وداعاً لصاحب الإنجازات الكبيرة... كيف انهارت العلاقة بين مارتن أونيل ونوتنغهام فورست؟

اللاعبون الكبار انقلبوا على مدربهم ودبروا له المكائد وتآمروا عليه وعاملوه «بقلة احترام}

استقالة المساعد كين عجلت برحيل أونيل
استقالة المساعد كين عجلت برحيل أونيل
TT

وداعاً لصاحب الإنجازات الكبيرة... كيف انهارت العلاقة بين مارتن أونيل ونوتنغهام فورست؟

استقالة المساعد كين عجلت برحيل أونيل
استقالة المساعد كين عجلت برحيل أونيل

إذا كانت هناك قصة واحدة تلخص فشل المدير الفني الآيرلندي مارتن أونيل في السيطرة على لاعبيه في نادي نوتنغهام فورست فإنها قد تعود إلى المباراة الصعبة التي لعبها الفريق أمام أبسويتش تاون في السادس عشر من مارس (آذار) الماضي والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق أمام أسوأ فريق في دوري الدرجة الأولى.
ولم يعتمد أونيل في تلك المباراة على النجم الجزائري عدلان قديورة، الذي يعد أحد أكثر لاعبي النادي خبرة، وأبقاه على مقاعد البدلاء في الوقت الذي كان يلعب فيه الفريق بشكل سيء للغاية، وهو ما عزز الانطباع بأن الفريق لن يتمكن من إنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. وفي نهاية المباراة، كان من المعتاد بالنسبة للبدلاء الذين لم يشاركوا في المباراة أن يقوموا ببعض التمارين الرياضية على أرض الملعب مع طاقم اللياقة البدنية، لكن قديورة رفض القيام بذلك واعترض قائلاً إن المباراة قد انتهت وإنه سينضم إلى منتخب بلاده في فترة التوقف لأداء المباريات الدولية.
لكن عدم المنطق في الحجة التي اعتمد عليها قديورة يكمن في أنه لم يكن من الأساس ضمن قائمة المنتخب الجزائري الذي كان سيخوض مباراتين أمام كل من غامبيا وتونس! وكان أونيل غاضباً للغاية مما فعله اللاعب. وكانت هناك مواجهة بين قديورة وأونيل في غرفة خلع الملابس، ولم يكن من الغريب أن يتم استبعاد اللاعب من التشكيلة الأساسية للفريق في المباراة التالية.
وكان أونيل، الذي أقيل من منصبه يوم الجمعة على خلفية بعض المشاكل في غرفة خلع الملابس، قد تولى قيادة الفريق قبل خمسة أشهر فقط. وقد خلفه في قيادة الفريق المدير الفني الفرنسي صبري لاموشيه، الذي يبلغ من العمر 47 عاماً والذي كان يقود نادي رين الفرنسي في آخر مهمة تدريبية له، كما تمكن من قيادة منتخب كوت ديفوار إلى نهائيات كأس العالم 2014. ويمكن للغارديان أن تكشف أن الأمور قد وصلت لنقطة اللاعودة بالنسبة لأونيل في الأسبوع الأول من الاستعداد للموسم الجديد، بسبب علاقته السيئة مع عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وفشلْ هؤلاء اللاعبين في التعامل بالطريقة المناسبة مع المدير الفني السابق لمنتخب آيرلندا، بل وفي بعض الأحيان وصل الأمر إلى عدم الاحترام والانضباط.
