«جلسات روحية» أصيلة... عمل مشترك بين الموسيقى الأندلسية والحضرة الشفشاونية

جانب من الأمسية التي أحيتها الحضرة الشفشاونية وفرقة محمد العربي التمسماني في مكتبة الأمير بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)
جانب من الأمسية التي أحيتها الحضرة الشفشاونية وفرقة محمد العربي التمسماني في مكتبة الأمير بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)
TT

«جلسات روحية» أصيلة... عمل مشترك بين الموسيقى الأندلسية والحضرة الشفشاونية

جانب من الأمسية التي أحيتها الحضرة الشفشاونية وفرقة محمد العربي التمسماني في مكتبة الأمير بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)
جانب من الأمسية التي أحيتها الحضرة الشفشاونية وفرقة محمد العربي التمسماني في مكتبة الأمير بندر بن سلطان (الشرق الأوسط)

على إيقاعات موسيقية جمعت نخبة من العازفين والمنشدين، وأداء مميز بأصوات نسائية، أحيت مجموعة الحضرة الشفشاونية وفرقة محمد العربي التمسماني للطرب الأندلسي، نهاية الأسبوع الماضي، في مكتبة الأمير بندر بن سلطان في أصيلة، أمسية غنائية بعنوان «جلسات روحية»، ضمن فعاليات موسمها الثقافي الدولي الـ41.
واعتبر محمد الأمين الأكرمي، رئيس جوق المعهد الموسيقي في تطوان، أنّ هذا العمل المشترك الذي ضم الموسيقى الأندلسية وفن السماع والمديح هما حبان في القلب يجتمعان، مشيراً إلى أنّهما مستنبطين من سلالم الموسيقى الأندلسية.
وذكر الأكرمي أنّ هذا العمل جاء بعد سنتين من الاجتهاد والتمارين، ويضم ألحاناً وأشعاراً جديدة من إنتاج الفرقتين، لكن باقي الأغاني والقصائد هي من تراث الفن الأندلسي والسماع والمديح.
وقالت رئيسة فرقة الحضرة الشفشاونية أرحوم البقالي لـ«الشرق الأوسط»، إنّ خصوصية التراث تلزم الاشتغال عليه بأنماط خاصة، وتحتاج إلى الإبداع والتطوير لكي تصل لعدد من الناس في مختلف الأعمار، موضحة أن عرضها الموسيقي مع فرقة محمد العربي التمسماني، احتوى تسلسلاً في الأغراض الشعرية وفي الطبوع الأندلسية المغربية.
وأفادت البقالي بأنّه منذ سنة 2000 وهي تشتغل على تطوير فن الحضرة الشفشاونية مع احترام خصوصية اللون والطابع، إذ أدخلت ألحاناً جديدة تتماشى في الأصل مع التراث، وتحافظ على الإيقاع 16 وحدة زمنية على أربعة.
وتقدم الحضرة الشفشاونية عرضها الموسيقي، بزي تقليدي ترتديه المرأة في بعض مدن شمال المغرب، كمدينة شفشاون وتطوان وطنجة، وهو زي يتكون من القفطان والأحزمة و«السبنية» (غطاء الرأس)، وكانت ترتديه النساء في المغرب منذ القدم.
وتعد فرقة الحضرة الشفشاونية أول فرقة فنية نسائية للفن الصوفي في المغرب، تأسست سنة 2004 تحت اسم «أخوات الفن الأصيل»، ودأبت على تلقين فن الحضرة الشفشاونية والمديح والسماع لأكبر عدد من النساء والشابات.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.