الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل هدمت خلال أسبوعين 27 مبنى في المنطقة «ج»

TT

الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل هدمت خلال أسبوعين 27 مبنى في المنطقة «ج»

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت وصادرت 27 مبنى يملكها فلسطينيون في المنطقة (ج) والقدس المحتلة خلال الأسبوعين الماضيين بحجة افتقارها إلى رخص البناء.
وأوضح المكتب، في تقرير حمل عنوان «حماية المدنيين» ويغطي الفترة ما بين 18 يونيو (حزيران) - 1 يوليو (تموز) الجاري، أن عمليات الهدم هذه أدت إلى تهجير 52 فلسطينياً، من بينهم 35 طفلاً، ولحقت الأضرار بـ5.074 مواطناً آخرين.
وأضاف التقرير أن ثلاثة من المباني المتضررة قُدِّمت كمساعدات إنسانية في سياق الاستجابة لعمليات هدم سابقة في قريتي قُصرة ومجدل بني فاضل في نابلس، والـ24 مبنى الأخرى تقع في 9 تجمعات سكانية في المنطقة (ج)، من بينها تجمّع زعترة الكريشان الرعوي في بيت لحم.
وأشار التقرير إلى أن ستة مبانٍ هُدمت في يوم 27 يونيو، ما أدى إلى تهجير 46 شخصاً، من بينهم 32 طفلاً، بسبب موقع التجمّع ضمن حدود منطقة تصنّفها إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة. وذكر التقرير أنه في منطقة عسكرية مغلقة أخرى جنوب الخليل، هدمت قوات الاحتلال مسكناً في تجمع أم فغارة الرعوي، ما أدى إلى تهجير خمسة أشخاص، وصودِر بيت متنقّل كان جزءاً من مشروع لإدارة النفايات في برطعة الشرقية بجنين، بسبب افتقاره إلى رخصة بناء بالمنطقة (ج)، ما أدى لتعطيل تنفيذ المشروع الذي يخدم سكان القرية.
وتسيطر إسرائيل على المنطقة (ج) التي تمثل ثلثي مساحة الضفة الغربية وتمنع أي بناء فيها إلا بشروط مقيدة وصعبة للغاية.
وتتعامل إسرائيل مع معظم أراضي هذه المنطقة على أنها أمنية يمنع البناء فيها بأي شكل بحجة قربها من معسكرات جيش أو مستوطنات أو مناطق تدريب.
وهدمت إسرائيل على مدار السنوات الماضية الكثير من المباني في هذ المنطقة التي يقول الفلسطينيون إنها الامتداد الطبيعي لدولتهم.
وسلط التقرير في منحى آخر الضوء على إصابة 494 فلسطينياً برصاص قوات الاحتلال خلال الفترة التي يغطّيها هذا التقرير في المظاهرات التي جرت في سياق «مسيرات العودة الكبرى»، المستمرة في قطاع غزة بالقرب من السياج الحدودي مع إسرائيل منذ يوم 30 مارس (آذار) 2018؛ حيث نقل أكثر من 45 في المائة منهم إلى المستشفيات. وفيما لا يقلّ عن 12 مناسبة خارج احتجاجات «مسيرات العودة»، أطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه الفلسطينيين في سياق فرض القيود على الوصول إلى الأراضي والبحر قبالة ساحل غزة، ما أجبر المزارعين والصيادين على مغادرة هذه المناطق، واحتجِز ثلاثة صيادين وأُصيبَ آخر بجروح، كما لحقت الأضرار بثلاثة قوارب صيد وصودِرت شِباك الصيد.
وفي الضفة الغربية، أطلق شرطي إسرائيلي الذخيرة الحية باتجاه شاب فلسطيني، يبلغ من العمر 21 عاماً، وقتله في يوم 27 يونيو (حزيران)، خلال اشتباكات في حي العيسوية بالقدس، واحتجزت السلطات الإسرائيلية جثمانه حتى يوم 1 يوليو.
وبحسب «أوتشا»، فإن قوات الاحتلال أصابت خلال الأسبوعين الماضيين 168 فلسطينياً بجروح بالضفة، من بينهم ستة أطفال على الأقل، خلال احتجاجات واشتباكات متعددة.
وفي السياق، نفّذت قوات الاحتلال 155 عملية تفتيش واعتقال في الضفة، واعتقلت ما لا يقل عن 168 فلسطينياً، بمن فيهم 13 طفلاً، سجّلت القدس النسبة الأعلى من هذه العمليات (41)، والعدد الأكبر من الاعتقالات (56).
وذكر التقرير الأممي أن المستوطنين نفذوا خلال الأسبوعين الماضيين 18 حادثة اعتداء أسفرت عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح وإلحاق الأضرار بممتلكات فلسطينية.
ومنذ مطلع العام 2019، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اقتلاع أكثر من 4.100 شجرة أو حرقها أو إتلافها على أيدي المستوطنين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.