وقد أوضح عدد من اللاعبين الأساسيين في نوتنغهام فورست خلف الكواليس أنهم لم يستمتعوا بالعمل معه، وأن الأمور قد ساءت إلى درجة أنه لم يعد لديهم أمل في تقديم موسم ناجح تحت قيادته. وكان عدد من هؤلاء اللاعبين أيضاً قد اشتكوا لمجلس إدارة النادي من المدير الفني الذي كان يتولى قيادة الفريق قبل أونيل، إيتور كارانكا، وكان هذا موضوعاً متكرراً في نوتنغهام فورست خلال 20 عاماً من الترنح بعيداً عن الدوري الإنجليزي الممتاز، بمعنى أن اللاعبين ينقلبون ضد المدير الفني، وقد خلص المسؤولون في حالة أونيل إلى أن الأمور قد وصلت إلى درجة لا يمكن إصلاحها.
كل هذا كان يعني أن النهاية لن تكون سعيدة لأونيل الذي كان جزءاً من المعجزة التي حققها النادي بقيادة براين كلوف عندما قادا النادي من المركز الثالث عشر في دوري الدرجة الثانية إلى الصعود للدوري الممتاز والحصول على دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين، وقت أن كان أونيل يلعب في خط الوسط. ومن المؤكد أن عودة أونيل للعمل مع نوتنغهام فورست كانت قصة لطيفة، لكن الواقع هو أن مالك النادي، اليوناني إيفانجيلوس ماريناكيس، ليس من النوع الذي تحركه العاطفة، وبالتالي فإنه لم يتعاقد مع أونيل لأنه يحبه ولكن لأنه معجب بالإنجازات الكبيرة التي حققها أونيل والتي جعلته أنجح مدير فني بريطاني في كرة القدم. لقد التقى ماريناكيس بأونيل مرتين وكان معجباً بالطاقة الهائلة التي يتمتع بها وبقدرته على ملء الفراغ الذي تركه سلفه كارانكا.
ولسوء الحظ بالنسبة لصانعي القرار في نوتنغهام فورست، فقد مر ما يقرب من 25 عاماً على تلك الفترة الذهبية التي قضاها أونيل مع نادي ليستر سيتي والتي تمكن خلالها من قيادة النادي من دوري الدرجة الثانية إلى الدوري الممتاز وإنهاء المسابقة ضمن المراكز العشرة الأولى في جدول الترتيب في أربعة مواسم متتالية، والوصول إلى دوري رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ثلاث مرات، والفوز في اثنتين منها. وبعد ذلك، فاز أونيل بسبعة ألقاب مع نادي سيلتيك الأسكتلندي، كما وصل للمباراة النهائية للدوري الأوروبي، وكان يتم الحديث عنه لفترة طويلة على أنه أفضل شخص يتولى قيادة مانشستر يونايتد خلفاً للسير أليكس فيرغسون.
ولم يكن العديد من لاعبي نوتنغهام فورست يشعرون بالضيق بسبب تعيينه مديراً فنياً للفريق، وكانوا مفتونين بالأخبار التي تشير إلى أن ذلك يعني أن روي كين الذي يعرفونه جيداً سينضم إلى الطاقم الفني ليعمل مساعداً لأونيل.
وقد أعلن كين في نهاية الأسبوع الماضي عن رحيله عن النادي لأنه يريد أن يستأنف مسيرته التدريبية. وقد كان رحيل كين عاملاً كبيراً فيما حدث بعد ذلك، لعدة أسباب من بينها بالطبع أن ذلك جعل مسؤولي النادي يدركون أن هناك مشكلة في العلاقة بين أونيل واللاعبين، ولذا بدأوا في التواصل مع اللاعبين لمعرفة ما يحدث. وكانت معظم التعليقات من جانب اللاعبين سلبية، وبالتالي اضطرت إدارة النادي لإقالة أونيل رغم أنها تعرف أن ذلك الأمر سيعرضها للكثير من الانتقادات، خاصة أنه ينظر إلى النادي منذ فترة طويلة على أنه قد اعتاد على إقالة المديرين الفنيين بعد فترة قصيرة من تولي المسؤولية.
ولم يكن أونيل مقتنعاً أبداً بقدرات اللاعب جواو كارفاليو، الذي انضم للنادي مقابل 13 مليون جنيه إسترليني في صفقة هي الأغلى في تاريخ النادي، ولم يكن اللاعب في أفضل حالاته الفنية عندما تم تعيين أونيل مديراً فنياً للفريق. وعلى هذا النحو، لم يعتمد أونيل على اللاعب إلا عندما اعتقدت الغالبية العظمى من الجمهور أنه ينبغي أن يكون ضمن التشكيلة الأساسية للفريق.
