يعتبر رئيس المفوضية الأوروبية الشخص الأقوى في الاتحاد الأوروبي، ويتمتع بصلاحيات واسعة ويحدد أجندة الاتحاد طوال فترة رئاسته التي تمتد 5 سنوات.
أسس المنصب عام 1958 مع تأسيس الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2014، ضغط أعضاء البرلمان لاختيار المرشح الذي يقود أكبر كتلة نيابية، ويعرف بالـ«سبيتزن كانديدات» ليرأس المفوضية، وذلك لإضفاء شفافية على عملية اختيار الرئيس. ولقد انتخب جان كلود يونكر، رئيس كتلة الشعب المحافظة رئيسا للمفوضية، وكان قبل توليه المنصب رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق.
ولكن هذه المرة تخطى القادة الأوروبيون هذا العرف بعد غياب الإجماع حول المرشح الرئيسي مانفريد فيبر، وقرروا تسمية أورسولا فون در لايين، وزيرة الدفاع الألمانية، مع أنها لم تترشح في الانتخابات الأوروبية. والآن إذا حصلت فون در لايين على تأييد البرلمان الأوروبي فإنها ستصبح أول امرأة ترأس المفوضية الأوروبية، والرئيس الثاني للاتحاد من ألمانيا.
من أبرز الأسماء التي ترأست المفوضية الأوروبية رئيس وزراء البرتغال الأسبق خوسيه مانويل باروسو الذي شغل المنصب قبل يونكر لولايتين متتاليتين بين العامين 2004 و2014، وإبان فترة رئاسته أُدخلت إصلاحات كبيرة على مؤسسات وعمل الاتحاد الأوروبي من خلال «اتفاقية لشبونة»، كما تقدمت تركيا بطلب انضمام لعضوية الاتحاد في تلك الفترة كذلك.
وقبل باروزو شغل المنصب رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق رومانو برودي بين العامين 1999 و2004، وكان ينتمي للكتلة الليبرالية خلافا لباروسو ويونكر اللذين كان كلاهما ينتمي للكتلة المحافظة. وإبان رئاسة برودي توسعت صلاحيات رئيس المفوضية بعد «اتفاقية أمستردام»، وبات البعض يسميه «رئيس وزراء الاتحاد الأوروبي». وللعلم، جاء تعيين برودي في المنصب بعد فضيحة فساد كبيرة هزت مؤسسات الاتحاد الأوروبي وقوّضت الثقة به، إثر استقالات جماعية من المفوضية التي كان يرأسها جاك سانتير حينذاك. ولقد تسلم رئيس وزراء لوكسمبورغ الأسبق سانتير (من الكتلة المحافظة) رئاسة المفوضية عام 1995 وبقي فيها حتى عام 1999. واستقال قبل عام من انتهاء ولايته على خلفية قضايا الفساد. وكان قد استُبدل به رئيس مؤقت هو نائبه مانويل مارين الذي بقي في المنصب لفترة قصيرة بانتظار الانتخابات التي كانت ستحصل بعد أشهر قليلة.
- الاشتراكي الوحيد
بين العامين 1984 و1988 ترأس المفوضية وزير المالية الفرنسي الاشتراكي الأسبق جاك ديلور، وكانت تلك المرة الأخيرة التي يترأس فيها مسؤول من الكتلة الاشتراكية رئاسة المفوضية، علما بأن إيمانويل مارين كان اشتراكياً أيضاً لكنه لم يخدم إلا بضعة أشهر وكان فترة رئاسته بالإنابة فقط. أما المرة الأولى والأخيرة قبل فون در لايين التي ترأس فيها ألماني المنصب، فكانت عند تأسيس الاتحاد الأوروبي عام 1958؛ إذ اختير فالتر هالشتاين، وهو من الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، ليرأس مفوضية «الجماعة الاقتصادية الأوروبية» (السوق الأوروبية المشتركة). وبقي في منصبه ما يقارب الـ10 سنوات حتى عام 1967. وكانت المفوضية في حينها مقسمة إلى عدة أجزاء، إلى أن أدخلت إصلاحات لاحقا عام 1967، ودمجت المناصب جميعها في منصب واحد لرئاسة المفوضية.