منظمة غير حكومية تسجل «تردي» أوضاع حقوق الإنسان في المغرب

TT

منظمة غير حكومية تسجل «تردي» أوضاع حقوق الإنسان في المغرب

أفادت منظمة مغربية غير حكومية بأن أوضاع حقوق الإنسان بالمملكة شهدت «تردياً» خلال السنة الماضية، والنصف الأول من هذه السنة، مسجلةً في تقرير قُدّم أمس «العديد من الانتهاكات» بحق ناشطين، ونشرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقتطفات منه، أمس.
وقال تقرير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن سنة 2018 «عرفت تردياً كبيراً نتيجة المقاربة القمعية التي تعاملت بها الدولة مع التنظيمات السياسية والحقوقية والنقابية، والمدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان، ونشطاء الحراكات الاجتماعية»، منتقداً ما وصفه بـ«تدخلات قمعية عنيفة وغير مبرَّرة» للقوات الحكومية بحق مجموعة من المظاهرات السلمية، وعدة حالات «تضييق» على حرية تأسيس جمعيات، أو تنظيم أنشطة في قاعات عامة، مشيراً إلى امتناع السلطات عن تجديد 28 مكتباً محلياً للجمعية.
كما سجل التقرير «سبع حالات وفيات أثناء الحراسة النظرية في مخافر الشرطة، و27 حالة تعذيب أو معاملة قاسية».
وكانت وسائل إعلام مغربية قد نقلت عن وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان مصطفى الرميد في يونيو (حزيران) الماضي أن التعذيب لم يعد موجوداً في المغرب، وأن الشكاوى بالتعرض له تكاد تكون منعدمة.
وذكر التقرير بما اعتبره «أحكاماً جائرة» صدرت في حق نشطاء «حراك الريف»، الذي عرفه شمال المغرب بين 2016 و2017. والاحتجاجات التي شهدتها مدينة جرادة (شرق) في 2018. واعتبر أن محاكمة أولئك النشطاء «عنوان لحالة حقوق الإنسان بالمغرب»، كما تحدث عن «تعنيف ملاحقين»، و«توقيع محاضر تحت الإكراه والتهديد»، وعدم «التحقيق في مزاعم التعذيب».
وظلَّت السلطات المغربية تؤكد أن محاكمات نشطاء الريف وجرادة توافرت فيها جميع ضمانات العدالة، معلنةً إطلاق عدة مشاريع إنمائية استجابة لمطالب المحتجين في المنطقتين.
ودعا تقرير للمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان (رسمي) أول من أمس السلطات المختصة إلى «البحث في كافة ادعاءات المساس بحقوق الإنسان المثارة في تقارير» جمعيات مدنية بخصوص أحداث الريف. وأكدت في أول تقرير رسمي حول «حراك الريف»، أن السلطات الأمنية تمكنت من «الحفاظ على رباطة الجأش وحماية الحقوق والحريات لما يربو على نصف عام»، رغم «أعمال العنف المرتكبة ضدها»، معتبرةً أن ذلك «يمثل أول ممارسة فضلى نوعية في تاريخ المغرب» منذ الاستقلال.
وأصدر الملك محمد السادس، مطلع يونيو (حزيران) الماضي عفواً شمل جميع معتقلي أحداث جرادة وعددهم 47 شخصاً، بالإضافة إلى 60 معتقلاً على خلفية حراك الريف.
وأشار المندوب الوزاري محمد شوقي بنيوب أثناء عرض تقريره، أول من أمس، إلى أن 42 في المائة من المعتقلين على خلفية الحراك استفادوا من العفو في مدة وجيزة.
وعقد المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي) في الأسابيع الماضية لقاءات مع عائلات معتقلي حراك الريف، وسط دعوات للعفو عمن تبقى منهم رهن الاعتقال، الذين تبلغ أقصى عقوباتهم 20 سنة سجناً.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».