انتخاب نائب إسلامي رئيساً للمجلس الشعبي الوطني الجزائري

سليمان شنين الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني الجزائري (أ.ف.ب)
سليمان شنين الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني الجزائري (أ.ف.ب)
TT

انتخاب نائب إسلامي رئيساً للمجلس الشعبي الوطني الجزائري

سليمان شنين الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني الجزائري (أ.ف.ب)
سليمان شنين الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني الجزائري (أ.ف.ب)

أعلن المجلس الشعبي الوطني الجزائري أنّ النائب الإسلامي سليمان شنين رئيس كتلة برلمانية لتحالف شكّلته ثلاثة أحزاب إسلامية معارضة، انتخب ليل أمس (الأربعاء) رئيساً له.
ويخلف شنين في هذا المنصب معاذ بوشارب الذي استقال في 2 يوليو (تموز) إثر ضغوط مارسها عليه النواب من داخل حزبه، وكذلك المحتجّون في الشارع.
وقال المجلس على موقعه الإلكتروني إن نوّابه انتخبوا «مرشّح الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء ليتولى رئاسة المجلس الشعبي الوطني، وذلك عن طريق التصويت برفع الأيدي في جلسة علنية».
وأوضح المجلس أنّ انتخاب شنين تمّ بالتزكية «بعدما قرّرت المجموعات البرلمانية التي شاركت في العملية الانتخابية سحب مرشحيها الستّة وتزكيته بالإجماع». وأضاف أنّ الكتل التي زكّت شنين هي «حزب جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديمقراطي» و«كتلة الأحرار» و«تجمع أمل الجزائر» و«الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء» و«جبهة المستقبل» و«الحركة الشعبية الجزائرية» و«حزب العمال»، ونواب دون انتماء، فيما قاطع الجلسة نواب كتلة حركة مجتمع السلم وكتلة جبهة القوى الاشتراكية وحزب التجمع من أجل الديمقراطية والثقافة.
وكان بوشارب انتخب في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) رئيساً للغرفة الأولى في البرلمان (مجلس الأمة هو الغرفة الثانية) بعد أسابيع من الصراع داخل كتلة حزب جبهة التحرير الوطني.
وفي 22 فبراير (شباط)، اندلعت موجة احتجاجات غير مسبوقة دفعت بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مرحلة أولى إلى التخلي عن الترشح لولاية جديدة ثم إلى الاستقالة في 2 أبريل (نيسان)، وبالتالي طي صفحة 20 عاماً من الحكم.
وفور انتخابه، قال شنين أمام المجلس إن انتخابه هو دليل على «ميلاد تجربة جديدة حيث بإمكان الأقليّة أن تتقدّم لرئاسة المجلس وتحظى بتزكية ودعم الأغلبية، بما يعيد الثقة في المؤسسات».
وأعرب شنين، بحسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للمجلس، عن «الدعم والاعتزاز بالجيش الوطني الشعبي» وتنويهه بـ«التصريحات المكرّرة لقائد الأركان نائب وزير الدفاع الوطني الفريق قايد صالح في المرافقة السياسية الواضحة ومكافحة الفساد وإعادة الأمل في بناء الديمقراطية وبناء عدالة مستقلة وحماية وحدة الشعب من كل الاختراقات التي تستهدفه».
وكان الفريق قايد صالح قد حذر «الرافضين للمسار الدستوري» ولإجراء الانتخابات الرئاسية.
ومنذ استقالة الرئيس بوتفليقة في 2 أبريل تحت ضغط الشارع وقيادة الجيش، ترفض حركة الاحتجاج أن يتولى النظام القائم تنظيم الانتخابات الرئاسية وتطالب مسبقاً برحيل كل الذين دعموا بوتفليقة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.