«فتح» متمسكة باتفاق المصالحة وتريد موافقة خطية من «حماس»

قال إن حركته تريد موافقة خطية من «حماس» قبل استئناف

TT

«فتح» متمسكة باتفاق المصالحة وتريد موافقة خطية من «حماس»

قال محمود العالول، نائب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قيادة حركة «فتح»، إن حركته أكدت لمصر أنها متمسكة باتفاق 2017 للمصالحة، وطلبت موافقة خطية من «حماس» بشأن ذلك.
وأضاف في تصريحات بثتها الإذاعة الرسمية: «قلنا للأشقاء في مصر: نحن متمسكون باتفاق 2017، وطلبنا منهم موافقة خطية من (حماس)، قبل أن نعود مرة أخرى ونباشر العمل من جديد».
وتابع: «مصرون على استعادة الوحدة الوطنية، باعتبارها أمراً أساسياً وجوهرياً بالنسبة لنا، يرتبط به مستقبل قضيتنا، ونأمل أن تكون فيه نتائج إيجابية ولن نصاب باليأس، بغض النظر عن النتائج». وأكد العالول أن صاحب المصلحة الأساسي من عدم إنجاز الوحدة هو الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية، داعياً إلى وقف التراشق الإعلامي، وتحديد الهدف المشترك المتمثل بإفشال السياسية الأميركية ومواجهة الاحتلال.
وجاء حديث العالول موضحاً موقف حركة «فتح»، بعدما استأنفت مصر جهودها لإتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، والتقت بمسؤولين من «فتح».
وتريد «فتح» اتفاق 2017؛ لأنه يقضي بتسليم «حماس» قطاع غزة، فوراً، بما يشمل الأمن والمعابر والجباية والقضاء وسلطة الأراضي؛ لكن «حماس» ترفض وتريد اتفاق 2011؛ لأنه يقضي بتشكيل حكومة وحدة مهمتها إجراء انتخابات بعد عدة أشهر ويعطيها الحق بالتدخل في إعادة تشكيل عقيدة الأجهزة الأمنية، ويشمل منظمة التحرير في الاتفاق.
ورفضت «حماس» طلب حركة «فتح» الرئيسي بتسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية من أجل إتمام المصالحة الداخلية. وقال القيادي البارز في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق، إن الحركة ليست «قوة احتلال» حتى تسلم مقاليد الحكم بغزة للسلطة الفلسطينية وترحل. وأضاف عضو المكتب السياسي للحركة: «نحن في بلدنا، ونحن شركاء في إدارة شأننا الفلسطيني، سواء في رام الله أو غزة، وهذه العقلية يجب أن ننبذها من بيننا».
وجاء تعقيب أبو مرزوق بعد أيام من إعلان القيادي في حركة «فتح» عضو اللجنتين المركزية للحركة والتنفيذية للمنظمة، عزام الأحمد، عن تطورات في ملف المصالحة الداخلية، عندما قال إن مصر ستتحرك مجدداً في ملف المصالحة المجمد، كاشفاً بعد زيارة إلى مصر التقى فيها مسؤولين مصريين، أن وفداً مصرياً رفيعاً سيزور في وقت قريب رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم سيتوجه إلى قطاع غزة، في محاولة لحل «إشكالية» المصالحة؛ لكنه لم يعطِ مواعيد لذلك.
وعودة ملف المصالحة إلى الواجهة يأتي بعد نحو عام على تجميد الملف بسبب خلافات حول تمكين حكومة الحمد الله السابقة، والعقوبات على قطاع غزة ومباحثات التهدئة مع إسرائيل.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الخلاف حول تطبيق اتفاق 2017 واتفاق 2011 ما زال قائماً رغم التدخل المصري. وأضافت: «تحاول مصر الآن الوصول إلى حل وسط مرضٍ للأطراف».
ويفترض أن يصل وفد مصري إلى رام الله ثم إلى غزة لهذا الشأن في أي وقت. وسيناقش الوفد ملفي المصالحة والتهدئة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».