مصر تصطدم بجنوب أفريقيا في مواجهة مكررة لنهائي 1998

لقاء ساخن متجدد بين الأسود الكاميرونية والنسور النيجيرية بدور الـ16 في كأس الأمم الأفريقية

منتخب مصر ومهمة ليست سهلة أمام جنوب أفريقيا (رويترز)  -  ستورات باكستر مدرب جنوب أفريقيا (رويترز)
منتخب مصر ومهمة ليست سهلة أمام جنوب أفريقيا (رويترز) - ستورات باكستر مدرب جنوب أفريقيا (رويترز)
TT

مصر تصطدم بجنوب أفريقيا في مواجهة مكررة لنهائي 1998

منتخب مصر ومهمة ليست سهلة أمام جنوب أفريقيا (رويترز)  -  ستورات باكستر مدرب جنوب أفريقيا (رويترز)
منتخب مصر ومهمة ليست سهلة أمام جنوب أفريقيا (رويترز) - ستورات باكستر مدرب جنوب أفريقيا (رويترز)

يدخل منتخب مصر مرحلة الجد في سعيه للتتويج بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية على أرضه، بلقائه جنوب أفريقيا في ثاني أيام الدور ثمن النهائي (دور 16)، والذي يشهد مباراة مرتقبة بين حاملة اللقب الكاميرون ونيجيريا اليوم.
دخل منتخب الفراعنة البطولة الخامسة التي تقام على أرضه، وهو من المرشحين المنطقيين لتعزيز رقمه القياسي والتتويج باللقب للمرة الثامنة. على رأس المجموعة الأولى، أنهى المنتخب المصري منافسات الدور الأول بثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، وشباك نظيفة لمحمد الشناوي، الحارس الأساسي الذي لم يغب عن المرمى المصري من البداية.
وعلى رغم اعتبار قائد المنتخب أحمد المحمدي أن ما حققه المنتخب في الدور الأول، ولا سيما تسجيل خمسة أهداف وعدم تلقي أي هدف هو معدل «جيد»، بقي الفراعنة عرضة لانتقادات في أوساط المحللين والمشجعين المحليين، على خلفية عدم تقديمهم الأداء المرتجى.
برز محمود حسن تريزيغيه كأحد مفاتيح اللعب في الهجوم، واللاعب «المهاري» القادر على المراوغة وخلق المساحات، وصولاً إلى التسجيل كما حصل في المباراة الأولى ضد زيمبابوي، أو صنع تمريرات حاسمة للنجم محمد صلاح كما فعل في الثانية ضد الكونغو الديمقراطية. لكن كغيره، سيكون المنتخب المصري بدءاً من اليوم على موعد مع المرحلة التي لا مجال للخطأ فيها، وحيث الخسارة تعني الخروج تلقائياً.
بالنسبة إلى مصر، الحسابات أكبر ووطأة التوقعات أكثر ثقلاً، ولا سيما أنها المضيف، وسيكون لاعبوها في مواجهة حساب مع نحو 75 ألف متفرج تغص بهم مدرجات استاد القاهرة، ونحو 100 مليون آخرين من بحر الاسكندرية شمالاً، إلى ما بعد أبو سنبل قرب الحدود مع السودان جنوباً.
وقبل نحو 48 ساعة من المباراة، تلقى المنتخب نصيحة من مرشح آخر لإحراز اللقب: المنتخب المغربي ومدربه الفرنسي هيرفيه رونار. توجه الأخير في مؤتمر صحافي عشية لقاء أسود الأطلس مع بنين، أمس (الجمعة)، في انطلاق ثمن النهائي على استاد السلام في القاهرة، بالقول للمصريين «كونوا حذرين مع جنوب أفريقيا، بالنسبة إلينا كانت صعبة جداً»، في إشارة إلى لقاء المنتخبين في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، حيث احتاج المغرب إلى هدف متأخر من مبارك بوصوفة ليخرج فائزاً بصعوبة 1 - صفر على منتخب «بافانا بافانا».
لقاء مصر وجنوب أفريقيا سيكون الثالث بينهما في تاريخ البطولة، ويحمل آخرهما ذكرى طيبة للمصريين عندما فازوا بثنائية نظيفة في نهائي 1998، ليحرزوا اللقب الرابع في بوركينا فاسو، ويكرروا بذلك فوزاً حققوه قبل عامين في الدور الأول لنسخة 1996 في جوهانسبورغ بهدف نظيف.
على صعيد آخر، سيعود إلى تشكيلة المنتخب بدءاً من مباراة اليوم اللاعب غير الأساسي عمرو وردة، بعد الجدل والأخذ والرد الذي أثاره في الأيام الماضية، على خلفية فضيحة «التحرش» عبر مواقع التواصل بعارضة أزياء، وانتشار شريط مصور فاضح منسوب إليه؛ ما دفع رئيس الاتحاد المصري المشرف العام على المنتخب هاني أبو ريدة إلى إصدار قرار باستبعاده، قبل أن يعود بعد يومين ويخفض العقوبة لتقتصر على الدور الأول فقط بعد «تكاتف» اللاعبين مع وردة، وفي مقدمهم صلاح.
ويلعب كل من الفريقين بأسلوب يختلف عن الآخر، حيث يقدم المنتخب المصري أداءً هجومياً في مجمله، مستفيداً من الخبرة الاحترافية لعدد من لاعبيه بقيادة محمد صلاح والجناحين المحمدي وتريزيغيه، لكن هذا لم يمنع معاناة الفريق في بعض الفترات خلال مبارياته بالدور الأول، وبخاصة المباراة الثالثة أمام نظيره الأوغندي.
في المقابل، يقدم منتخب جنوب أفريقيا أداءً يتسم بالتحفظ الشديد والميل للناحية الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة، لكنه يفتقد حتى للسرعة في تنفيذ هذه الهجمات. ورغم هذا، قد يظهر أي من الفريقين أو كلاهما بشكل مغاير لما كان عليه في الدور الأول؛ نظراً لاختلاف طبيعة الأدوار الإقصائية عن دور المجموعات.
وسيكون الفائز من مباراة منتخبي مصر وجنوب أفريقيا، على موعد في ربع النهائي مع الفائز من لقاء الكاميرون التي أحرزت عام 2017 لقبها الخامس في البطولة، ونيجيريا المتوجة باللقب القاري ثلاث مرات. ويعد المنتخبان من الأسماء التي يحسب لها حساباً قارياً؛ إذ يجمعان فيما بينهما نحو خُمس ألقاب البطولة (7 من 31 نسخة قبل 2019)، وسيكون لقاؤهما اليوم (السبت) في الاسكندرية، السابع بينهما في البطولة.
وفي دليل إضافي على حدة المنافسة بين الجارين، فقد اجتمعا ثلاث مرات (من أصل الستة السابقة) في المباراة النهائية، مع أفضلية كاميرونية بفوزين (في 1984 و1988)، مقابل تتويج نيجيري في 2000 بركلات الترجيح. ودافع مدرب الكاميرون الهولندي كلارنس سيدورف عن ضعف الأداء الهجومي لفريقه، ولا سيما كارل توكو إيكامبي في الدور الأول؛ إذ اكتفى بالفوز على غينيا بيساو 2 - صفر، وتعادل سلباً مع غانا وبنين. وقال: «أحياناً الفرق لا تسجل لأسابيع والمهاجمون لا يسجلون لأشهر... على كارل والمهاجمين الآخرين تحسين بعض التفاصيل، أن يكونوا أكثر ذكاءً ويخلقوا فرصا أكثر».
ولم يكن حال المنتخب النيجيري بإشراف المدرب الألماني غيرنوت رور أفضل، إذ فاز على بوروندي وغينيا بالنتيجة ذاتها 1 - صفر، قبل أن يخسر أمام مدغشقر صفر - 2. وقال قائد نيجيريا جون أوبي ميكيل بشأن الخسارة «من الأفضل أنها حصلت الآن وليس في الأدوار الاقصائية».


