التهاب الأذن الوسطى

> كيف تتم معالجة التهاب الأذن الوسطى لدى الطفل؟
سليمة محمد - الدمام
- هذا ملخص مجموعة أسئلتك. وبداية، فإن الأذن الوسطى هي تجويف يحتوي على الهواء، ويقع خلف طبلة الأذن، وتوجد فيه 3 عظام صغيرة، مهمتها الاهتزاز بتناغم مع الموجات الصوتية التي تصل إلى طبلة الأذن.
ولاحظي أن حصول عدوى بكتيرية أو فيروسية بمنطقة الأذن الوسطى قد يؤدي إلى إصابتها بالتهاب حاد، خاصة لدى الأطفال. وفي الغالب يحصل التهاب الأذن الوسطى نتيجة لإصابة بنزلة البرد أو نوبة من الحساسية، ما يرافقها احتقان وسدد في قناة إستاكيوس التي تصل ما بين الأذن الوسطى والحلق، والتي تعمل على ضبط ضغط الهواء في الأذن الوسطى وتصريف الإفرازات الطبيعية منها. وبالتالي تتراكم السوائل في الأذن الوسطى ويسهل التهابها بتكاثر الفيروسات أو البكتيريا فيها.
وآنذاك، قد يشكو الطفل من ألم في الأذن عند الاستلقاء، أو يُلاحظ عليه الرغبة في شد الأذن، أو صعوبة النوم، أو زيادة نوبات البكاء، أو تدني السمع، أو ارتفاع حرارة الجسم بما يفوق 38 درجة مئوية، أو خروج سوائل من الأذن.
وتجدر مراجعة الطبيب عندما تدوم الأعراض تلك أكثر من يوم، أو أن ألم الأذن لدى الطفل هو ألم شديد، أو عند خروج سوائل من الأذن.
ويعتمد الطبيب في تشخيص نوعية الالتهاب في الأذن الوسطى على: الوصف المرضي للأعراض، وأيضاً على إجراء عدة فحوصات في الأذن والحلق. وبالتالي يُفيد الطبيب حينها بأن الحالة هي أحد ثلاثة أنواع. النوع الأول: التهاب حاد في الأذن الوسطى نتيجة لعدوى ميكروبية أصابت الأذن الوسطى حديثاً. النوع الثاني: التهاب في الأذن الوسطى له صلة بالتراكم المزمن للسوائل فيها دون وجود التهاب ميكروبي حديث فيها، أي التراكم المستمر للسائل داخل الأذن بعد زوال العدوى أو في غياب أي عدوى ميكروبية. والنوع الثالث: التهاب قيحي ومزمن في الأذن الوسطى يرافقه ثقب في الطبلة.
ووفق نوعية الحالة المرضية تكون خطوات المعالجة. ولاحظي أن بعض حالات التهاب الأذن الحاد، أي الذي ينتج عن عدوى حديثة بالميكروبات، قد تزول دون الحاجة إلى تلقي مضاد حيوي، وحالات أخرى قد تتطلب ذلك.
وللتوضيح، بالنسبة للطفل الذي في عمر أقل من ستة أشهر قد ينصح الطبيب بالبدء في إعطاء المضاد الحيوي دون تأخير. أما بالنسبة للطفل الذي عمرة أكبر من 6 أشهر، فقد يتريث الطبيب في ذلك (لمدة يومين) مع وصف وسائل لتخفيف الألم لدى الطفل كالكمادات الدافئة وأدوية تسكين الألم. ولكن عندما تستمر الأعراض وارتفاع حرارة الجسم ما فوق 39 درجة مئوية لمدة أطول من يومين، قد يُوصي الطبيب بتلقي الطفل للمضاد الحيوي. وحينها يجدر الاهتمام بتلقي الطفل للمضاد الحيوي وفق توجيه الطبيب ولكامل المدة التي ينصح بها.
أما بالنسبة لحالات التهاب الأذن الوسطى الناجمة عن تراكم السوائل فيها، قد يعمل الطبيب على القيام بإجراء لتسهيل تصريف السائل من الأذن الوسطى. وذلك بعمل ثقب صغير في طبلة الأذن مع وضع أنبوب صغير في ذلك الثقب، لضمان تصريف السوائل ومنع تراكمها لاحقاً. وعادة يبقى أنوب الثقب لمدة ستة أشهر ثم يسقط للخارج من تلقاء نفسه. وبعدها تلتئم الطبلة وتعود لسابق حالها الطبيعي.
وأما حالات العدوى المزمنة التي يرافقها ثقب طبلة الأذن، فإنها تتطلب المعالجة بقطرات من المضادات الحيوية التي توضع بشكل مباشر في الأذن، وتحتاج إلى اهتمام في تلقي تلك المعالجة وأيضاً في المتابعة مع الطبيب إلى حين التأكد من زوال الالتهاب عن منطقة الأذن.