بعد دحر «داعش»... «سوريا الديمقراطية» تستعد لتشكيل مجالس عسكرية

عناصر «سوريا الديمقراطية» في إعلان النصر على «داعش» بحقل «عمر» النفطي شرق سوريا في مارس الماضي (الشرق الأوسط)
عناصر «سوريا الديمقراطية» في إعلان النصر على «داعش» بحقل «عمر» النفطي شرق سوريا في مارس الماضي (الشرق الأوسط)
TT

بعد دحر «داعش»... «سوريا الديمقراطية» تستعد لتشكيل مجالس عسكرية

عناصر «سوريا الديمقراطية» في إعلان النصر على «داعش» بحقل «عمر» النفطي شرق سوريا في مارس الماضي (الشرق الأوسط)
عناصر «سوريا الديمقراطية» في إعلان النصر على «داعش» بحقل «عمر» النفطي شرق سوريا في مارس الماضي (الشرق الأوسط)

قال مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، إن المنطقة أمام مرحلة جديدة في سوريا بعد القضاء على تنظيم «داعش». وأشار عبدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «هذه المرحلة تفرض علينا إعادة تنظيم صفوفنا وحماية حدود مناطقنا، إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا»، وشدّد على أهمية إعادة هيكلة قواته، بهدف «أداء دورها في الأزمة السورية بشكل عام». وقال إن هذا العمل يتم إنجازه من خلال المجالس العسكرية التي سيتم تشكيلها في المناطق (المحررة)». مشدداً على «أننا لا نريد الحرب في المنطقة، وسنعمل على حل القضايا بسبل الحوار بعيداً عن الحرب». وعبر عن استعداد «قوات سوريا الديمقراطية» للانفتاح على الحل السياسي مع جميع الأطراف سواء النظام السوري أم تركيا أم غيرها، مشدداً على أن «سبيلنا للحل هو الحوار».
ومُني التنظيم المتشدد بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، على وقع هجمات شنتها أطراف عدة، أبرزها «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ومشاركة دول غربية وعربية كالسعودية والإمارات المتحدة والأردن، وتمكنت هذه القوات من إنهاء السيطرة الميدانية والجغرافية لتنظيم «داعش» شمال شرقي سوريا في مارس (آذار) الماضي، لكنها أوضحت أنها ستواصل حملاتها العسكرية والأمنية ضد «الخلايا النائمة» وفلول التنظيم.
ولا يعني حسم المعركة في بلدة الباغوز بريف دير الزور، شرق سوريا، هذا العام، انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته، واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف، فعناصر «داعش» يبسطون السيطرة على جيب صحراوي إلى الغرب من نهر الفرات، تحيط به القوات النظامية الموالية للأسد، مدعومة من ميليشيات إيرانية، و«الحشد الشعبي» من الجهة العراقية.
إلى ذلك، طالبت سينم محمد، ممثلة «مجلس سوريا الديمقراطية» الذي يعد المظلة السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، واشنطن التي ساعدت في هزيمة «داعش» عسكرياً؛ بأن تسهم في ترسيخ الاستقرار في سوريا، وزادت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يجب على واشنطن ودول التحالف الآن التركيز على تخفيف التوترات في المنطقة ومنع نشوب صراعات جديدة».
وشددت محمد على ضرورة دعم المشروع الديمقراطي في شمال شرقي سوريا، بقولها إن ذلك «إنْ تم، سيكون نقطة تحول في مستقبل البلد، الأمر الذي سيساعد على تغيير النظام السوري وإنشاء نظام ديمقراطي يشمل جميع السوريين».
يُذكر أن المجموعة المصغرة لممثلي دول التحالف الدولي عقدت اجتماعاً بالعاصمة الفرنسية باريس يوم الثلاثاء الماضي، وتعهدت بتقديم 20 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لإعادة الاستقرار لدعم الشعبين العراقي والسوري، وتدريب وتجهيز 210 آلاف من أفراد وقوات الأمن والشرطة في كلتا الدولتين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.