> هالة شبه دائمة من السُّحب تحيط بهذه الغابات، وتنوع بيولوجي عجيب تحتضنه، الأمر الذي يُضفي عليها جاذبية وإثارة. فإلى جانب مجموعة متنوعة من الطيور يوجد في الغابة أيضاً الكثير من القطط الكبيرة وبعض الحشرات النادرة. وإذا كنت محظوظاً، فقد تلمح طائر الكيتزال، الذي يعد واحداً من أجمل الطيور على وجه الأرض بألوانه البراقة. وعموماً من السهل استكشاف الغابة بفضل الممرات المتعرجة عبر الأشجار الكثيفة.
جبل توبقال (المغرب)
> لا يمكن زيارة مراكش بالنسبة إلى البعض من دون زيارة الأماكن المجاورة لها، مثل شلالات أوريكا أو جبل توبقال. فحتى إذا لم تكن النية تسلّقه، فإن التقاط صور تحت أقدامه بالنسبة إلى من لا يتمتعون باللياقة البدنية، فكرة مرحَّب بها. يصل ارتفاعه إلى 4167 متراً، ويشتهر باسم «سقف أفريقيا». ويمكن الوصول إلى قمته عبر ممرات متعرجة ووديان تتناثر حولها أضرحة أو هضاب مرتفعة تكسوها الثلوج. بعد ذلك يصل المتسلق إلى أخدود يوفر فرصة للاستمتاع بمناظر طبيعية لا مثيل لها في أي مكان آخر في القارة السمراء. بالنسبة إلى البعض فإن أكثر ما يزيد من سحر المشهد أنه عالم قائم بذاته يطبعه الهدوء، خصوصاً بعد أيام يكون الزائر قد قضاها في مراكش، حيث الحياة الصاخبة والأسواق التي تضج بالباعة وبروائح التوابل الدافئة.
تشرنوبل (أوكرانيا)
> أصبحت بلدة تشرنوبل الأوكرانية من الوجهات السياحية البارزة لعام 2019 بعد أن نفضت عنها غبار الكارثة النووية التي تعرضت لها في عام 1986 وأدت إلى هجرها. وبالفعل شهدت محطّة الطّاقة النووية والمناطق المحيطة بها، ارتفاعاً في الحجوزات بنسبة 30% مقارنةً بحجوزات العام الماضي. وتنظم المؤسسة السياحية بالمنطقة جولات بعنوان «إتش بي أو» بسعر 185 دولاراً للشخص الواحد، يكتشف خلالها أسراراً وقصصاً حقيقية للأحداث المأساوية، وتتضمن ركوب دورية مدرعة هي ذاتها التي استقلها المحققون عام 1986 في أثناء التحقيقات التي جرت لقياس كميات الإشعاع، ثم تناول وجبة غذاء على نفس الطاولة التي كان العاملون بالمحطة يتناولون فيها غذائهم بمقصف محطة تشرنوبل للطاقة النووية. وكانت عملية تحويل أنقاض تشرنوبل إلى منطقة جذب سياحي تحت عنوان «مغامرة» قد بدأت في عام 2016 مع شركة «سولو إيست ترافل» التي كانت تنقل 7500 سائح إلى الموقع سنوياً، زاد عددهم في العام الماضي إلى 11000 سائح.
داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.
ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.
وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.
ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.
يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.
وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».
وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».
وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.
وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.
تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.
في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.
وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.