«تقييم الحوادث» يثبت قصف الحوثيين حي سوق الهنود في الحديدة

TT

«تقييم الحوادث» يثبت قصف الحوثيين حي سوق الهنود في الحديدة

أكد «فريق تقييم الحوادث» في اليمن عدم صحة ادعاء منظمة «هيومان رايتس ووتش» عن استهداف قوات التحالف حي سوق الهنود بمحافظة الحديدة في سبتمبر (أيلول) 2016.
وكشف المستشار منصور المنصور، المتحدث باسم «فريق تقييم الحوادث» في اليمن، عن أن قوات التحالف استهدفت اجتماعاً لقيادات حوثية في القصر الجمهوري بالحديدة وفقاً لمعلومات استخباراتية موثوقة، باستخدام قنابل موجهة أصابت الهدف مباشرة.
وبحسب المنصور، ووفقاً لتقارير رسمية يمنية، فإن «حي سوق الهنود بالحديدة تعرض لقصف صاروخي بعد ساعة واحدة فقط من قصف قوات التحالف للقصر الجمهوري».
وتابع، خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس: «اجتماع القيادات الحوثية في القصر الجمهوري في الحديدة يجرده من الحماية القانونية للأعيان المدنية، وبالتالي قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية على القصر الجمهوري باستخدام قنابل موجهة أصابت أهدافها، وبدراسة تقييم المهمة وتحليل الصور والفيديو تبين أن جميع القنابل سقطت داخل القصر الجمهوري، كما أن نظام التوجيه المركب في القنابل في حال حدوث خلل فني يتسبب في انحرافها عن الأهداف وتعطيل الصاعق لضمان عدم انفجارها، ولو سقطت على حي سوق الهنود محل الادعاء لكان من الممكن إيجاد القنبلة وعرضها في وسائل الإعلام».
وأضاف المنصور: «بدراسة ما صدر من أخبار وصور تزامنت مع الأحداث في حي سوق الهنود، فإنها تضمنت تعرض الحي لقصف صاروخي من الانقلابيين بعد ساعة واحدة من قصف القصر الجمهوري، باستخدام أكثر من مقذوف، ولم يكن قصفاً جوياً بحسب تقارير رسمية يمنية».
وأشار المتحدث باسم «فريق التقييم» إلى أنه ثبت أن قوات التحالف لا تتحمل أي مسؤولية عن الأضرار في «سوق الهنود»، وأن إجراءاتها كانت صحيحة.
كما تطرق المنصور إلى ما ورد من منسق فريق الخبراء في اليمن عن غارة جوية قصفت محطة وقود في أبريل (نيسان) 2018 بمديرية عبس بمحافظة حجة ووفاة 18 شخصاً وإصابة 13 آخرين. وقال: «بعد التحقق، تبين أنه بناء على معلومات استخباراتية وردت للتحالف تفيد بأن الميليشيات الحوثية استولت على إحدى محطات الوقود في عبس ومنعت المواطنين من استخدامها، ووضعت أطقماً مسلحة بداخلها، وخصصتها لاستخدام المجهود الحربي، وبالتالي سقطت عنها الحماية القانونية... وبناء على ذلك؛ قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية استهدفت المحطة باستخدام قنبلة واحدة موجهة أصابت الهدف مباشرة».
وأوضح المنصور أن الفريق بحث ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية في ديسمبر (كانون الأول) 2015 عن تعرض إحدى المدارس في مديرية بني حشيش بصنعاء لضربات جوية عدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، أدت لمقتل وجرح بعض السكان لتجمعهم لمعاينة الأضرار. وفند المنصور الادعاء بقوله: «وردت للتحالف معلومات استخباراتية عن وجود مخازن استراتيجية للأسلحة للميليشيات الحوثية في بني حشيش بصنعاء، هذه المخازن تعتبر أهدافاً عسكرية عالية القيمة، وكانت (مدرسة العلم والإيمان) تستخدم مخزناً لهذه الأسلحة، وبالتالي تسقط عنها الحماية القانونية، وعليه قام التحالف يومي 21 و26 أكتوبر 2015 باستهداف المخازن باستخدام قنابل موجهة أصابت الهدف مباشرة، مع التأكيد على أن المدارس باليمن في تلك الفترة لم تفتح أبوابها بسبب الحرب».
وأضاف: «اتخذت قوات التحالف الاحتياطات الممكنة لتقليل الخسائر بين المدنيين عبر التأكد من عدم وجود مدنيين في الموقع أو محيطه قبل أو أثناء الاستهداف، وتم استخدام قنابل دقيقة، إلى جانب عدم وجود مبان سكنية ملاصقة للهدف، وعليه؛ كانت الإجراءات التي تمت صحيحة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».