هل يستطيع برشلونة إنقاذ مسيرة نيمار الكروية؟

المهاجم البرازيلي تحول إلى آلة تدمر أي مكان يذهب إليه

نيمار نجم البرازيل يتدرب بمفرده على أمل ترك سان جيرمان والعودة إلى برشلونة  -  نيمار بقميص برشلونة  -  بقميص سان جيرمان
نيمار نجم البرازيل يتدرب بمفرده على أمل ترك سان جيرمان والعودة إلى برشلونة - نيمار بقميص برشلونة - بقميص سان جيرمان
TT

هل يستطيع برشلونة إنقاذ مسيرة نيمار الكروية؟

نيمار نجم البرازيل يتدرب بمفرده على أمل ترك سان جيرمان والعودة إلى برشلونة  -  نيمار بقميص برشلونة  -  بقميص سان جيرمان
نيمار نجم البرازيل يتدرب بمفرده على أمل ترك سان جيرمان والعودة إلى برشلونة - نيمار بقميص برشلونة - بقميص سان جيرمان

بالنسبة إلى النبلاء الإنجليز في عهد الملك هنري الثامن، كانت الأخبار التي تتحدث عن زيارة الملك دليلاً أكيداً على الخراب الوشيك. فمن أجل تكريم رفاقه وصحبته، يمكنك أن تتوقع رؤية منزلك ومزرعتك ونظام الصرف الصحي في بلدتك وهي تنهار تماماً، ولا يرحل الحزب الملكي إلا عندما يرى كل شيء وقد تم تدميره تماماً.
وأثناء أحد المواكب في أنحاء البلاد في عام 1541. توقف هنري لفترة وجيزة في مدينة هاتفيلد، وفي سياق «مطاردة مذهلة» قتل 200 غزالة، ومجموعة من البجعات، وزورقين مليئين بالطيور النهرية المتنوعة وسمك يكفي لكي يملأ سفينة صيد. فهل كان يحق لسكان أي مدينة أن يسعدوا بقدوم الملك لزيارتهم؟.
كل ذلك بالطبع هو مقدمة للإشارة إلى اللاعب البرازيلي نيمار في الوقت الحالي، فهو مثال آخر على الأشخاص الذين ينتقلون لكي يدمروا الأماكن التي يذهبون إليها، ويبدو أن فرصة عودته إلى برشلونة قد ازدادت خلال هذا الأسبوع إذا كانت الأخبار التي يتم تسريبها صحيحة.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كم تصل تكلفة نقل محتويات منزل نيمار بالكامل هذه الأيام؟ قبل خمس سنوات، أنفق برشلونة 300 ألف يورو من أجل نقل أصدقاء نيمار عبر طائرة خاصة لمشاهدة لحظة تقديم اللاعب لجمهور النادي!.
ومنذ ذلك الحين، سمعنا أن «حاشية نيمار» قد تضخمت ووصلت إلى 30 شخصاً على الأقل. ووفقاً لمقال نشره الصحافي البرتغالي ماركوس ألفيس في الآونة الأخيرة، فإن الرحلة القصيرة التي قام بها نيمار إلى البرازيل لتلقي العلاج بعد إصابته في الكاحل تطلبت استئجار عقار بحجم ملعب لكرة القدم مجهز بمكان لهبوط وإقلاع الطائرات الخاصة. وبالتالي، فإن عودة نيمار إلى «كامب نو» ستتطلب نقل «المجمع الصناعي» للاعب، إن جاز التعبير، بما في ذلك مصفف شعر نيمار، ومصور نيمار، وما إلى ذلك!.
وحتى الآن هناك شيء مثير، حيث أشار تقرير نشر في منتصف الأسبوع الجاري إلى أن نيمار «سيُضرب عن اللعب خلال جولة باريس سان جيرمان في الصين» من أجل إجباره على بيعه. وفي الحقيقة، من الصعب التفكير حتى في هذه الجملة ونتائجها على مسيرة اللاعب البرازيلي.
لكن الأمر المؤكد، هو أن هذا اللاعب رفيع المستوى، الذي يتمتع بموهبة كبيرة لا تزال تحمل لمحة تعكس المنح الإلهية للإنسان، تحول إلى شكل من أشكال العبث الرياضي والتجاري. وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل ما زال يمكن إنقاذ هذا اللاعب مما يحدث له؟.
والإجابة على هذا السؤال هي نعم، حيث ما زال من الممكن إنقاذ نيمار من حياة البذخ والثروة، بعدما تحول اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً إلى نجم مزعج ومثير للمشاكل في كل مكان يذهب إليه. وكان من السهل على الجميع أن يروا كيف تحول نيمار في كأس العالم الأخيرة بروسيا إلى مثار سخرية من الجميع، بعد أن كان قبل أربع سنوات فقط لاعباً ساحراً يتلاعب باللاعبين ويبدع داخل المستطيل الأخضر ويمتع الجمهور بمهاراته وإمكانياته الاستثنائية.
