الاتحاد الأوروبي وقبرص ينددان بأنشطة تركيا شرق المتوسط

أدانت قبرص، أمس، إطلاق تركيا عملية تنقيب جديدة عن النفط والغاز قبالة سواحل الجزيرة المقسّمة، رغم تهديد الاتحاد الأوروبي لأنقرة بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عملياتها «غير المشروعة».
وقال الاتحاد الأوروبي، أمس، إن عزم تركيا التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص يثير «قلقاً بالغاً»، ويُعدّ تصعيداً غير مقبول للتوتر في محيط الجزيرة الواقعة بالبحر المتوسط. وذكر الاتحاد في بيان، أن «عزم تركيا المعلن عن القيام بعملية تنقيب جديدة غير قانونية شمال شرقي قبرص يثير قلقاً بالغاً». وأضاف أن «عملية التنقيب الثانية المزمعة، التي تأتي بعد شهرين من بدء عمليات التنقيب الحالية غربي قبرص، تمثل تصعيداً جديداً غير مقبول وانتهاكاً لسيادة قبرص»، كما نقلت «رويترز».
من جهتها، أعلنت الرئاسة القبرصية، أن «الحكومة تدين بأشد العبارات عملية التنقيب التركية الجديدة غير المشروعة شرق قبرص». وأوضحت الرئاسة، أن عملية التنقيب الثانية التي تجري قبالة شبه جزيرة كارباس، شمال شرقي الجزيرة تعتبر «تصعيداً للانتهاكات التركية المستمرة»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وأرسلت تركيا في 20 يونيو (حزيران) «يافوز»، وهي السفينة الثانية التي تجري عمليات تنقيب قبالة سواحل قبرص، بعد أن كانت قد أرسلت السفينة «فاتح» للتنقيب في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.
وتثير أنشطة تركيا في شرق المتوسط ردود فعل حادة من قبل كلّ من قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي الذي كرّر مراراً تحذيراته لأنقرة. وأطلق اكتشاف احتياطيات ضخمة من الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط سباقاً لاستكشاف الثروات الكامنة في قعر البحر، وأثار توترات بين قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وهدد الاتحاد الأوروبي أنقرة بفرض عقوبات على شخصيات وشركات تركية منخرطة في «أنشطة التنقيب المخالفة». قالت الحكومة القبرصية أمس، إن «تركيا تواصل انتهاك القانون الدولي... وتتجاهل نداءات الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي».
وتعتبر أنقرة هذه المنطقة في المتوسط جزءاً من الجرف القاري التركي، ومنحت في عامي 2009 و2012 شركة النفط الوطنية التركية تراخيص للتنقيب. وأكدت قبرص أن وحده استئناف المحادثات من أجل التوصل لاتفاق سلام بين شطرها الشمالي الذي تحتلّه تركيا والحكومة المعترف بها دوليا في نيقوسيا كفيل بإيجاد حل للنزاع.
وجزيرة قبرص مقسّمة منذ عام 1974 عندما غزت القوات التركية ثلثها الشمالي واحتلّته، رداً على انقلاب رعاه حكم الكولونيلات في أثينا سعياً لتوحيد الجزيرة مع اليونان، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وسبق أن أصدرت السلطات القبرصية مذكرات توقيف بحق أفراد طاقم سفينة «فاتح» التي أرسلتها السلطات التركية قبل أشهر للتنقيب عن النفط والغاز في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.
وتعارض أنقرة أي تنقيب عن الغاز يستبعد «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من طرف واحد والتي لا يعترف بها سواها، وتطالب بتعليق أعمال التنقيب ما دام لم يتم إيجاد حل لمشكلة الجزيرة المقسّمة.