680 ألف جنيه إسترليني حصيلة مزاد جوائز وتذكارات بوريس بيكر

680 ألف جنيه إسترليني حصيلة مزاد جوائز وتذكارات بوريس بيكر
TT

680 ألف جنيه إسترليني حصيلة مزاد جوائز وتذكارات بوريس بيكر

680 ألف جنيه إسترليني حصيلة مزاد جوائز وتذكارات بوريس بيكر

جَمَعَ مزاد على الإنترنت، ضمّ جوائز وتذكارات نجم التنس الألماني بوريس بيكر، أكثر من 680 ألف جنيه إسترليني (852652 دولاراً). وحققت جائزة بطولة أميركا المفتوحة، التي فاز بها عام 1989، أعلى سعر. وبلغ 150250 جنيهاً إسترلينياً.
وذكرت وكالة رويترز أن محكمة بريطانية أعلنت في عام 2017 إفلاس اللاعب الألماني، البالغ من العمر 51 عاماً، فيما له صلة بديون لشركة «أربوت لاثام آند كو»، وقررت الشركة المعنية بعملية إفلاسه عرض 82 بنداً من مقتنياته في مزاد.
وشمل هذا نسخة من جائزة كأس ديفيز، التي فاز بها، وجمعت 52100 جنيه إسترليني، وخاتماً من قاعة المشاهير الدولية للتنس، إضافة إلى ساعات، والملابس التي لعب بها.
وكان من المقرر أن يقام المزاد العام الماضي، لكنه تأخر عقب دفع بيكر بامتلاكه حصانة دبلوماسية تمنعه من تطبيق إجراءات الإفلاس عليه بسبب الدور الذي يشغله في جمهورية أفريقيا الوسطى كمبعوث رياضي، غير أنه تنازل عن هذا الحق.
وقال مارك فورد، من شركة «سميث آند ويليامسون»، الذي قاد عملية تقييم الأصول الخاصة ببيكر بعد إفلاسه لهيئة الإذاعة البريطانية: «كان أعلى عرض في 2018 لجائزة بطولة أميركا المفتوحة هو 36 ألف جنيه إسترليني، وبلغ هذا العام 150250 جنيهاً إسترلينياً. هذا رائع».
ويأمل فورد في أن يكون بالإمكان العثور على عدد من ألقاب البطولات الأربع الكبرى الخاصة ببيكر، والمفقودة حالياً، واستعادتها.
وتقدم بيكر بالتماس للجماهير العام الماضي، مطالباً بإعادتها حال العثور عليها، وذلك عقب اكتشاف عدم وجودها.
وفاز بيكر بـ6 ألقاب للبطولات الأربع الكبرى على مدار مسيرته، بما في ذلك 3 ألقاب لويمبلدون، وذهبية الزوجي في أولمبياد برشلونة 1992.
وكانت ثروة بيكر قد بلغت 160 مليون جنيه إسترليني في وقت من الأوقات، إلا أنه تبين أنه مدين بـ55 مليون جنيه إسترليني بسبب استثمارات سيئة.



«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
TT

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

استقبل مسرح «الطليعة» في مصر أحد العروض الشهيرة للكاتب الآيرلندي الراحل صمويل بيكيت (1906- 1989)، «لعبة النهاية»، الذي رغم احتفاظه بالروح الأصلية للعمل الشهير المنسوب إلى مسرح العبث، فقد شكَّل إضاءة على مشاعر الاغتراب في الواقع المعاصر. وهو عرضٌ اختتم مشاركته في مهرجان «أيام قرطاج المسرحي» ليُتاح للجمهور المصري في المسرح الكائن بمنطقة «العتبة» وسط القاهرة حتى بداية الأسبوع المقبل.

على مدار 50 دقيقة، يحضر الأبطال الـ4 على المسرح الذي يُوحي بأنه غُرفة منسيّة وموحشة، فيتوسّط البطل «هام» (محمود زكي) الخشبة جالساً على كرسيّه المتحرّك بعينين منطفئتين، في حين يساعده خادمه «كلوف» ويُمعن في طاعته والإصغاء إلى طلباته وتساؤلاته الغريبة التي يغلُب عليها الطابع الساخر والعبثيّ المُتكرّر عبر سنوات بين هذا السيّد والخادم.

