16 جريحاً في قمع قوات الاحتلال «مسيرات العودة» بغزة

الفلسطينيون يحتجون على قرار إسرائيلي بهدم منازل في قرية جنوب القدس

فلسطينيون يحتجون على استيلاء إسرائيل على أرض فلسطينية في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتجون على استيلاء إسرائيل على أرض فلسطينية في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

16 جريحاً في قمع قوات الاحتلال «مسيرات العودة» بغزة

فلسطينيون يحتجون على استيلاء إسرائيل على أرض فلسطينية في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتجون على استيلاء إسرائيل على أرض فلسطينية في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت بالرصاص 16 فلسطينياً خلال مشاركتهم، أمس (الجمعة)، في فعاليات «مسيرة العودة وكسر الحصار» السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن وزارة الصحة في غزة أن 16 شخصاً أصيبوا بجروح مختلفة منهم 10 بالرصاص الحي خلال قمع قوات الاحتلال للمتظاهرين المشاركين في الجمعة الـ65 من مسيرات العودة والتي حملت شعار «بوحدتنا نُسقط المؤامرة». وأوضح المركز أن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة وأطلقت قنابل الغاز تجاه المشاركين في المسيرات، كما استخدمت المياه العادمة تجاههم.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة دعت أهالي القطاع إلى أوسع مشاركة في فعاليات «بوحدتنا نُسقط المؤامرة». وشددت الهيئة، في بيان، على مواصلة المسيرات حتى تحقيق أهدافها وعلى رأسها، كما قالت، إنهاء حصار غزة وإسقاط «صفقة القرن» الأميركية لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وأشارت الوكالة الألمانية إلى أن مسيرات العودة انطلقت في 30 مارس (آذار) 2018 باحتجاجات أسبوعية كل يوم جمعة للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، وقتل فيها أكثر من 300 فلسطيني.
في هذه الأثناء أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية سماح السلطات الإسرائيلية بإنهاء حظر إدخال 18 سلعة إلى قطاع غزة كان يمنع دخولها منذ أعوام، من بينها أسمدة زراعية، وكوابل فولاذية تستخدم في قوارب صيد كبيرة. وبحسب مصادر إسرائيلية فإن هذه «التسهيلات» تم تقديمها في إطار الجهود الساعية للتسوية مع حركة «حماس» لمنع حدوث انهيار اقتصادي وأزمة إنسانية في القطاع.
وتفرض إسرائيل رقابة أمنية صارمة على السلع ومواد الخام الواردة إلى قطاع غزة ضمن حصارها المفروض على القطاع الذي يقطنه مليونا نسمة. وذكر البنك الدولي في تقرير حديث له أن 62 سلعة للإنتاج والتكنولوجيا الحديثة تحظر إسرائيل توريدها إلى قطاع غزة بذريعة تصنيفها ضمن الاستخدام المزدوج لأغراض مدنية وعسكرية. وأكد البنك الدولي أن هذه القيود الإسرائيلية تتجاوز كثيرا الممارسات الدولية المعتادة ولا تميز بدرجة كافية بين الاستخدامات المشروعة وغير المشروعة.
وفي مدينة القدس الشرقية المحتلة، وللجمعة الثالثة على التوالي، أدى المئات من الفلسطينيين صلاة الجمعة على أراضي حي وادي الحمص بقرية صور باهر جنوب مدينة القدس، احتجاجاً على قرارات الهدم التي تهدد منازل الحي «بحجة الأمن». وعلقت في خيمة الصلاة لافتات كتب عليها «هدم منزل = هدم عائلة، إن هدمتم بيوتنا فلن تهدموا إرادتنا، نحن باقون ما بقي الزعتر والزيتون».
وقال الشيخ خليل عميرة في خطبة الجمعة إن أهالي حي وادي الحمص يرفضون قرارات هدم المنازل التي تؤوي عائلاتهم. وطالب بإعادة النظر في أوامر الهدم التي أصدرتها سلطات الاحتلال. وشدد الشيخ عميرة على ضرورة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بشكل فوري لتحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة.
وقال محافظ القدس، عدنان غيث، إن إجراءات الاحتلال في القدس «جريمة». وحذّر من خطورة تنفيذ قرارات الهدم في حي وادي الحمص والذي سيكون مقدمة لمئات المنشآت في مناطق مصنفة (أ) تحت حجة «الأمن». وأكد على صمود وثبات الشعب الفلسطيني الذي «يخرج دائماً صابراً وقوياً، فالقدس أرض الرباط والثبات، وما يجري بكل أحياء وأزقة القدس هو ابتلاء الصبر والرباط والتحدي».
بدوره، قال محمد إدريس أبو طير من لجنة وادي الحمص، إن سلطات الاحتلال اقتحمت خلال الأيام الماضية حي وادي الحمص مرات عدة، وقام مختصون بأخذ قياسات المنشآت وتصويرها، مؤكدا رفض هدم المنازل ذاتياً والصمود فيها.
وأصدرت سلطات الاحتلال مؤخراً قراراً بهدم 16 بناية سكنية تضم 100 شقة معظمها تقع في منطقة مصنفة (أ) وحاصلة على تراخيص بناء من وزارة الحكم المحلي، بحجة قربها من الجدار الأمني المقام على أراضي المواطنين.
من جهة ثانية، أصيب أربعة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والتي انطلقت إحياء للذكرى الثامنة لانطلاق المسيرة الأسبوعية في البلدة. وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي بأن أعداداً كبيرة من جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة وأطلقوا وابلاً كثيفاً من الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط. وأكد اندلاع مواجهات عنيفة عقب اقتحام جيش الاحتلال للبلدة تصدى لهم مئات الشبان خلالها بالحجارة وأفشلوا محاولاتهم لاعتقال الشبان من خلال كمائن تم نصبها في منازل مهجورة.
وأضاف شتيوي أن كل أشكال التنكيل التي تعرض لها المواطنون طوال 650 مسيرة امتدت على مدار 8 أعوام لم تفلح بكسر إرادة أبناء البلدة الذين صمموا على الاستمرار في مقاومتهم الشعبية حتى تحقيق أهدافها بفتح الطريق المغلق منذ 16 عاماً.
وشارك في المسيرة التي دعت إليها «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان» وحركة «فتح» و«لجنة المقاومة الشعبية»، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف وعضو المكتب السياسي لحزب «الشعب» خالد منصور وعضو المجلس الثوري لحركة «فتح» عبد الإله الأتيرة وكادر «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان» ولجان المقاومة الشعبية في الضفة الغربية والمئات من أبناء البلدة وعدد من المتضامنين الأجانب والنشطاء الإسرائيليين.
وفي منطقة نابلس، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الجمعة، المنطقة الأثرية في سبسطية. وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم إن عشرات المستوطنين اقتحموا المنطقة الأثرية في البلدة، وسط حماية جيش الاحتلال. وأضاف أن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة أمام المواطنين والزوار ومنعتهم من الوصول إليها.
يذكر أن مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لدائرة العمل والتخطيط في منظمة التحرير، أصدر تقريره الشهري، أمس الجمعة، حول مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكها لقواعد القانون الإنساني الدولي في الأراضي الفلسطينية كافة، خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي. وأشار إلى مقتل 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في الشهر الأخير وإصابة عشرات آخرين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.