مقالات ذات صلة

زيادة الجوائز المالية لبطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين

رياضة عالمية الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» (الاتحاد الأفريقي)

زيادة الجوائز المالية لبطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، الثلاثاء، رفع الجوائز المالية المخصصة لبطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية تتويج الأهلي المصري بكأس القارة الأفريقية عقب فوزه على الترجي التونسي في النهائي (إ.ب.أ)

حصيلة 2024: هيمنة مصرية على العرش الأفريقي... وحضور في «الأولمبياد»

هيمنت الأندية المصرية على مسابقات كرة القدم الأفريقية في 2024، واكتفى «الفراعنة» بثلاث ميداليات متنوعة في «أولمبياد باريس»، في عام عُرف بـ«عام الحزن».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية زيزو أثناء حفل الـ«كاف» (صفحة اللاعب على «إنستغرام»)

غضب في مصر بعد اختيارات «الأفضل في أفريقيا»

حالة من الغضب سادت الشارع الكروي المصري في الساعات الأخيرة، إثر الإعلان عن جائزة «أفضل لاعب في أفريقيا» لعام 2024 التي يمنحها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف».

رشا أحمد (القاهرة)
رياضة عربية محمود حسن (تريزيغيه) سجل هدف التعادل لمصر في مرمى بوتسوانا (رويترز)

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

تعادلت مصر 1 - 1 مع ضيفتها بوتسوانا الثلاثاء لتتأهل الأخيرة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية لاعبو المغرب يحتفلون بأحد أهدافهم في شباك ليسوتو (الشرق الأوسط)

تصفيات أمم إفريقيا : حلم ليبيا يتبدد.. مهرجان أهداف مغربي... وخيبة تونسية

تبدد حلم ليبيا في التأهل إلى النهائيات الأفريقية لأول مرة منذ 2012 والرابعة في تاريخها، وذلك بتعادلها سلبا مع ضيفتها رواندا.

«الشرق الأوسط» (بنغازي)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.