الرباط: قانون الحق في الحصول على المعلومات سيمكّن من محاربة الفساد

TT

الرباط: قانون الحق في الحصول على المعلومات سيمكّن من محاربة الفساد

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أمس، إن المغرب من الدول القليلة التي تملك قانونا خاصا بالحق في الحصول على المعلومات، والذي مكن البلاد من الانضمام إلى الشراكة من أجل الحكومة المنفتحة.
وأوضح العثماني لدى افتتاحه أمس اجتماع الحكومة أهمية هذا القانون، الذي «يمنح المواطنات والمواطنين أفرادا أو في إطار المجتمع المدني، أو رجال ونساء الإعلام، وغيرهم، الحق في الحصول على المعلومات التي يريدونها، وفق ما يقتضيه القانون»، مشيرا إلى أن الحكومة تشتغل اليوم في مرحلة تنزيل القانون، الذي بدأ العمل به في 12 مارس (آذار) الماضي، بعد سنة من نشره، لكنه يحتاج إلى تفاعل المواطنين للاستفادة منه.
وأشار العثماني إلى أن هذه السنة «هي سنة إرساء البنيات، وإعداد الوسائل كي يتم تنفيذها بشكل جيد، ولذلك تم الشروع في ورشة التكوين، حيث تم اختيار أكثر من 700 موظف يمثلون مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية المعنية، سواء مركزيا أو جهويا، ويتم هذا التكوين على مرحلتين: الأولى يتم خلالها تكوين المكونين وفق المعايير الدولية، حيث تم اختيار ما يقرب من 50 شخصا، نصفهم نساء، للتعرف على كيفية تطبيق القانون، والمهنية في توفير المعلومة وجودتها وطريقة تصريفها. أما المرحلة الثانية فيتم فيها تكوين الموظفين الذين سيمكنون المواطنين والمواطنات من المعلومة».
واعتبر العثماني أن توفير المعلومة بطريقة استباقية، أو بعد طلب من جهة ما: «مهم جدا في شفافية عمل الإدارة ونزاهتها»، كمراقبة الصفقات العمومية، والميزانيات القطاعية وميزانيات المؤسسات العمومية، وغيرها وكذا أهمية توفيرها بطريقة سهلة ومبسطة وجيدة للمواطنات والمواطنين، وخصوصا المجتمع المدني الشريك، الذي من حقه الحصول على هذه المعلومات، التي ستسهل عليه القيام بمهامه.
وبهذه الطريقة، يؤكد رئيس الحكومة: «سنتقدم أكثر في مجال النزاهة ومجال الشفافية، وفي مجال ملامسة الرشوة»، مضيفا أن «هذه الورشة التي فتحتها بلادنا، بداية من إخراج القانون والانضمام إلى الشراكة من أجل الحكومة المنفتحة.
بالإضافة إلى جهود أخرى، مكنت من تحقيق هذه القفزة في ترتيب المغرب في مؤشر إدراك الرشوة، الذي تحسن بـ17 نقطة خلال سنتين، وهو تحسن غير مسبوق في تاريخ المغرب بالانتقال من المرتبة 90 إلى المرتبة 73 في ظرف سنتين».
كما شدد العثماني على «أهمية إشعار المواطنات والمواطنين بأن هذه الإمكانية موجودة، وأن من حقهم الحصول على المعلومات، والبحث عنها سواء المرتبطة بالمباريات، أو رخص الاستغلال، وفي غيرها من المجالات. ومن واجب الإدارة تمكينهم منها بالمعايير التي يريدها المواطنون والمواطنات، وطبقا للمقتضيات القانونية».
وخلص العثماني إلى أن إتقان هذا الورشة وإخراجها بالطريقة السليمة، وتوفير البنيات والوسائل كي تكون الإدارة شفافة في عملها، وفي مبادراتها وصفقاتها وقراراتها «سيمكننا من مقاومة الفساد، ومن رفع درجة جاهزية الإدارة كي تؤدي دورها تجاه المواطنات والمواطنين».
وجرى الأسبوع الماضي تسليم الشهادات للمكونين في مجال تطبيق وتنفيذ هذا القانون، وذلك بتنسيق مع اليونيسكو وفق المعايير الدولية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.