ولم تكن معظم هذه الجماهير تريد أن يرحل كارانكا، وبالتالي كان أونيل مستهدفاً على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اليوم الأول لعمله في النادي. ورغم أن هذا الأمر لم يؤثر على القرار الذي اتخذه النادي، فإن مسؤولي نوتنغهام فورست قد فوجئوا بأن العديد من أنصار النادي الأصغر سناً، على وجه التحديد، كانوا غير مبالين تماماً بشأن رحيل واحد من «رجال المعجزات» في النادي.
وكان نوتنغهام فورست يحتل المركز الثامن في جدول الترتيب عندما تولى أونيل المسؤولية، لكنه هبط إلى منتصف الجدول بعد الخسارة في أربع مباريات متتالية في أبريل (نيسان). وقد أنهى الفريق الموسم بثلاثة انتصارات متتالية رفعته إلى المركز التاسع، لكن أونيل لم يحظ بحب كبير من جانب أنصار النادي بالشكل الذي كان متوقعاً عند توليه قيادة الفريق.
أما بالنسبة للمشاكل التي كان يواجهها أونيل في غرفة خلع الملابس، فقد تفاقمت لدرجة أن اللاعبين كانوا يكرهون أفكاره، وكانت هناك شكاوى من أن أساليب تدريبه كانت مملة وتقليدية وأن اللاعبين لم يكونوا يعرفون على وجه التحديد ما هو المطلوب منهم من الناحية التكتيكية والخططية. وخلال الأسبوع الماضي، وبينما كان يقودهم للركض كإجراء عقابي، تفاقم الموقف. لكن الحقيقة تكمن في أن عدداً من اللاعبين الكبار في الفريق لم يكونوا مقتنعين به منذ البداية.
وكانت هناك عدة أمثلة على أن الأجواء لم تكن كما ينبغي داخل النادي، ففي يناير (كانون الثاني) تعاقد نوتنغهام فورست مع لاعب خط وسط يسمى بيليه قادماً من نادي موناكو الفرنسي. لكن أونيل قرر عدم تفعيل التعاقد مع اللاعب، الذي يعاني من إصابة، بعدما لم يحضر اللاعب للموعد المحدد مع طبيب الفريق. وتم استبعاد أحد لاعبي الفريق الأول بعد أن أبلغ متأخراً بأنه لم يلحق بحافلة الفريق. وقام لاعب أساسي آخر - وهو نفس اللاعب الذي دخل في خلافات مع كارانكا - بتوجيه انتقادات شديدة لأونيل على حساب أحد أنصار النادي.
قد يشير المتعاطون مع أونيل، ولديهم كل الحق في ذلك، إلى أن لاعبي نوتنغهام فورست قد اعتادوا على إثارة المشاكل، والدليل على ذلك أنهم فعلوا نفس الأمر مع كارانكا، ومع مدير فني آخر وهو ستيوارت بيرس، وغيرهم. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن جزءاً من مهمة أونيل كانت تتمثل في توحيد اللاعبين معاً وتطوير وتحسين الفريق، حتى وإن كان عقد أونيل مع النادي مدته 18 شهراً فقط.
وعندما كان أونيل لاعباً، ساعد نوتنغهام فورست على أن يصبح بطلاً لأوروبا ووصف تلك التجربة بأنها «مثل ركوب القطار وعدم النزول منه مطلقاً». وكمدير فني، لم يستمر أونيل في قيادة الفريق سوى في 19 مباراة، وهو في السابعة والستين من عمره، ولذا لا يمكن استبعاد أن تؤدي هذه التجربة المريرة إلى إنهاء مسيرته التدريبية الطويلة والمميزة في معظم الأحيان.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