متطرفون إسرائيليون يحاولون اغتيال يهودي مناهض للاستيطان

الناشط جوناثان بولاك
الناشط جوناثان بولاك
TT

متطرفون إسرائيليون يحاولون اغتيال يهودي مناهض للاستيطان

الناشط جوناثان بولاك
الناشط جوناثان بولاك

هاجمت مجموعة من المتطرفين اليهود في إسرائيل، الناشط اليساري جوناثان بولاك، وهو من أنصار السلام الذين يدعمون حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي إس)، وطعنوه بالسكين في جسده محاولين قتله.
وقالت مصادر سياسية مقربة من بولاك، إن الشبان ترصدوه وراقبوا تحركاته في تل أبيب منذ فترة طويلة، واختلوا به في منطقة معزولة مظلمة، ليلة الأحد - الاثنين، وقام شابان منهم بالاعتداء عليه بالضرب المبرح ثم استلّ أحدهما سكّيناً وحاول طعنه في قلبه وفي رأسه ورقبته، وبالتالي أصابه بجرح بليغ في وجهه وفي يده. وكان المعتديان يشتمان الضحية ويوجهون إليه الإهانات وينعتونه بـ«اليساري الوقح».
ويعد بولاك شخصية سياسية معروفة جماهيرياً. وهو من مؤسسي مجموعة «أناركيين ضدّ الجدار»، التي تأسست عام 2004، للمطالبة بهدم جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل طوقاً حول القدس الشرقية وسائر حدود الضفة الغربية المحتلة. وهو يدعم أيضاً حركة المقاطعة على نطاق واسع، وفي الآونة الأخيرة تحولت حركته إلى عنصر أساسي في دعم المقاطعة. ولذلك ينعتها اليمين الإسرائيلي بالخيانة ويرميها بتهمة «التنكر لقيام إسرائيل».
وقال بولاك في تصريحات صحافيّة إنه غادر مكتبه لوجبة الغذاء، قبل أن يرى شابيّن يتبعانه، وأضاف: «اعتقدت بدايةً أنهما من الشرطة، نظراً إلى مسلسل ملاحقات تعرضت له منها فضلاً عن وجود أمر اعتقال بحقّي. وفجأة راحا يشتمانني وأوقعاني أرضاً وأوسعاني ضرباً وشتماً، ثمّ استلّ أحدهما سكّيناً وبدأ بطعني».
ويحاكَم بولاك بسبب محاولته الحيلولة دون بناء مستوطنات جديدة، وأصدرت محكمة الصلح في القدس، الأسبوع الماضي، أمر إحضار إلى المحكمة بحقه، إثر امتناعه عن المشاركة في جلساتها. وفي مقال نشره في صحيفة «هآرتس»، الأسبوع الماضي، بعنوان «لن أذهب»، قال بولاك إنه يحاول، «بشكل مخالف للقانون، في هذه الأيام، منع عمل الجرافات لبناء مستوطنات جديدة، علينا أن نتوقّف عن التعاون مع الأبرتهايد الإسرائيلي». ورغم الدعوى القضائيّة الموجّهة ضدّه، يشارك بولاك أسبوعياً في مظاهرتَي نعلين وقدّوم ضد جدار الفصل العنصري.
ويُتّهم بولاك ومؤسسا «الفوضيين» الآخران معه، كوبي سنيتش وإيلان شليف، بـ«تنظيم مظاهرات عنيفة ضد الجنود الإسرائيليين وأفراد حرس الحدود، وتشمل هذه المظاهرات قذف حجارة على قوات الأمن بهدف إصابتهم»، في إشارة إلى المظاهرات السلمية الأسبوعية التي ينظمها الفلسطينيون في البلدات الثلاث: النبي صالح، ونعلين، وبلعين، احتجاجاً على إقامة الجدار العازل وما يسببه ذلك من معاناة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».