الرئيس الفرنسي: تزويد الأكراد بالسلاح كان «حاسما» لقلب موازين القوة

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي في أربيل مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن شحنات الأسلحة التي سلمتها فرنسا لقوات البيشمركة الكردية التي تتصدى لمقاتلي تنظيم داعش في شمال العراق كانت «حاسمة» لقلب موازين القوى.
وقال: «قررت إيصال الإمكانات الضرورية وأرى أنكم استخدمتموها على النحو الأفضل. هذه الشحنات كانت حاسمة لقلب موازين القوى».
وأفاد مصدر فرنسي بأنه خلال الأسابيع الأخيرة زودت فرنسا المقاتلين الأكراد بأسلحة «مرتين أو ثلاثا». كذلك، أبدى هولاند «إعجابه» بالبيشمركة، وقال: «سننتقل إلى مرحلة أخرى. ثمة تحالف تم تشكيله بهدف تنسيق جهود الدول، وسيحضر وفد من البيشمركة الأكراد» مؤتمر باريس المقرر عقده الاثنين المقبل.
من جانبه، قال مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان: «نحن ننظر إلى هذه الزيارة بوصفها نقطة قوة للعلاقات التاريخية بين الكرد ودولة فرنسا. مساعداتكم كان لها دور كبير في رفع معنويات شعب كردستان وقوات البيشمركة، أما العسكرية منها فكان لها دور كبير في التصدي للإرهابيين وردعهم». وأكد بارزاني أن الإقليم مصر على محاربة «داعش»، وليس محاربتهم فحسب بل القضاء عليهم لأنهم يشكلون خطرا كبيرا على السلام والحياة والاستقرار في كل مكان في العالم، مشيرا بالقول: «كان للمحاولات الفرنسية على المستوى الدولي دور بارز في تشكيل تحالف دولي لمواجهة هؤلاء الإرهابيين والتصدي لهم، بالإضافة إلى التصدي للإرهابيين فإن هناك واجبا آخر على عاتقنا وهو إعادة النازحين إلى أماكنهم، وهو أفضل ما يمكن أن نحققه، وهنا أريد أن أبين لكم أنه بمساعدة فرنسا والأصدقاء الآخرين تغيرت التوازنات العسكرية والميدانية للمعركة في صالح إقليم كردستان. إرهابيو (داعش) الآن يعيشون حالة الهزيمة، وقوات البيشمركة تسجل يوما بعد يوم نصرا جديدا، ونحن متأكدون أنه بالتعاون بيننا سنحقق ما هو في مصلحة المنطقة والسلام والاستقرار».
بدوره قال ديندار زيباري نائب مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مهمة جدا للعراق وإقليم كردستان، فرنسا عضو رئيس في مجلس الأمن الدولي، وهي واحدة من الدول التي سارعت إلى تقديم المساعدات إلى إقليم كردستان والعراق في حربها ضد الإرهاب».
وأضاف زيباري: «هذه الزيارة مهمة للإقليم لأنها أول زيارة لرئيس فرنسي إلى أربيل والاجتماع مع رئيس الإقليم، وهي خطوة مهمة للاستقرار السياسي في الإقليم والتعايش السلمي في المنطقة، والسبب الآخر لأهميتها يكمن في زيارة الرئيس الفرنسي للنازحين ومعرفة أوضاعهم والأزمة الحالية عن قرب، وبتصورنا فإن وصول المساعدات الفرنسية وتأييدها السياسي لإقليم كردستان دوليا يساهم في إعطاء أهمية أكثر لموقع إقليم كردستان عالميا، وهذه الزيارة تؤكد أن الإقليم سيكون له دور مهم في المنطقة مستقبلا».
وأشار إلى أن كردستان هو المكان الوحيد في العراق الذي يمكن لكل المكونات العيش فيه بسلام، وهو المكان الوحيد لإقامة الشركات والمنظمات الدولية والأمم المتحدة والوكالات الدولية، والإقليم يستطيع أن يكون مثالا ناجحا للديمقراطية في المنطقة، وقد برهن خلال السنوات العشرين الماضية على أنه يستطيع أن يلعب هذا الدور من خلال تداول السلطة فيه سلميا، وهناك تحالف بين إقليم كردستان ومنظمات الأمم المتحدة تمتد على مدى الأعوام الـ16 الماضية.