فنزويلا تؤكد وفاة ضابط معتقل... والمعارضة تتهم الحكومة بتعذيبه

رفايل أكوستا (بي بي سي)
رفايل أكوستا (بي بي سي)
TT

فنزويلا تؤكد وفاة ضابط معتقل... والمعارضة تتهم الحكومة بتعذيبه

رفايل أكوستا (بي بي سي)
رفايل أكوستا (بي بي سي)

أكدت وزارة الدفاع في فنزويلا، أمس (الأحد)، وفاة ضابط بالجيش قال زعماء المعارضة وأفراد في أسرته إنه تعرض للتعذيب بعد اعتقاله لمزاعم تورطه في محاولة انقلاب ضد الرئيس نيكولاس مادورو.
وجاءت وفاة ضابط البحرية الكابتن رفايل أكوستا في أعقاب زيارة لميشيل باشيليه، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، للتحقيق في انتهاكات حقوقية؛ بدءاً من عمليات القتل خارج إطار القضاء وانتهاء بحالات الاختفاء القسري.
وينتمي أكوستا إلى مجموعة مكونة من 13 شخصاً أوقفوا لتورطهم في محاولة «انقلاب» فاشلة ضد مادورو.
وقال مادورو، الأسبوع الماضي، إن ضباطاً بالجيش، بدعم من ساسة معارضين وزعماء سياسيين أجانب، تآمروا للإطاحة بحكومته.
وذكرت وزارة الدفاع، في بيان، أن أكوستا نُقل لمقر محكمة عسكرية في 28 يونيو (حزيران)، لكن بدا عليه الإعياء قبل بدء الجلسة، ما دفع القاضي لإصدار قرار بنقله إلى مستشفى عسكري.
وأضاف البيان: «توفي رغم توفير الرعاية الطبية اللازمة له».
وقالت واليسكا بيريز زوجة أكوستا، في مقابلة تلفزيونية، إن زوجها كان واعياً بالكاد أثناء جلسة محاكمته، يوم الجمعة، بسبب تعرضه للضرب والتعذيب، وإنه نقل بعدها إلى مركز طبي تابع للجيش. وتابعت: «عذبوه كثيراً حتى قتلوه». وأضافت أن السلطات اعتقلت زوجها في 21 يونيو (حزيران)، وأصدرت وزارة الإعلام ومكتب المدعي العام، في ساعة متأخرة من مساء السبت، بيانين عن وفاة أكوستا لكن لم يوضح أي منهما سبب الوفاة.
وندد المعارض الفنزويلي خوان غوايدو بـ«تعرض أكوستا للتعذيب» في الاحتجاز لمشاركته في محاولة «الانقلاب» ضد مادورو، وأعلن غوايدو، عبر تطبيق «إنستغرام»، أن أكوستا «قتل بعدما عذبه رفاق سلاحه الذين يطيعون أوامر الديكتاتور».
واعتبر غوايدو أن الحكومة: «ستحاول جعلنا نعتقد أنه وقع أو تعثر لكن لا، لقد قتل»، وأعلن أنه سيحيل القضية إلى الحكومات الأجنبية والمفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وذكر وزير الإعلام في حكومة مادورو خورخي رودريغيز، في بيان، عبر موقع «تويتر»، قال فيه إن الرئيس الفنزويلي أمر المدعي العام بالتحقيق في الوفاة «المؤسفة».
واتهمت عدة دول حكومة مادورو بتعذيب وقتل الضابط، وقالت مجموعة «ليما» للدول الأميركية، في بيان، أمس، إن مجموعة من الرجال المسلحين احتجزوا أكوستا ومثل أمام المحكمة بعد ذلك بأسبوع وبدت عليه علامات التعذيب.
وتتكون مجموعة ليما من أكثر من 10 دول، من بينها البرازيل والأرجنتين وكندا، التي تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، كما أن حكومة منافس غوايدو هي أيضاً عضو بالمجموعة.
وانتقد لويس ألماجرو، الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، «القتل الإجرامي» لأكوستا.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.