أعلن رئيس «كحول لفان» (أزرق أبيض)، بيني غانتس، أمس (الجمعة)، أن حزبه المعروف باسم «حزب الجنرالات» سيسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين تحافظ فيه إسرائيل على «قدراتها الأمنية»، وأن هذا الاتفاق سيطرح على استفتاء شعبي عام يحسم فيه الجمهور الإسرائيلي موقفه منه.
وكان غانتس يتحدث في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، فسئل عن سبب غياب موضوع السلام مع الفلسطينيين عن الحوار والنقاش السياسي عشية الانتخابات المقررة بعد شهرين. فحاول التهرب من إعطاء إجابات قاطعة حول جوهر الاتفاق الذي سيسعى إليه وتفاصيله. ورفض إعطاء تصور دقيق حول مسائل الحدود أو حول مستقبل المستوطنات في المناطق المحتلة من الضفة الغربية. ووافق على القول: «سندخل إلى العملية السلمية عندما يكون هناك شريك فلسطيني، ونتعهد ألا يتضرر أحد من سياسة حكومتنا وقراراتها. وكل تسوية سنتوصل إليها، ستُعرض على الشعب الإسرائيلي ليحسم أمرها».
وأشار غانتس إلى أنه إذا حصل على تفويض بتشكيل الحكومة، فسيدعو منافسيه الرئيسيين في حزبي «الليكود» و«يسرائيل بيتينو» (حزب اليهود الروس بزعامة أفيغدور ليبرمان) للانضمام إلى الحكومة. لكنه أكد، مرة أخرى، أنه لن يجلس مع رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، في الحكومة ذاتها، بسبب تورط الأخير في قضايا الفساد، ولن يعرض على أحزاب التطرف من اليمين واليسار الانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك الأحزاب العربية. وتابع: «سنحاول جاهدين عدم استبعاد أي شخص. نحن ضد المتطرفين فقط».
يذكر أن الأحزاب الإسرائيلية بغالبيتها لا تتطرق بمبادرة منها إلى عملية السلام في المعركة الانتخابية، إنما تتحدث عندما تدفعها الصحافة إلى ذلك. ومن يتحدثون من قادة هذه الأحزاب يتناولون قضايا تتعلق بنتائج الصراع، مثل اليمين المتطرف الذي يدعو إلى ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل واليسار الراديكالي الذي يطالب بعدم إضاعة الفرصة السانحة لإقامة سلام مع الأمتين العربية والإسلامية، وفقاً للمبادرة العربية للسلام.
وأما حزب الجنرالات، الذي لا يزال يعتبر المنافس الرئيسي لنتنياهو، فإنه يتهرب من الدخول في تفاصيل مستلزمات عملية السلام. ومع أنه يقول إنه ينتظر أن يكون هناك «شريك فلسطيني لعملية السلام»، فإن معلومات مؤكدة تشير إلى تبادل رسائل خفية بين عناصر مهمة في هذا الحزب والسلطة الفلسطينية. وفي الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن غانتس لن يتمكن من إسقاط نتنياهو إلا إذا رفع مستوى الهجوم عليه وتمكن من سحب كميات كبيرة من قاعدته الانتخابية اليمينية، يحاول غانتس الظهور «أشد قوة وبأساً من نتنياهو في مواجهة الفلسطينيين». ومن هذا المنطلق، هاجم غانتس نتنياهو على «ضعفه في مواجهة حركة حماس» وحمّله مسؤولية «الوضع الأمني غير المستقر في المناطق المحيطة بقطاع غزة». وقال: «حكومة إسرائيل بقيادة نتنياهو ليست قوية بما فيه الكفاية في مواجهة الأعداء» و«هي شاطرة بالكلام وهزيلة بالأفعال».
وقال غانتس، في الحديث مع الإذاعة الإسرائيلية: «من غير المعقول أن يُملي يحيى السنوار زعيم حماس في غزة، جدول أعمال البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع القطاع. لا يتعيّن علينا أن نسأل أنفسنا، إذا كان هذا صاروخاً أو بالوناً أو إرهابياً تسلل من نفق. يجب أن نرد بحزم صارم. من يطلق طائرة ورقية، عليه أن يتلقى منا صاروخاً، هكذا بكل بساطة». وهدد غانتس «حماس» بـ«حملة واسعة، إذا استمرت في التصعيد».
من جهة ثانية، صرح وزير الإعلام ونائب رئيس الحكومة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، مساء الخميس، بأن القيادة الفلسطينية مستعدة للدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل وفق شروط معينة. وقال: «منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد أنها لم ترفض في يوم من الأيام أي مفاوضات أو مبادرات لتحقيق سلام فلسطيني - إسرائيلي يقوم على أساس حل الدولتين على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967. وفي إطار قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة». وأضاف أن منظمة التحرير الفلسطينية على استعداد تام لاستئناف العلاقات والاتصالات مع الإدارة الأميركية إذا أعلنت التزامها بهذه المرجعيات.
غانتس يعرض طرح أي اتفاق مع الفلسطينيين على استفتاء شعبي في إسرائيل
أبو ردينة: منظمة التحرير مستعدة بشروط لاستئناف العلاقات مع الإدارة الأميركية
غانتس يعرض طرح أي اتفاق مع الفلسطينيين على استفتاء شعبي في إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة