موجة غضب في مصر بعد الخروج المخيّب من أمم أفريقيا

استقالة رئيس اتحاد الكرة وإقالة المدير الفني للمنتخب

صدمة الجماهير المصرية في استاد القاهرة قبل نهاية المباراة بدقائق (أ.ف.ب)
صدمة الجماهير المصرية في استاد القاهرة قبل نهاية المباراة بدقائق (أ.ف.ب)
TT

موجة غضب في مصر بعد الخروج المخيّب من أمم أفريقيا

صدمة الجماهير المصرية في استاد القاهرة قبل نهاية المباراة بدقائق (أ.ف.ب)
صدمة الجماهير المصرية في استاد القاهرة قبل نهاية المباراة بدقائق (أ.ف.ب)

اجتاحت موجة من الغضب صفوف الجماهير المصرية، بعد خسارة منتخب بلادهم بهدف دون رد أمام جنوب أفريقيا في دور الستة عشر لبطولة كأس أمم أفريقيا أمام 70 ألف مشجع باستاد القاهرة الدولي، لتودع مصر مبكراً البطولة التي تستضيفها
وسادت حالة من الحزن والغضب في الشارع المصري، وعبَّر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مع صافرة نهاية المباراة المعلنة عن انتهاء مشوار منتخب مصر في البطولة، عن غضبهم واستيائهم من أداء اللاعبين وخطط المدرب التي وصفوها بـ«المغامرة».
وعقب توديع البطولة التي فازت بها مصر سبع مرات، أعلن هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم إقالة خافيير أجيري مدرب المنتخب الوطني، كما أعلن استقالته من منصبه، ودعا بقية أعضاء مجلس الإدارة للاستقالة أيضاً.
ونقل بيان للاتحاد المصري لكرة القدم عن أبو ريدة قوله إن القرار «يأتي التزاماً أدبياً رغم أن اتحاد كرة القدم لم يقصر في شيء تجاه المنتخب الوطني، وقدم له كل الدعم المادي والمعنوي على الوجه الأكمل».
وأضاف مشيراً للجهاز التدريبي لمنتخب مصر: «(تمت إقالته) بالكامل بعد أن خيب آمال جماهير الكرة المصرية والمسؤولين عنها رغم تلبية كافة مطالبه».
وقال أبو ريدة إنه سيستمر في رئاسة اللجنة المنظمة المحلية لكأس الأمم «من واقع المسؤولية الوطنية... لأن النجاح في التنظيم كان من البداية هدفاً نسعى جميعاً لتحقيقه».
وأعلن الاتحاد المصري في وقت لاحق استقالة العديد من مجلس إدارته استجابة لدعوة أبو ريدة عضو مجلس الاتحاد الدولي (الفيفا)، وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وانتقدت الصحف المصرية الصادرة اليوم (الأحد) أداء المنتخب، ورأت صحيفة «الأهرام» أن ما حصل بالأمس كان «واحدة من أكبر مفاجآت الكان (بطولة أمم أفريقيا) 2019»، وأن كرة القدم المصرية دفعت «نتيجة أخطاء الجهاز الفني التي بدأت من اختياراته لقائمة المنتخب، ودخوله البطولة بلاعبين دون المستوى الدولي».
واعتبرت الصحيفة أن أجيري الذي تولى مهامه خلفاً للأرجنتيني هكتور كوبر بعد عدم تجديد عقد الأخير إثر المشاركة في نهائيات مونديال 2018 هو «المسؤول الأول عن الخروج المهين».
وعنونت صحيفة «الأخبار» في صدر تغطيتها الصحافية للبطولة: «منتخبنا يخذل الملايين ويودع أمم أفريقيا».
وانتقدت الصحيفة أجيري وخياراته التكتيكية التي كانت محط أسئلة حادة من الصحافيين المصريين في المؤتمر الصحافي الذي عقده مباشرة بعد المباراة، في مقابل تأكيد المدرب، قبل إعلان إقالته، تحمله المسؤولية ورضاه عن أداء اللاعبين الذين اختارهم قائلاً: «أنا المسؤول عن الخروج، وفخور بالمجموعة التي اخترتها».
ونشر هاني رمزي المدرب العام السابق للمنتحب، صباح اليوم (الأحد)، رسالة على حسابه في «فيسبوك» قائلاً: «وجب أسفي واعتذاري للشعب المصري بشكل عام ولجماهير الكرة بصفة خاصة... القادم أفضل بإذن الله للكرة المصرية ولبلدنا الحبيب. وتحيا مصر دائماً وأبداً». وأقيل رمزي مع بقية أفراد الجهاز الفني لأجيري.
ولم يعلق أي لاعب على صدمة الخروج المبكر حتى الآن، بينما شنت وسائل إعلام محلية هجوماً شرساً على جميع أفراد المنظومة من لاعبين وجهاز فني وأعضاء الاتحاد المصري للعبة.
وخاض المنتخب المصري المباراة رقم 100 في تاريخه بكأس الأمم الأفريقية حيث فاز في 57 مباراة وتعادل في 17 وخسر في 26 مباراة.
وخلال جميع المباريات التي خاضها منتخب مصر في تاريخ كأس أمم أفريقيا سجل الفريق 164 هدفاً، واهتزت شباكه 88 مرة.
ومن جانبه، وجه حسام البدري رئيس جهاز الكرة في نادي بيراميدز والمدرب السابق للمنتخب الأولمبي، نداء للشعب المصري بضرورة التحلي بالحس الوطني في إنجاح بطولة أمم أفريقيا، وعدم العزوف عن حضور مباريات كأس الأمم الأفريقية.
وقال البدري في تصريحات صحافية اليوم إنه يثق في وعي الجماهير، وبمدي رغبتها في إظهار هذا الحدث الكبير بما يليق بمكانه مصر وسط القارة الأفريقية، خصوصاً في ظل حجم المجهود الذي يُبذل من جميع الجهات لظهور البطولة بهذه الصورة المشرفة.
وأضاف أنه يقدر مشاعر الحزن للجماهير المصرية على خروج المنتخب من كأس البطولة، موضحاً أنه بصفته فرداً من منظمة الرياضة المصرية يعتذر للشعب المصري، الذي لا يستحق مثل هذا الإخفاق.
وأوضح أنه لن يلتفت إلى أسباب الخروج رغم تأكيده على وجود سلبيات، سواء في اختيارات اللاعبين قبل البطولة وطريقة توظيف عناصر كفيلة بعدم الفاعلية في تحقيق المطلوب منها، بما ساهم في ظهور المنتخب بهذا الشكل الذي لم يعجب الكثير.
وانتقد البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، تنظيم المنتخب المصري داخل الملعب، وقال في تصريحات تلفزيونية أمس: «المنتخب المصري كان تنظيمه سيئاً للغاية داخل المباراة، على عكس فريق جنوب أفريقيا، الذي يملك مدرباً جيداً».
وأضاف: «لم يكن هناك ترابط بين جميع خطوط المنتخب المصري خلال المباراة، خاصة بين خطي الدفاع ووسط الملعب، لذا استحق الفريق الخسارة أمام منتخب الأولاد».
وأوضح: «كانت هناك العديد من المساحات الفارغة بشكل كبير خلف دفاع المنتخب المصري، وفي وسط ميدانه، وهو الأمر الذي عرف كيف يستغله المنتخب الجنوب أفريقي».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».