والأسوأ من ذلك، وأكثر أهمية بالنسبة للعلامة التجارية - يتعين علينا أن نفكر دائماً في العلامة التجارية - أن اختيارات نيمار وقراراته باتت تُتخذ منذ فترة بناء على اعتبارات أخرى غير كرة القدم. وخلال الموسمين الأخيرين، سجل نيمار 51 هدفاً في 58 مباراة مع نادي باريس سان جيرمان، وهو معدل رائع من الأهداف يعكس موهبته الكبيرة، لكن المرء يشعر بأنه يلعب بلا هدف محدد.
وفي غياب نيمار، فاز منتخب البرازيل على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد في الدور نصف النهائي لكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا). صحيح أن المنتخب البرازيلي كان محظوظاً بعض الشيء في هذه المباراة، لكن الخط الأمامي المكون من غابرييل خيسوس وإيفرتون وروبرتو فيرمينو كان مليئاً بالنشاط والحيوية والضغط المتواصل على حامل الكرة. وبعد مرور خمس سنوات على الهزيمة المهينة أمام المنتخب الألماني على نفس الملعب بنتيجة سبعة أهداف مقابل هدف وحيد في كأس العالم، بعد خروج نيمار مصاباً ومحمولاً على نقالة في الأسبوع السابق، لم يعد الجمهور يشعر بأن غياب نيمار بات يؤثر على المنتخب البرازيلي. ويتعين على نيمار أن يدرك أن الرياضة بصفة عامة تتطلب العمل بشكل دائم ومتواصل والرغبة في تحقيق المزيد دائماً.
وفي ظل الحديث عن عودة نيمار مرة أخرى إلى برشلونة، يجب الإشارة إلى أن نيمار قد تحول إلى آلة وليس إنساناً هذه الأيام، وأن اختياراته وقرارته لا تعود بالضرورة إلى عيوب في شخصيته أو إلى وجود أشخاص سيئين في حاشيته، لكنها تعود في الأساس إلى القوى التي تحيط به، والتي تحركه وأصبح من خلالها أكثر قوة.
ويجب الإشارة إلى أن الاتفاق الذي عقده نيمار مع شركة «نايكي»، والذي كانت مدته 11 عاماً، سوف ينتهي عام 2020. وقد لا يتم تجديده بسبب الاتهامات الخطيرة الموجهة ضد اللاعب بالاغتصاب والاعتداء. لكن من المفترض أن نيمار لا يزال لديه القدرة على دعم العديد من العلامات التجارية الأخرى مثل باناسونيك، وريد بول، وسانتاندر، وفولكس فاغن، ومينتوس، وكاسترول، ويونيليفر، وماكدونالدز، وجيليت، وليستيراين، وبوليس للنظارات الشمسية، ولوبو، ودراكار نوير للعطور، وهليار لبطاريات السيارات، وبالطبع تينسيبي التي تعهد نيمار بأن يحولها إلى «مزيل العرق الأول في العالم»! وهناك حتى رسم على الهاتف المحمول للتعبير عن مشاعر نيمار. لكن السؤال يبقى هو: ما هي مشاعر نيمار في الوقت الحالي؟ أعتقد أنه الآن يشعر بالضياع!.
ويجب الإشارة إلى أن الأمور التجارية باتت مهمة للغاية في عالم كرة القدم، لكن لا ينبغي لهذه الأمور أن تتحكم في اللاعب بهذه الطريقة، للدرجة التي حولت موهبة لاعب مثل نيمار إلى شيء يبدو مملوكاً للمؤسسات والجهات التجارية وليس شيئاً يعمل على إسعاد عشاق كرة القدم في كل مكان في العالم.
ربما يكون الانتقال إلى برشلونة منطقياً بالنسبة لجميع المعنيين الآن، فهو نادٍ لا يزال بإمكانه تحمل تبعات «زيارة ملكية» أخرى. وعلاوة على ذلك، فربما يستطيع نيمار أن يعيد اكتشاف نفسه هناك من جديد. لكن في الوقت الحالي، هناك شعور بالضياع، وبأن موهبة كبيرة قد تحولت إلى آلة وفقدت نفسها على طول الطريق.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.