نتنياهو لإعلان حلف دفاعي مع واشنطن يكون رافعته الانتخابية

القادة العسكريون يتحفظون عن حلف يحد من استقلاليتهم

ساحة «دونالد ترمب» التي افتتحت مؤخراً في مدينة بتاح تكفا امتناناً للرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
ساحة «دونالد ترمب» التي افتتحت مؤخراً في مدينة بتاح تكفا امتناناً للرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو لإعلان حلف دفاعي مع واشنطن يكون رافعته الانتخابية

ساحة «دونالد ترمب» التي افتتحت مؤخراً في مدينة بتاح تكفا امتناناً للرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
ساحة «دونالد ترمب» التي افتتحت مؤخراً في مدينة بتاح تكفا امتناناً للرئيس الأميركي (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس (الأربعاء)، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يدرس إمكانية التوجه إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مقترحاً رفع مستوى العلاقات إلى درجة «حلف دفاع مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة».
وأوضحت هذه المصار، أن الاقتراح جاء في إطار سلسلة خطوات يبادر إليها نتنياهو في حملته الانتخابية، وستكون بمثابة «الأرنب في السلة» أو «الجوكر في لعبة الورق»، الذي يستله نتنياهو ويقدمه له ترمب هدية، عشية انتخابات الكنيست التي ستجري في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقالت هذه المصادر، إن نتنياهو يدرك أن مثل هذا الطرح سيكون صورياً وعمومياً؛ إذ إن «الحلف العسكري»، إذا ما اتفق عليه بين الطرفين، يحتاج إلى شهور طويلة من الإعداد، ولن يكون ممكناً إنجازه قبيل الانتخابات. هذا فضلاً عن أن إسرائيل بحثت هذا الأمر مرات عدة في الماضي، وخلصت إلى التنازل عن الفكرة لأسباب داخلية فيها. فالجيش والمخابرات ومعظم السياسيين يعارضون الفكرة، ويفضلون ألا تكون إسرائيل مرتبطة بأي حلف عسكري في العالم، وأن تقيم علاقاتها على تحالفات استراتيجية من دون التزام بالدفاع المشترك. فالدفاع المشترك في نظرها، يعتبر مسؤولية خطيرة، ويكون ملزماً بالاتجاهين. وتكون فيه إسرائيل ملزمة بخوض حروب ليست لها. ولكون نتنياهو ينظر للموضوع من باب مصالحه الانتخابية الذاتية، فإن المعارضة له يمكن أن تزيد.
وقالت المصادر، إن القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل، وكذلك في الولايات المتحدة، كانت قد بحثت، كل من طرفها، احتمالات إبرام «اتفاق حلف دفاعي» في أكثر من مناسبة، وبدا أن التحفظ جاء من الإسرائيليين أكثر مما جاء من الأميركيين. ففي إسرائيل يبدي قادة أجهزة تحسباً واضحاً من تبعات خطوة كهذه، ويتحفظون بشكل خاص من «حلف دفاعي» كامل. ويقولون إن من إيجابيات حلف كهذا أنه يمنح إسرائيل حماية أميركية في حال الدخول أو الوصول إلى شفا حرب نووية، إلا أنه يمس باستقلالية العمليات والإجراءات الحربية الإسرائيلية، ويضع على إسرائيل قيوداً ستضطر بموجبها إلى التنسيق الكامل والمسبق في جميع العمليات الحربية، «الأمر الذي قد يمنع إسرائيل من شن عمليات عسكرية أو حروب مفاجئة من دون مصادقة واشنطن». وأضافت المصادر، أن «هذه الأمور تزداد حدة في الواقع الراهن، حيث بدأت إيران باختراق الاتفاق النووي، رداً على انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، وقضية العمل العسكري الإسرائيلي في إيران من شأنها العودة بشكل أو بآخر إلى الأجندة». وأقرت مصادر أمنية إسرائيلية، في الأيام الأخيرة، أن موضوع «الحلف الدفاعي» الإسرائيلي - الأميركي بمستوى كهذا أو ذاك، «موجود في الجو»، لكن لا توجد حالياً خطوات عملية منظمة تمهد لذلك. وجرى بحث إمكانية أخرى، بإبرام صيغة ضيقة أكثر، توصف بـ«عقد دفاعي»، يحتوي على تصريح رئاسي أميركي بحماية إسرائيل، لكنه لا يبدو كـ«حلف دفاعي».
وأشار كبير المحللين السياسيين في صحيفة «معريب» العبرية، بن كسبيت، في تقرير له حول الموضوع، إلى أن الحديث عن الحلف الدفاعي هو لعبة انتخابية يتم إعدادها في كل من تل أبيب وواشنطن. وقال إن نتنياهو، وترمب الذي يستعد لانتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة المقبلة، ملتزمان تجاه بعضهما بعضاً بدعم انتخابي متبادل. وإن نتنياهو، الذي بادر إلى الفكرة في الأيام الأخيرة، يبدو – وفقاً لوصف مصدر سياسي - كساحر، في هذا الاقتراح. وقال: نتنياهو يريد من الإعلان عن «حلف دفاعي» كهذا، أن يكون فقط «رافعة انتخابية». فهو يعلم جيداً أن الإجراءات التمهيدية للحلف تحتاج إلى فترة أطول بكثير من فترة ما قبل الانتخابات. لكن تقديرات طاقمه الانتخابي تقول إن هناك احتمالات جيدة لأن يوافق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على طلب بهذا الخصوص في حال قدمه نتنياهو، ويرون أن هذا هو المهم وليس الحلف نفسه.
لكن مصادر أخرى، قالت، إن ترمب سيطلب من نتنياهو، بالمقابل، أن يوافق على خطته السياسية للتسوية في الشرق الأوسط أولاً، هي الخطة المعروفة باسم «صفقة القرن». ونقل بن كسبيت عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة ومطلعة على الموضوع، نفيها أن الحديث في هذا السياق يدور عن «صفقة»، يُطرَح فيها «حلف دفاعي»، مقابل «صفقة القرن». ومع ذلك؛ فإن هذه الإمكانية دُرست فعلاً، بهدف إقناع الأميركيين بتنفيذ هذه «اللفتة»، التي «يحتاج إليها نتنياهو على ضوء النقص في (الأرانب) التي يمكن استلالها حتى موعد الانتخابات في سبتمبر».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.