أحلام الجزائر تبحث عن اجتياز غينيا في ثمن النهائي اليوم

مدغشقر تتطلع لمواصلة مغامرتها في كأس الأمم الأفريقية على حساب الكونغو الديمقراطية

بلماضي مدرب الجزائر يستعرض مهاراته في جلسة تدريبية (أ.ف.ب)  -  مهمة صعبة لبول مدرب غينيا (أ.ف.ب)
بلماضي مدرب الجزائر يستعرض مهاراته في جلسة تدريبية (أ.ف.ب) - مهمة صعبة لبول مدرب غينيا (أ.ف.ب)
TT

أحلام الجزائر تبحث عن اجتياز غينيا في ثمن النهائي اليوم

بلماضي مدرب الجزائر يستعرض مهاراته في جلسة تدريبية (أ.ف.ب)  -  مهمة صعبة لبول مدرب غينيا (أ.ف.ب)
بلماضي مدرب الجزائر يستعرض مهاراته في جلسة تدريبية (أ.ف.ب) - مهمة صعبة لبول مدرب غينيا (أ.ف.ب)

سيكون منتخب الجزائر أمام فرصة تثبيت نفسه كأبرز المرشحين، على الورق وفي الميدان، لانتزاع لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، عندما يخوض الأحد منافسات الدور ثمن النهائي (دور الـ16) ضد غينيا في القاهرة. ويسبق لقاء الجزائر وغينيا، موعد غير متوقع بين مدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يجمع منتخبين أفادا من توسيع بطولة الأمم إلى 24 فريقا بدلا من 16.
وحقق المنتخب الجزائري «محاربو الصحراء» بإشراف المدرب جمال بلماضي، نتيجة مثالية في منافسات المجموعة الثالثة في الدور الأول؛ حيث تصدروا بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة بعد ثلاثة انتصارات على حساب كينيا (2 - صفر)، ومنتخب السنغال القوي (1 - صفر)، وتنزانيا (3 - صفر)، علما بأنهم خاضوا الأخيرة بتسعة تغييرات عن تشكيلتهم الأساسية.
ولقي المنتخب إشادات واسعة، وصلت إلى اعتبار المدرب الفرنسي للمنتخب المغربي هيرفيه رينار بعد نهاية دور المجموعات أنه «حتى الآن المنتخب الجزائري كان أفضل منتخب في هذه البطولة»، بعدما قدم «أداء قويا وفرض إيقاعا كبيرا» لا سيما في مباراته ضد السنغال، المنتخب الأول أفريقيا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). من جهته، اعتبر رئيس اللجنة المنظمة رئيس الاتحاد المصري هاني أبو ريدة أن الجزائر هي المنتخب الوحيد الذي أظهر حتى الآن في هذه البطولة أنه يتمتع بدكة بدلاء توازي بقوتها التشكيلة الأساسية، وذلك بعد فوزه الكبير على تنزانيا بتشكيلة معظمها من الاحتياطيين.
وعلى صعيد المعلقين، غالبا ما تقترن الإشادات بالأداء الجزائري بتنويه خاص بالعمل الذي قام به بلماضي منذ توليه الإشراف على المنتخب في صيف العام 2018، وقدرته على إيجاد تركيبة ناجحة وفتاكة اعتمادا على لاعبين سبق لهم الدفاع عن ألوان الفريق الأخضر، لكنه تمكن من بث «روح» مقاتلة فيهم سمحت لهم حتى الآن بتخطي المنافسين بسهولة.
لكن بلماضي وأفراد المنتخب يؤكدون مرارا في تصريحاتهم الإعلامية أن العمل الذي يقومون به تدريجي، ولا يجب التنبؤ من الآن بأنهم سيرفعون الكأس في استاد القاهرة الدولي في 19 يوليو (تموز) المقبل، لا سيما أن البطولة بدأت تشهد مفاجآت تمثلت بتمكن منتخب بنين المتواضع من إقصاء المغرب المرشح 4 - 1 بركلات الترجيح بعد التعادل 1 - 1 في أولى مباريات ثمن النهائي الجمعة، بينما تخطت السنغال أوغندا بهدف وحيد.
وقال القائد رياض محرز بعد الفوز على السنغال في الجولة الثانية للمجموعة الثالثة: «نحن نلعب كرة القدم التي نعرفها. فزنا اليوم ضد فريق قوي نعم، لكن هذه ليست نهاية العالم. في نهاية المطاف تتبقى لنا الكثير من المباريات... نجحنا في الفوز، لكن علينا مواصلة القيام بذلك».
من جهته، بدأ بلماضي أحاديثه الصحافية بالتقليل من شأن اعتبار منتخب بلاده من بين المرشحين، علما بأن محاربي الصحراء يبحثون عن لقب ثان في تاريخهم وأول منذ 1990 يوم رفعوا الكأس على أرضهم وبين جماهيرهم التي تحضر بقوة لمساندتهم في الملاعب المصرية هذا العام. وأثار خروج المغرب المفاجئ من كأس الأمم الأفريقية انتباه بلماضي، لكنه أكد أنه يستعد بأقصى جدية لمواجهة غينيا في دور الستة عشر وتجنب وقوع أي مفاجأة جديدة اليوم. وقال بلماضي للصحافيين أمس: «ما حدث للمغرب كان بمثابة هزة عنيفة لأن الفريق بات مطالبا بالعودة وتجهيز حقائب الرحيل، وهذا أمر قاس جدا، إذ حصد تسع نقاط في الدور الأول ثم خرج بهذه الطريقة. هذا أمر استدعى انتباهنا حتى لا يتكرر، إذ يجب أن نحرص على أن نحتفظ بيقظتنا ونستعد ذهنيا ونفسيا. يرغب اللاعبون في الاستمرار في البطولة لأطول وقت ممكن». لكن بلماضي أكد في الوقت ذاته أن خسارة المغرب بركلات الترجيح أمام بنين، التي لم تحقق بعد أي انتصار في تاريخ مشاركاتها الأربع بكأس الأمم، لم تؤثر على إعداد لاعبيه.
وقال لاعب الجزائر السابق: «كنت أعرف أني سألعب أمام غينيا وقمت بالإعداد بأكبر جدية ممكنة. إذا خسرنا فهذا لأن غينيا ستكون أقوى وليس بسبب خطأ في الإعداد للمباراة. قمنا بالإعداد لمباراة غينيا بنفس طريقة الإعداد لمباريات كينيا والسنغال وتنزانيا... غينيا حتى تفوز تحتاج إلى أن تكون أقوى منا». لكن يوسف عطال الظهير الأيمن للجزائر قال: «خسارة المغرب بمثابة الدرس بالنسبة لنا وسنبذل قصارى جهدنا حتى لا يتكرر ذلك معنا ونصعد إلى الدور المقبل».
في المقابل، تأهلت غينيا ثالثة في المجموعة الثانية خلف مدغشقر ونيجيريا، بعد تعادل مع مدغشقر في الجولة الأولى 2 - 2، وخسارة أمام نيجيريا 1 - صفر، قبل انتزاع النقاط الثلاث ضد بوروندي بهدفين نظيفين. وتبادلت الجزائر وغينيا الفوز في اللقاءين اللذين جمعاهما في البطولة حتى الآن، وكلاهما في دور المجموعات، ففازت الجزائر 3 - 2 في نسخة 1980، بينما تفوقت غينيا 1 - صفر في نسخة 1998.
مدغشقر ـ الكونغو الديمقراطية
تجمع المواجهة بين مدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، منتخبين أفادا من توسيع بطولة الأمم إلى 24 فريقا بدلا من 16، وحققت مدغشقر التي تشارك للمرة الأولى، مفاجأة بقيادة مدربها الفرنسي نيكولا دوبوي، إذ أنهت المجموعة الثانية في الصدارة على حساب نيجيريا الثانية وغينيا الثالثة وبوروندي الرابعة، لا سيما بنتيجة فوزها المفاجئ على نيجيريا 2 - صفر في الجولة الثالثة الأخيرة.
ويأمل المنتخب الذي يمثل بلاد رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد، في مواصلة مغامرته في البطولة القارية الأولى على مستوى المنتخبات الأولى في عهده، بعد بطولة المحليين التي أقيمت العام الماضي. وقال مهاجم مدغشقر شارل أندريا الذي سجل هدفين حتى الآن: «ما حققته يعود إلى زملائي. حققنا ما نحتاج إليه ويأتي وقت يحتاج فيه اللاعب إلى أن يقدم أداء فرديا إذا احتاج الفريق إليه، وهذه هي قوة المنتخب». وشدد على عدم وجود «أسرار لدينا، لأن سرنا هو المجموعة المتماسكة جدا جدا. ثمة مزيج بين شبان ولاعبين من ذوي الخبرة. هذا ما يساعدنا».
في المقابل، تأهلت الكونغو الديمقراطية ثالثة في المجموعة الأولى خلف مصر وأوغندا، علما بأن حاملة اللقب مرتين (1968، 1974) حققت أفضل نتيجة لها في النسخ الأخيرة بالحلول ثالثة عام 2015.


