السلطة تدفع 60 % من الرواتب وترد بالمثل على منع منتجاتها

TT

السلطة تدفع 60 % من الرواتب وترد بالمثل على منع منتجاتها

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن حكومته ستدفع هذا الشهر 60 في المائة من رواتب موظفيها، بسبب استمرار الأزمة المالية التي فرضتها إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد بدأت في فبراير (شباط) الماضي بخصم مبلغ 42 مليون شيقل (نحو 11.5 مليون دولار) شهرياً من أموال العوائد الضريبية التي تحولها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية، وقررت ذلك بشكل مستمر خلال عام 2019، بإجمالي 504 ملايين شيقل (نحو 138 مليون دولار)، وهو مبلغ يوازي ما دفعته السلطة لعائلات شهداء وأسرى في عام 2018، فردت السلطة برفض تسلم أي مبالغ مجتزأة، وردت المقاصة كاملة لإسرائيل.
وقال أشتية في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته: «ما زالت إسرائيل تحتجز أموالنا، وما زلنا نرفض تسلم هذه الأموال منقوصة». وأضاف: «تسلمنا الدفعة الأولى من المساعدة والقرض القطري ونحن نشكرهم، وبتوجيه من سيادة الرئيس أبو مازن سوف ندفع هذا الشهر 60 في المائة من الرواتب».
وحصلت السلطة الفلسطينية على منح وقرض من قطر بقيمة 300 مليون دولار، إضافة إلى 180 مليون دولار أخرى تم تخصيصها لقطاع غزة. وهذا هو الشهر الخامس الذي تدفع فيه السلطة الرواتب منقوصة لموظفيها، مع توقعات باستمرار واشتداد الأزمة المالية لشهرين إضافيين على الأقل.
وفشل لقاء فلسطيني إسرائيلي الأسبوع الماضي في إنهاء أزمة العوائد الضريبية الفلسطينية. وتريد إسرائيل الوصول إلى تسوية ما في قضية أموال المقاصة بشكل يمنع انهيار السلطة الفلسطينية. وحاولت إسرائيل تحويل مبالغ مالية كبيرة للسلطة مع استمرار الخصومات؛ لكن السلطة رفضت. وتشكل هذه الأموال الدخل الأكبر للسلطة ما يجعلها في أزمة صعبة.
وقال أشتية إنه «تقرر تشكيل فريق قانوني مالي لمتابعة جميع حالات القرصنة التي تقوم بها إسرائيل لأموالنا، سواء كان ذلك عبر ضريبة المعابر، أو الاقتطاعات من أجور العمال، وفاتورة الكهرباء والمياه والمجاري، والتحويلات الطبية، وضرائب البترول».
وردت السلطة على الإجراء الإسرائيلي باتخاذ إجراءات مقاطعة، مثل وقف التحويلات للمستشفيات الإسرائيلية. وقررت التعامل بالمثل في حالة التعامل التجاري. وقال وزير الاقتصاد خالد العسيلي، أمس، إن الحكومة الفلسطينية سترد بالمثل على أي إجراءات إسرائيلية بمنع منتجات فلسطينية من الدخول إلى القدس.
وأضاف العسيلي للإذاعة الرسمية: «تم اتخاذ قرار حكومي بالتعامل بالمثل مع المنتجات الإسرائيلية، حال تنفيذ قرار منع دخول منتجات الألبان الفلسطينية إلى القدس، بمنع إدخال منتجات إسرائيلية إلى السوق الفلسطينية». وبحسب الحملة الشعبية لتشجيع المنتجات الفلسطينية «الراصد الاقتصادي»، فإن السلطات الإسرائيلية قررت ابتداءً من اليوم، منع منتجات الألبان الفلسطينية من الدخول إلى القدس. وفي الشهور القليلة الماضية منعت السلطة الفلسطينية استيراد الخراف عبر تجار إسرائيليين، وردت إسرائيل بمنع استيراد الخضراوات والفواكه الفلسطينية، ما خلف تهديدات متبادلة بين الطرفين.
وهددت وزارة الزراعة الفلسطينية بأنها سترد بالمثل في حال دخل القرار الإسرائيلي بمنع إدخال الخضراوات والفواكه من السوق الفلسطينية لأسواق الخط الأخضر حيز التنفيذ. وأكد العسيلي مضي الحكومة الفلسطينية في خطوات أخرى، وصولاً إلى حالة «الانفكاك الاقتصادي» عن إسرائيل: «وفق خطة متدرجة تشمل عدة مجالات».
وأشار إلى أن الحكومة أوقفت التحويلات الطبية للمشافي الإسرائيلية، والتوجه إلى الأردن ومصر بدلاً من ذلك، وإطلاق حوار مع المشافي التركية بهذا المجال.
كما أشار العسيلي إلى التوجه الفلسطيني إلى الطاقة البديلة، للاستغناء تدريجياً عن استيراد الكهرباء من إسرائيل.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.