الزهراني يتعهد بالعمل الجماعي

مرة أخرى، يفاجأ الوسط الثقافي السعودي بتغيير مدير الأندية الأدبية، وأوصل التغيير الأخير الأسبوع الماضي، وهو الخامس منذ سنوات قليلة، الدكتور أحمد قران الزهراني، خلفاً للأمير سعود بن محمد بن عبد الله بن مساعد آل سعود.
هذا التغيير سبقه وصول ثلاثة رؤساء هم: الدكتور عبد الله الأفندي وعبد الله الكناني وحسين بافقيه. وهو ما جعل الجهاز الثقافي الذي تغلب على فعالياته مؤسسات الأندية فاقداً للاستقرار.
وكغيره من القادة الذين تولوا هذا الجهاز، فإن الدكتور أحمد قران الزهراني المدير الجديد للأندية الأدبية، يتمتع بكفاءة عالية وخبرة ثقافية.
وفي تصريح له لـ«الشرق الأوسط» أقرّ بأن هناك حاجة لتبني استراتيجية جديدة لإدارة هذا الموقع، يسعى لتحقيقها بالتعاون مع عدد من أصحاب التجربة الأدبية والثقافية الراسخة، الذين هم خارج أسوار الأندية، مع الاستفادة من رؤى المعنيين داخل هذه الأندية.
ويلاحظ الزهراني أن الأندية الأدبية «تعرضت لبعض الإشكالات والصعوبات، ولكن في تصوري في المرحلة المقبلة، سنركز على العمل الجماعي مع الإدارة العامة للأندية ومع المثقفين من خارج الأندية بجانب أعضائها أنفسهم».
وقال: «لدي تطلعات بأن نتجاوز مشكلات الأندية من خلال العمل الجماعي مع كل المثقفين خارج أسوار الأندية وكذلك رؤساء وأعضاء الأندية، والتعاون معنا للعمل معا لتقديم ثقافة عربية سعودية متميزة».
وأضاف: «أتصور أن العمل الجماعي سيسهم في تجاوز كثير من الإشكالات والعقبات للعبور بها إلى حلول من أجل نهضة ثقافية بدأت منذ وقت ولكن تحتاج للجيل الجديد أيضا، والذي سيقود الدفة من بعد ذلك»، مشددا على ضرورة رسم استراتيجية جديدة لعمل الأندية، من خلال الاستعانة بفريق من المثقفين من خارج الأندية بجانب أهل الدار، وإن «على المثقفين من خارج الأندية أن يكون لهم دور فاعل في بناء استقرار الأندية وفي العمل الثقافي بشكل عام».
وفيما يتعلق بلائحة الأندية: قال الزهراني: «هي في مراحلها الأخيرة، وستنتهي قريبا، وسيعتمدها الوزير، وستدشن بشكل كبير في حضور كثيف من المهتمين بالشأن الثقافي»، متوقعاً للمرحلة المقبلة «بأن تشهد تغليب وتعزيز ثقافة الانتخاب على التعيين».
* مثقفون يرحبون
* وفي تعليقه على تعيين الدكتور أحمد قران الزهراني مديراً للأندية الأدبية السعودية، قال الناقد الدكتور محمد الصفراني: «إن عدم استقرار منصب مدير عام للأندية الأدبية لأكبر مدة ممكنة، يعود إلى عدة أسباب، تتعلق بصعوبة إدارة مثل هذا القطاع، لأنه يرتبط بإدارة الأفراد، وهو من أصعب أنواع الإدارات على الإطلاق».
وقال: «إذا كان هؤلاء الأفراد من فئة المثقفين، فإنه تضاف صعوبة الإدارة، بسبب أن كل من يعتقد أنه يستحق صفة مثقف، يرى أنه فوق أن يدار، ويفترض أنه الأنسب للإدارة، سواء أكان على مستوى النادي، أو إدارة الأندية ككل».
وأضاف: «إن عدم الاستقرار في هذا الموقع لا يعني بالضرورة سوء الاختيار، بقدر ما إن الأمر يتسم بصعوبة إدارته لأنه يرتبط بالأفراد، بالإضافة إلى أن الأندية الأدبية نفسها، كانت تمرّ بتغيرات نوعية، من التعيين إلى الانتخاب، وآليته».
الصفراني شدد على أهمية التمسك بخيار الانتخاب وتعزيز هذه الثقافة، وقال: «إذا وصلت الانتخابات إلى موقع الوظائف الإدارية في وزارة الثقافة، فإن ذلك يعني أن هناك مسألة انتخابية شاملة تطال الوظائف ككل».
وبشأن موقف الوزارة من الانتخابات داخل الأندية الأدبية، قال الصفراني: «على صعيد وزير الثقافة والإعلام، أشهد أنه كان مصرا على إنجاز ما يعرف بانتخابات الأندية، وهذا منجز كبير وخطوة غير مسبوقة، تحسب لصالح الوزير، ويظهر دعمه للأندية والأدباء والمثقفين، وكان في دعم هذا التوجه وكيله للشؤون الثقافية».
أما الروائي يوسف المحيميد، عضو سابق في مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي، فقال إن «الدكتور أحمد الزهراني هو صاحب خبرة جمعت بين الأدب والثقافة والإدارة، وأن منصبه الجديد يلقي عليه أعباء ثقيلة».
لكنه المحميد لاحظ أنه «من اللافت للنظر سرعة التغيير في منصب مدير عام إدارة الأندية الأدبية، وهو تقريبا خمسة أشخاص خلال عامين، وذلك ينمّ عن وجود خلل ما في هذه المسألة. وكلنا ندرك أن الأندية الأدبية تسعى إلى استقلاليتها من خلال امتلاك قراراتها دون أن ينازعها فيها أحد أو جهة ما، على اعتبار أنها إدارة قادرة على أن تنفذ برامجها الثقافية، دون الحاجة لاستجداء أو انتظار الموافقات من جهات أخرى».