مقالات ذات صلة

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

رياضة عربية محمود حسن (تريزيغيه) سجل هدف التعادل لمصر في مرمى بوتسوانا (رويترز)

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

تعادلت مصر 1 - 1 مع ضيفتها بوتسوانا الثلاثاء لتتأهل الأخيرة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية لاعبو المغرب يحتفلون بأحد أهدافهم في شباك ليسوتو (الشرق الأوسط)

تصفيات أمم إفريقيا : حلم ليبيا يتبدد.. مهرجان أهداف مغربي... وخيبة تونسية

تبدد حلم ليبيا في التأهل إلى النهائيات الأفريقية لأول مرة منذ 2012 والرابعة في تاريخها، وذلك بتعادلها سلبا مع ضيفتها رواندا.

«الشرق الأوسط» (بنغازي)
رياضة عربية محمد عبد الرحمن لاعب المنتخب السوداني (الشرق الأوسط)

محمد عبد الرحمن بعد تأهل السودان لنهائيات أفريقيا: شكراً للسعودية

قدم لاعب المنتخب السوداني محمد عبد الرحمن شكره لـ«السعودية» وذلك عقب تأهل صقور الجديان إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا في المغرب 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عربية منتخب ليبيا فشل في التأهل لنهائيات «أمم أفريقيا» (الشرق الأوسط)

بنين ترافق نيجيريا إلى نهائيات «أمم أفريقيا»

تأهلت بنين إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم المقررة في المغرب، بعدما تعادلت سلبياً مع ليبيا.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
رياضة عربية منتخب السودان حجز مقعده في نهائيات أمم أفريقيا (الشرق الأوسط)

السودان يتأهل لكأس الأمم الأفريقية بتعادله مع أنغولا

بلغ السودان كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025 بعدما تعادل سلبياً مع أنجولا.

«الشرق الأوسط» (بنغازي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».