفن الأيقونات القبطي في مصر. وتبلغ اللوحات المكتشفة منها حتى الآن نحو 900 لوحة مكتشفة في المقابر التاريخية في الفيوم، ونظراً للمناخ الجاف والحار للمنطقة فقد حفظت اللوحات بشكل ممتاز، لدرجة أن ألوان الكثير منها تبدو كأنها لم تجف بعد.
وبالفيوم أول متحف للكاريكاتير بالشرق الأوسط، يقع بقرية تونس المطلة على ضفاف بحيرة قارون، وقد أنشأه الفنان محمد عبلة داخل متحفه بالقرية بمبادرة فردية في عام 2009. ويضم 500 عمل أصلى ومجموعة كبيرة من المجلات النادرة تحكي تاريخ ومراحل الصحافة وفن الكاريكاتير في مصر، ويعد من أهم المزارات الثقافية بالمحافظة، خصوصاً من قبل طلاب المدارس والجامعات.