تجربة «أمازون» لتشغيل الروبوتات مع البشر تثير الجدل

مخزن ويست ديبفورد لأمازون يجمع البشر مع الروبوتات (أرشيفية)
مخزن ويست ديبفورد لأمازون يجمع البشر مع الروبوتات (أرشيفية)
TT

تجربة «أمازون» لتشغيل الروبوتات مع البشر تثير الجدل

مخزن ويست ديبفورد لأمازون يجمع البشر مع الروبوتات (أرشيفية)
مخزن ويست ديبفورد لأمازون يجمع البشر مع الروبوتات (أرشيفية)

تقدم شركة «أمازون» الأميركية العملاقة للتجارة الإلكترونية تجربة واقعية بشأن إمكانية عمل البشر مع الروبوتات، فالشركة، التي تتخذ من مدينة سياتل الأميركية مقرّاً لها، تتبنى فكرة ميكنة العمل، وتستخدم الروبوتات لأداء الأعمال التي كان البشر يقومون بها فيما سبق.
وأثارت تلك التجربة قلق النقاد ومؤيدي حقوق العمال من أن الروبوتات ستحلّ يوماً ما محلّ البشر، ويقولون إن مخازن «أمازون» التي تكتظ بالآلات «لم تعد بيئة عمل غير آمنة».
وتوسعت «أمازون» بشكل سريع، من 20700 موظف في عام 2008 إلى 500.647 موظف العام الماضي، يعملون في دوام كامل أو نصف دوام.
ويصل الحد الأدنى للأجور في «أمازون» إلى 15 دولاراً في الساعة للموظفين الأميركيين، كما يحصل الموظفون بدوام كامل على رعاية صحية تشمل النظر والأسنان، فضلاً عن حق امتلاك أسهم في الشركة، ورعاية اجتماعية بالإضافة إلى برنامج يسمح للموظفين بالحصول على عطلات مدفوعة الأجر مع أزواجهم أو شركاء حياتهم.
وارتفع صافي مبيعات «أمازون» بنسبة 31 في المائة العام الماضي إلى 233 مليار دولار، كما تضاعف صافي أرباح الشركة بأكثر من ثلاث مرات إلى 10.1 مليار دولار.
وذكر المجلس الوطني الأميركي للسلامة المهنية والصحة: «رغم الموارد الضخمة، لا توجد دلائل كافية على أن الشركة بذلت مجهودات كبيرة لمواجهة شكاوى العاملين لديها بشأن التوتر والإجهاد في العمل وغيرها من الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى الأمراض أو الإصابات أو حتى الوفاة».
وتوفي ستة عمال في مقرات شركة «أمازون» أو خلال عملياتها بالولايات المتحدة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، كما وصل عدد الوفيات منذ عام 2013 إلى 13 موظفاً، حسب تقرير المجلس.
وتؤكد «أمازون» أن منشآتها آمنة، وأن زيادة الميكنة لا تعني أنها ستقلّل عدد الأشخاص الذين تقوم بتوظيفهم.
وتشير التقديرات التي جاءت في تقرير لمؤسسة «ماكينزي» العالمية أن الاعتماد على الآلات يمكن أن يطيح بنحو 800 مليون موظف على مستوى العالم بحلول عام 2030. رغم أن التقرير أقر أيضاً بأن الميكنة يمكن أن تساعد في خلق فرص عمل.
وتستطيع الشركات مثل «أمازون» التي تعمل في مجال إدارة المخازن أن تدعم الاقتصاد المحلي عن طريق توفير فرص عمل بأجور جيدة ومزايا أخرى للعاملين لديها، ولكن مارسي جولدشتاين، المديرة التنفيذية المساعدة في المجلس الوطني للسلامة المهنية والصحة، تؤكد أن «أمازون» ليست واحدة من هذه الشركات.
وتشير جولدشتاين إلى تقرير للمجلس، الذي يروج لظروف العمل الآمنة والصحية، يتضمن أسماء الشركات التي تضع موظفيها في المخاطر.
وللعام الثاني على التوالي، تصدرت «أمازون» قائمة هذه الشركات في التقرير الذي يحمل اسم «الدزينة القذرة» (الدستة)، حيث أودت الماكينات بحياة موظفين اثنين في مخازن «أمازون» في بنسلفانيا بفارق ثلاثة أعوام، كما توفي موظف ثالث بأحد مخازن الشركة في مدينة أفينيل بنيو جيرزي.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اصطدمت ماكينة تعمل آليّاً داخل مخزن شركة «أمازون» في روبنسفيل بولاية نيو جيرزي بعبوة تحتوي على سائل مضغوط مما أدى إلى انبعاث أبخرة ذات رائحة نفاذة في الهواء، على حد وصف «أمازون» للواقعة التي أدَّت إلى نقل نحو 25 موظفاً إلى المستشفى.
ويقول ستيوارد أبلباوم، رئيس نقابة العاملين في مجال تجارة التجزئة والجملة والأسواق التجارية في الولايات المتحدة: «تهدد الروبوتات الآلية بشركة (أمازون) حياة البشر بشكل يومي، وهي نموذج صارخ على أن الشركة تولي اهتماماً أكبر بالأرباح على حساب صحة عامليها وسلامتهم».
ويقول تاي برادي، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة «أمازون روبوتيكس» في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) هذا الشهر: «المسألة لا تتعلق مطلقاً بالبشر في مواجهة الآلات... بل بعمل البشر والآلات جنباً إلى جنب لتحقيق مهمة ما».
ويذكر روبرتو ميلر، مدير عام مخازن «أمازون» في ويست ديبفورد، أن الروبوتات تقوم بالأعمال الرتيبة، حتى يستطيع الموظفون الانخراط في أعمال تتطلب المزيد من التركيز، وفي حين أن الموظف البشري كان يحتاج إلى نقل الصناديق الثقيلة بنفسه في السابق، يمكن لذراع روبوتية الآن أداء هذه المهمة، فيما يعمل الموظف مسؤولاً عن تشغيل الماكينات.
وتقول «أمازون» إن مخزن ويست ديبفورد هو رابع مخزن يوظف الروبوتات في ولاية نيو جيرزي الأميركية، وأطلقت الشركة عملياتها في الولاية في عام 2012، وهي توظف الآن أكثر من 17500 شخص بدوام كامل.



فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من الصين وكندا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدّي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، مثل ضعف الانتباه، وفرط النشاط، وتقلُّب المزاج.

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تبرز أهمية فهم تأثير الشاشات في الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمشكلات الانتباه والمزاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Early Child Development and Care».

وأصبحت زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، من القضايا المثيرة للقلق في العصر الحديث. ومع ازياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، يعاني الأطفال زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات؛ مما قد يؤثر سلباً في صحتهم النفسية والبدنية، ويؤدّي إلى تعكُّر مزاجهم.

وشملت الدراسة 571 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من 7 مدارس رياض أطفال في شنغهاي بالصين. وأبلغت الأمهات عن الوقت الذي قضاه أطفالهن يومياً أمام الشاشات (بما في ذلك التلفزيون، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، أو الأجهزة الأخرى) خلال الأسبوع السابق.

كما أجبن على أسئلة لتقويم المشكلات السلوكية التي قد يعانيها أطفالهن، مثل صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والأعراض العاطفية (مثل الشكاوى المتكرّرة من التعب)، والمشكلات مع الأقران (مثل الشعور بالوحدة أو تفضيل اللعب بمفردهم). كذلك شمل التقويم جودة نوم الأطفال ومدّته.

ووجد الباحثون أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات مرتبط بشكل ملحوظ بزيادة مشكلات الانتباه، والأعراض العاطفية، والمشكلات مع الأقران. كما تبيَّن أنّ وقت الشاشة يؤثر سلباً في جودة النوم؛ مما يؤدّي إلى تقليل مدّته ونوعيته.

وأشاروا إلى أنّ جودة النوم تلعب دوراً وسطاً في العلاقة بين وقت الشاشة والمشكلات السلوكية، فالنوم السيئ الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات قد يعزّز هذه المشكلات، مثل فرط النشاط، والقلق، والاكتئاب.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «شانغهاي العادية» في الصين، البروفيسورة يان لي: «تشير نتائجنا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات قد يترك أدمغة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في حالة من الإثارة؛ مما يؤدّي إلى انخفاض جودة النوم ومدّته».

وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «قد يكون هذا النوم السيئ نتيجة لتأخير مواعيده بسبب مشاهدة الشاشات، واضطراب نمطه بسبب التحفيز الزائد والتعرُّض للضوء الأزرق المنبعث منها».

كما أشارت إلى أنّ وقت الشاشة قد يحلّ محل الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال في النوم، ويرفع مستويات الإثارة الفسيولوجية والنفسية؛ مما يؤدّي إلى جعله أكثر صعوبة.