يَظهر والد «هام» ووالدته داخل براميل قديمة وصدئة، ويجلسان طوال العرض بداخلها، ولا يخرجان إلا عندما يستدعيهما الابن الذي صار عجوزاً، فيسألهما أسئلة عبثية لا تخلو من تفاصيل عجيبة، ويخاطبهما كأنهما طفلين يُغريهما بالحلوى، في حين يبادلانه أحاديث تمتزج بالذكريات والجنون، ليبدو كأنهما خارج العالم المادي؛ محض أرواح مُحتضرة تُشارك «هام» هلوساته داخل تلك الغرفة.

الأب يؤدي دوره من داخل أحد البراميل (مسرح الطليعة)

في المعالجة التي يقدّمها العرض، يحتفظ المخرج المصري السيد قابيل بأسماء الأبطال الأجنبية التي كتبها صمويل بيكيت من دون منحها أسماء محلّية. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قدَّم المسرح المصري هذه المسرحية قبل 60 عاماً تقريباً في عرض للفنان الكبير الراحل سعد أردش، لكنه كان باللغة العربية الفصحى. اليوم، عالجتُ النص وأقدّمه بالعامية المصرية. احتفظت بالأسماء الأصلية للأبطال وهوياتهم، وكذلك بروح العمل وتفاصيل الحوار فيه، خصوصاً أنّ لهذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح العبث فلسفته التي تمسّكتُ بها ضمن قالب جديد».

يؤدّي دور الخادم «كلوف» الفنان المصري محمد صلاح الذي اعتمد جزءٌ كبير من أدائه على الإفراط بحركات سير متعرّجة في محاولاته المُتسارعة لتلبية طلبات سيّده الأعمى، إذ يبدو كأنه في مَهمّات لا نهائية، منها ترتيب البيت الخالي بشكل فانتازي. بالإضافة إلى تردّده الدائم على نافذة الغرفة التي يظّل سيّده يطلب منه وصف ما يدور خارجها، فيصف له الضوء والبحر اللذين لا يدرك إذا كانا موجودَيْن بالفعل أم محض خيال.

على مدار العرض، يظلُّ الخادم يسأل: «لماذا أطيعك في كل شيء؟»، و«متى جئتُ إلى هذا البيت لخدمتك؟»، فيكتشف أنه قضى عمره داخل جدرانه المخيفة، فيقرّر في خطوة خلاص مغادرة خدمة سيّده، فتكون لحظة فتحه باب البيت هي عينها لحظة نهاية اللعبة، حتى وإنْ ظلّ واقفاً أمامه، متوجّساً من الخروج إلى العالم الحقيقي ومواجهة المجهول. لحظة تحدّيه سيطرة سيّده «هام» سرعان ما تبدو كأنها لا تختلف عن «الفراغ» الذي أمامه، بما يعكس فلسفة صمويل بيكيت عن سخرية الحياة، حيث لا يبدو الهروب من عبثها ممكناً أبداً.

الأب والأم في أحد مَشاهد المسرحية (مسرح الطليعة)

يشير مخرج العرض السيد قابيل إلى أنّ «للقضية التي تطرحها المسرحية صيغة إنسانية عابرة للمكان والزمان، وتصلُح لتقديمها في أي وقت؛ وإنْ كُتب النصّ الأصلي لبيكيت في الخمسينات. فكثير من نصوص شكسبير، والنصوص اليونانية القديمة العائدة إلى ما قبل الميلاد، لا تزال قابلة لإعادة تقديمها، وصالحة لطرح أسئلة على جمهور اليوم. وفي هذا العرض أدخلنا بعض الإضافات على الإضاءة والموسيقى للتعبير بصورة أكبر عن دراما الأبطال، ومساعدة المتلقّي على مزيد من التفاعُل».

الفنان محمود زكي في مشهد من العرض (مسرح الطليعة)

وعكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية والتكرار العدميّ والخضوع التام. فإذا كان السيّد الأعمى والمشلول يعتمد على خادمه في مواصلة لعبة عبثية يتسلّى بها في عزلته، فإنّ الخادم يظلُّ غير قادر على تصوُّر الحياة بعيداً عن قواعد تلك «اللعبة».