الأزهر يدعو لمواجهة شاملة للإرهاب والتصدي الحاسم لمموليه

طالب في تجمع لـ40 دولة بالقاهرة بتسوية النزاعات الأفريقية

جانب من مؤتمر الأزهر حول التعليم العالي بأفريقيا (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر الأزهر حول التعليم العالي بأفريقيا (الشرق الأوسط)
TT

الأزهر يدعو لمواجهة شاملة للإرهاب والتصدي الحاسم لمموليه

جانب من مؤتمر الأزهر حول التعليم العالي بأفريقيا (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر الأزهر حول التعليم العالي بأفريقيا (الشرق الأوسط)

دعا الأزهر إلى ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الأفريقية، وإرساء دعائم الأخوة الإنسانية، وركائز الوحدة القارية بين الأفارقة، وإقرار التسوية السياسية لأي نزاعات أو أزمات، وإحلال الحوار بديلاً عن أي صراعات، وتنسيق الجهود المشتركة للمواجهة الشاملة للإرهاب، والتصدي الحاسم لمموليه وداعميه.
وقال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، خلال تجمع عالمي في القاهرة أمس ضم 40 دولة، إن «الأزهر يؤدى دوراً متعاظماً في إرساء شرعية الاختلاف، وقبول الآخر، وثقافة الحوار، وقيم السلام، والتسامح، والتعايش، والاندماج الإيجابي، والتصدي لسرطان الإرهاب الخبيث، وفيروس التطرف اللعين، وآفة العنف المقيتة، وإنقاذ البشرية من ويلات التكفير، ليس بأفريقيا فحسب، بل في العالم أجمع».
وانطلقت أمس فعاليات المؤتمر الدولي لقادة التعليم العالي بالقارة الأفريقية، الذي تنظمه جامعة الأزهر، بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات، في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، ويستمر لمدة 4 أيام، بمشاركة 300 من رؤساء الجامعات وممثلي الهيئات الدولية، وأكثر من 40 دولة من كل قارات العالم، و180 جامعة، و43 مؤسسة دولية. ويقام المؤتمر تزامناً مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعنوان: «دور مؤسسات التعليم العالي في تعزيز استراتيجية التعليم العالي بالقارة الأفريقية».
وقال مصدر في الأزهر إن «التجمع العالمي يهدف إلى تنمية وتطوير التعليم العالي في الجامعات والمؤسسات التعليمية، خاصة في أفريقيا». وأكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن «المؤتمر يُعد أكبر اجتماع لكبار المسؤولين عن مؤسسات التعليم العالي في القارة الأفريقية»، موضحاً أن «المؤتمر يقام لأول مرة بمصر، وذلك بعد افتتاح مقر اتحاد الجامعات الأفريقية في شمال أفريقيا، الذي يقع مقره بجامعة الأزهر، وبالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي»، بينما قال الدكتور إيتين إيهيلي، الأمين العام لاتحاد الجامعات الأفريقية، إن «اتحاد الجامعات الأفريقية يعمل على بناء شبكات تواصل بين مختلف الجامعات الأفريقية، بهدف تعزيز التواصل وتبادل الخبرات في المجالات كافة»، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم العالي في أفريقيا ينبغي أن تحظى بدعم ومساندة مؤسسات الدول المختلفة كافة، حتى تستطيع القيام بدورها.
من جهته، قال وكيل الأزهر في كلمته بالمؤتمر، نيابة عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن «الأزهر يعتز بثقة الدول الأفريقية في قدرة مصر على قيادة دفة العمل الأفريقي المشترك... كما يقدر الأزهر جهود القيادة السياسية المصرية الرامية للنهوض بالقارة الأفريقية، التي تتجلى في أبهى صورها خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي»، مشدداً على ضرورة تعزيز علاقات التعاون بين الدول الأفريقية بشتى مداراتها، وفي أسمى صورها، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تؤسس لشراكات استراتيجية، تُسهم في تحقيق التكامل الأفريقي الذي هو السبيل الأوحد لتجاوز التحديات الجسيمة، مضيفاً أن «الأزهر توسع في قوافل السلام إلى القارة السمراء لنشر ثقافة التعايش والتسامح، بدلاً من الكراهية والعنف، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليات مواجهة الأفكار المتطرفة، والتعامل مع القضايا المستحدثة».
ودعا وكيل الأزهر اتحاد الجامعات الأفريقية إلى المبادرة بإطلاق بنك للمعرفة على الإنترنت، يُتيح للباحثين الاستفادة من هذا الإنتاج الفكري الثري، ويوفر للحكومات ولصناع القرار فرصة تبنى سياسات عملية تُلبى طموحات الشعوب الأفريقية، وتضمن لها العيش الكريم، والسعي الجاد نحو التوسع في إتاحة فرص ميسرة للتعليم العالي المتطور بمختلف البلدان بمراعاة شواغل الشعوب واحتياجاتها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.