العراق يلاحق 183 متهماً بالفساد منتشرين في 34 دولة

إحصاءات رسمية عن 2100 قضية وملفات تطال مشرعين

TT

العراق يلاحق 183 متهماً بالفساد منتشرين في 34 دولة

أعلنت هيئة النزاهة في العراق إحالة 2607 قضايا لكبار المسؤولين من درجة مدير عام فما فوق إلى القضاء. وعدد رئيس الهيئة صلاح نوري، في بيان أمس الخميس، أن حجم المبالغ المتعلقة بتلك القضايا.
وأشار إلى أن الهيئة طلبت من القضاء من خلال مجلس مكافحة الفساد، ذكر أعداد القضايا التي حكم فيها والتي تخص كبار المسؤولين، في مقابل تلك التي أغلقت لعدم كفاية الأدلة وتلك المتعلقة بأمور خارجية.
وأوضح أن «القضاء أبلغ الهيئة أن إحصاءاته تشير إلى ما يقارب الـ2100 قضية فقط وتم خلال جلسة لمجلس مكافحة الفساد التأكيد على سرعة إنجازها والإعلان عنها».
وكشف رئيس الهيئة عن «إنجاز ملفات تطال أربعة إلى خمسة من أعضاء مجلس النواب»، مشيراً إلى أنها «قضايا ثقيلة جدا»، متمنيا على مجلس القضاء الأعلى الذي كثف تعاونه مع الهيئة من خلال مجلس مكافحة الفساد مؤخرا «رفع الحصانة عنهم ليتم حسم ملفاتهم وينالوا جزاءهم العادل».
وفي هذا السياق يقول سعيد ياسين موسى عضو المجلس الأعلى لمكافحة الفساد في العراق لـ«الشرق الأوسط» إن «التنسيق الحالي بين الأجهزة الرقابية ومنها هيئة النزاهة ومجلس مكافحة الفساد الذي يرأسه رئيس الوزراء والذي هو جهاز تنسيقي نجح في تفعيل الكثير من الإجراءات التي كانت تتأخر في مختلف الجهات ومن بينها القضاء».
وبيّن أن «التنسيق الحالي بين هذه الأطراف لا سيما هيئة النزاهة والقضاء أدى إلى حسم الكثير من القضايا، فيما ننتظر حسم ما تبقى في وقت قصير». وأوضح أن «نحو 5460 قضية وردت إلى القضاء من النزاهة تم حسم 2021 قضية بينما لا تزال أكثر من 300 قضية تنتظر الحسم، حيث إن غالبية القضايا غير المحسومة تتعلق بالتدقيق الإداري».
وأشار موسى إلى «أهمية تفعيل دور القضاء في مجال الحسم وإصدار الأحكام حتى نتمكن من محاصرة الفساد وتجفيف منابعه وموارده خطوة خطوة». وتحدث عن «نحو 450 قضية فساد بلغ عدد المطلوبين فيها 183 شخصا من درجة مدير عام فما فوق كلهم خارج العراق وموزعون على نحو 34 دولة وهناك ملفات استرداد جاهزة بحقهم».
وأكد موسى أن «من المسائل المهمة على صعيد كيفية مكافحة الفساد هي جرد الوظائف العامة التي هي عرضة للفساد واتخاذ إجراءات خاصة بها». وحول أهم الملفات التي تتم مناقشتها حاليا على صعيد الحد من الفساد قال موسى إن «موضوع تهريب النفط من القضايا التي تناقش باهتمام بالغ داخل المجلس وتم اتخاذ إجراءات مهمة في هذا المجال».
وكشف أن «من الملفات المهمة والتي سوف تقضي على واحد من أبرز بوابات الفساد هي موضع عقود الأغذية والتجهيز في الجيش والذي سوف يكون مركزياً تتولاه الدولة ولا يحال إلى متعهدين بالإضافة إلى ملف آخر معقد ومهم وهو عقود التسليح الخاصة بوزارة الدفاع التي تحتاج إلى مراجعة جدية».
في غضون ذلك، أعلنت دائرة العلاقات العامة والشؤون القانونية التابعة لمجلس القضاء الأعلى عن إحصائية الفصل الأول لسنة 2019 للدعاوى المعروضة والدعاوى المحسومة في محكمة التمييز الاتحادية ورئاسة الادعاء العام وهيئة الإشراف القضائي وكافة رئاسات محاكم الاستئناف في العراق، ما عدا إقليم كردستان. وبينت الإحصائية الصادرة من دائرة العلاقات العامة والشؤون القانونية أن «الهيئات المدنية والعامة وهيئة الأحوال الشخصية في محكمة التمييز الاتحادية أنجزت كامل دعاواها أي بنسبة 100 في المائة، فيما تباينت نسب الهيئات الأخرى ليكون مجموع هيئات المحكمة ما نسبته 83 في المائة من مجموع دعاواها المحسومة».
وأشارت الإحصائية إلى أن «رئاسة الادعاء العام أنجزت ما نسبته 94 في المائة من المعاملات والدعاوى المعروضة بجميع هيئاتها». وتابعت الإحصائية أن «المحاكم باختلاف اختصاصاتها تنوعت في عرض نسب ما أنجزته، وأتت محكمة استئناف نينوى الاتحادية في الدرجة الأولى من ناحية حسم الدعاوى للمحاكم الجمركية وبنسبة وصلت إلى 99 في المائة، فيما تفوقت محكمة استئناف النجف الاتحادية في حسم الدعاوى التجارية وبنسبة 100 في المائة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».