البرلمان العراقي يصوت اليوم على خامس مرشحة لـ«التربية»

يتجه إلى تمديد فصله التشريعي

TT

البرلمان العراقي يصوت اليوم على خامس مرشحة لـ«التربية»

يستعد البرلمان العراقي اليوم للتصويت على المرشحة الخامسة لمنصب وزيرة التربية، بعد فشل 4 محاولات سابقة، كان آخرها أول من أمس. وينتظر أيضاً أن يصوت البرلمان اليوم على التمديد لفصله التشريعي الذي ينتهي غداً، وحسم ملف أصحاب الدرجات الخاصة، حيث أرسل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قائمة تضم عدداً من المرشحين للدرجات الخاصة، من بينهم الخبير الاقتصادي الوزير السابق علي عبد الأمير علاوي لمنصب محافظ البنك المركزي، وصلاح نوري خلف لمنصب رئيس ديوان الرقابة المالية.
وفيما لم تعرف بعد المرشحة الخامسة لمنصب وزيرة التربية، فإن التكهنات تشير إلى إمكانية تقديم الأكاديمية المعروفة الدكتورة وصال العزاي، وهي من مدينة الموصل، لهذا المنصب. ويرى المراقبون السياسيون أن هذا الترشيح قد يكون الحل الأخير، كون المرشحة تحظى بمقبولية واسعة في الوسط السياسي والبرلماني، وقد تمرر نظراً لقناعة أعضاء البرلمان بها، خارج تفاهمات رؤساء الكتل، رغم ما بات يتسرب من معلومات حول أن أي مرشح لهذا المنصب من قبل زعيم المشروع العربي خميس الخنجر لن يحظى بالمقبولية، بسبب خلافات عميقة حوله داخل الوسط السني، وتناقض مواقف بشأنه داخل تحالف البناء الذي ينتمي إليه، ويتكون من كتل شيعية نافذة، مثل «بدر» و«عصائب أهل الحق» و«دولة القانون».
وكان البرلمان العراقي قد استكمل الأسبوع الماضي التصويت على 3 حقائب بقيت شاغرة في حكومة عادل عبد المهدي من بين 4، وهي: «الدفاع» و«الداخلية» و«العدل»، فيما فشل في تمرير 4 مرشحات للتربية، وهن: شيماء الحيالي، وصبا الطائي، وسفانة الحمداني، وزاهدة العبيدي، بسبب عدم حصول توافق سياسي بين الكتل السياسية. وبخلاف المرشحات السابقات للمنصب ذاته، فإن زاهدة العبيدي، وهي أستاذة جامعية من مدينة الموصل، لم تحصل إلا على 20 صوتاً من بين 180 صوتاً، عدد الحاضرين في الجلسة. وعن أسباب عدم نيلها الثقة داخل البرلمان، رغم أن هناك حاجة ماسة باتت لإكمال الكابينة الوزارية، يقول عبد الله الخربيط، عضو البرلمان عن تحالف القوى العراقية، لـ«الشرق الأوسط» إن «السبب الرئيس يعود إلى إنها مرشحة ضمنية من قبل خميس الخنجر، لكن بصفة مستقلة، وذلك من أجل أن تمر بالتصويت بهذه الصفة»، وأضاف أن «هذه الخدعة لم تمر علينا وعلى قوى أخرى، إذ إنها ما دامت مرشحة من قبل المشروع العربي، وزعيمه خميس الخنجر، فإنها قد وقعت على كل ما يريد، وسوف تدار الوزارة من قبل جماعة الخنجر، وليس الوزيرة».
ورداً على سؤال بشأن الموقف المتصلب الذي تتخذه القوى السنية من الخنجر، رغم أنه أحد قيادات السنة، يقول الخربيط إن «الخنجر مشى في مشروع آخر، وجاء بطريقة غير شفافة للعملية السياسية، وبالتالي هو الآن يدفع الثمن».
أما النائب عن تحالف الفتح، أحمد الكناني، فيقول عن أسباب إسقاط المرشحة لوزارة التربية إن «الأسباب التي أدت لإسقاط المرشحة الثالثة لوزارة التربية زاهدة العبيدي تعود إلى الخلافات ما بين المشروع العربي وبعض القوى السياسية من المكون السني، إضافة إلى قوى سياسية أخرى كانت السبب الأساسي في عدم تمرير مرشحات وزارة التربية». وأضاف الكناني أن «حسم الكابينة الحكومية لا ينبغي أن يمضي بهذه الطريقة»، مشدداً على «ضرورة وجود توافقات من أجل حسم الملف، خصوصاً وزارة التربية التي تعتبر من الوزارات المهمة التي لها مساس بشريحة واسعة من الشعب العراقي»، وتابع: «هنالك جزء من سنة تحالف البناء، وكذلك أطراف من تحالف الإصلاح، يرفضون أي مرشح يطرح من قبل المشروع العربي».
وفي سياق ذلك، عبر التركمان عن غضبهم بسبب عدم منح حقيبة وزارية لهم. وقال زعيم الجبهة التركمانية عضو البرلمان العراقي أرشد الصالحي، في مؤتمر صحافي أمس، إن «الحق الذي يتبناه البعض بالوقوف ضد تولي التركمان أي حقيبة وزارية ما هو إلا مخطط ممنهج»، وأضاف أن «توزيع الوزارات والدرجات الخاصة يتم بأسلوب الاتفاقات السياسية بعيداً عن المهنية»، وأوضح أن «التركمان مكون تعرض إلى أبشع إقصاء متعمد من قبل الجميع». وأشار إلى أن «نواب المكون التركماني وقعوا على وثيقة بأن يتولى التركمان منصب نائب رئيس الجمهورية، وحقيبة وزارية، وسلمت إلى رئيس الجمهورية الذي لم يتبنَ المشروع، كما سلمت إلى الكتل السياسية، ومن ثم إلى رئيس الوزراء، دون فائدة».



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.