معرض جماعي لفناني أصيلة الشباب يزين جدران المدينة العتيقة

جولة لمحمد بن عيسى الأمين العام لمنتدى أصيلة في المعرض الجماعي للفنانين «الزيلاشيين» الشباب (الشرق الأوسط)
جولة لمحمد بن عيسى الأمين العام لمنتدى أصيلة في المعرض الجماعي للفنانين «الزيلاشيين» الشباب (الشرق الأوسط)
TT

معرض جماعي لفناني أصيلة الشباب يزين جدران المدينة العتيقة

جولة لمحمد بن عيسى الأمين العام لمنتدى أصيلة في المعرض الجماعي للفنانين «الزيلاشيين» الشباب (الشرق الأوسط)
جولة لمحمد بن عيسى الأمين العام لمنتدى أصيلة في المعرض الجماعي للفنانين «الزيلاشيين» الشباب (الشرق الأوسط)

لا يكاد زائر مدينة أصيلة المغربية يبدأ المسير بين دروبها وأزقتها إلا وتطالعه لوحة فنية أو جدارية، رسمها فنانون تشكيليون مغاربة وأجانب.
باتت المدينة العتيقة في أصيلة على مر 41 سنة من عمر موسمها الثقافي الدولي، تشكل معرضاً جماعياً بين أسوارها وجدرانها، وتفخر بتشجيعها في كل موسم للفنانين «الزيلاشيين» (نسبة إلى أصيلة) الشباب، الذين تحتفي بهم عبر معرض جماعي يؤثث رواق ديوان قصر الثقافة، يضم أعمالاً فنية لشباب مبدع، نهلوا أولى خطواتهم في الفن التشكيلي باحتكاكهم منذ أن كانوا أطفالاً، بفعاليات منتدى أصيلة بالضيوف المشاركين في فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، وبخاصة كبار الفنانين التشكيليين.
ومن بين هؤلاء الشباب، بدر المصباحي، وهو فنان تشكيلي وأستاذ لمادة التربية الفنية، يشارك بخمس لوحات في المعرض الجماعي، يعبر فيها عن رؤيته الهندسية والتجريدية للمدينة عبر أشكال تختزل الجداريات والجانب الفني لمنتدى أصيلة، كما اشتغل فيها على موضوع الطفولة بحكم تجربته في التدريس والتربية الفنية.
ويقول المصباحي لـ«الشرق الأوسط» إنّه وظف تقنيات التيار الانطباعي مضيفاً لها عناصر من الطبيعة كالقصب، وأيضاً التجريدية وخطوط التلاشي، من دون إغفال إضفاء اللون الأزرق إيحاءً منه إلى المدينة وأجوائها.
ويرى المصباحي، أن مشاركته الأولى في معرض موسم أصيلة، والرابعة في مساره، تشكل الانطلاقة الرسمية له لإبراز لمسته الفنية، وإظهار تميزه في هذا المجال.
وتشارك في المعرض الفنانة التشكيلية مريم بن فارس بثلاثة أعمال فنية، مزجت فيها بين موهبتها في الفن التشكيلي وتكوينها في التصميم والأزياء.
وقدمت بن فارس ثلاث مجسمات نسائية بلمسة إبداعية تعبّر عن حرية المرأة، كتبت عليها بخط عربي كلمات: عزيمة، قوة، سند، طاقة، حرية، عطاء...، وهي فكرة جديدة حاولت من خلالها دمج الأزياء بالفن التشكيلي للتعبير عن مواضيع تلازم المرأة ومناحي الحياة.
وتقول بن فارس، إن أفكار لوحاتها مستمدة من المرأة أساساً، وهي مواضيع اجتماعية قحة، مشيرة إلى فضل مدينة أصيلة بسكانها وعمرانها العتيق في إلهامها.
وضم المعرض الجماعي للفنانين الزيلاشيين الشباب، لوحات فنية في التصوير الفوتوغرافي لعبد العزيز أشرقي، وهي المشاركة الثانية له في منتدى أصيلة، عرض فيها صوراً تعبر عن التنوع الثقافي بلمسة فنية مبدعة، محتفياً بموروث اللباس التقليدي المغربي، إضافة إلى صور عن ذكريات الطفولة باللون الأبيض والأسود، تظهر العفوية والحزن والفرح. وشارك أشرقي في معارض كثيرة بمدينة طنجة، كما نظم معرضاً لصوره في المدينة العتيقة بأصيلة، ويطمح من خلال مشاركاته إلى إحياء ثقافة الأجداد وإيصالها إلى العالمية بحس فني متميز.
وكانت بدايات أشرقي في التصوير الفوتوغرافي عبر الهاتف المحمول، إلى أن درسه بعد ذلك وطور مهاراته الفنية في التقاط الصور، وشكلت مشاركته بصوره في أحد المواقع الإلكترونية العالمية، أولى خطواته نحو الشهرة؛ إذ تجاوزت صوره في الموقع 100 مليون مشاهدة، ورغم مجانية رفعه للصور في هذا الموقع، فإن طموحه إلى إيصال رسالته لم يمنعه من مواصلة المشوار الفني في التقاط الصور. وتعرض أشرقي بسبب صوره على الموقع لمشكل حقوق الملكية مع إحدى شركات الهواتف العالمية، فكانت نقطة تحول في مساره الفني.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.