فشل لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي في حل أزمة الأموال الضريبية

قرار من حكومة تل أبيب يوفر أموالاً إضافية تعويضاً لمتخابرين

أطفال يشاركون في مظاهرة مطلبية (غيتي)
أطفال يشاركون في مظاهرة مطلبية (غيتي)
TT

فشل لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي في حل أزمة الأموال الضريبية

أطفال يشاركون في مظاهرة مطلبية (غيتي)
أطفال يشاركون في مظاهرة مطلبية (غيتي)

فشل لقاء فلسطيني - إسرائيلي جديد في إنهاء أزمة العوائد الضريبية الفلسطينية. وقال وزير الشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ، إن المباحثات الجارية مع سلطة الاحتلال بخصوص حجز أموال المقاصة الفلسطينية لم تُحدث أي تقدم.
وكتب الشيخ في تغريدة على «تويتر»: «التقيت أمس وزير المالية الإسرائيلي (موشيه) كحلون، وتم التباحث بسبل حل حجز الأموال الفلسطينية لدى إسرائيل، ولم يحدث أي تقدم». وأضاف: «أكدنا على رفضنا مبدأ الخصم، وطالبنا بوقف تنفيذ حجز الأموال».
وكان وزير المالية الإسرائيلي كحلون التقى الأربعاء في مقرّ وزارته في القدس، نظيره الفلسطيني شكري بشارة، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، بحضور منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية اللواء كميل أبو ركن.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه تم التباحث في الأمور الاقتصادية فقط، دون السياسية. وهذه الجلسة هي واحدة من سلسلة لقاءات جمعت بين هؤلاء من أجل الوصول إلى حل لأزمة الأموال الفلسطينية المحتجزة. وتريد إسرائيل الوصول إلى تسوية ما في قضية أموال المقاصة بشكل يمنع انهيار السلطة الفلسطينية.
وكان كحلون بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطط طوارئ، في حالة انهيار النظام المالي للسلطة الفلسطينية، بسبب رفضها قبول عائدات الضرائب. وحاولت إسرائيل تحويل مبالغ مالية كبيرة للسلطة مع استمرار الخصومات، لكن السلطة رفضت.
وتمر السلطة بأزمة مالية حادة هذه الأيام، مردّها رفضها تسلم أموال العوائد الضريبية الخاصة بها من إسرائيل، بعد خصم مبالغ به.
وفي فبراير (شباط) الماضي، بدأت بخصم مبلغ 42 مليون شيكل (نحو 11.5 مليون دولار) شهرياً من أموال العوائد الضريبية التي تحولها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية، وقررت ذلك بشكل مستمر خلال عام 2019، بإجمالي 504 ملايين شيكل (نحو 138 مليون دولار)، وهو مبلغ يوازي ما دفعته السلطة لعوائل شهداء وأسرى في العام 2018. فردّت السلطة برفض تسلم أي مبالغ مجتزأة، وردّت المقاصة كاملة لإسرائيل.
ورفض المسؤولون الفلسطينيون تسلم أموال عائدات الضرائب الفلسطينية منقوصة، لأن تسلمها منقوصة سيعني الموافقة على الموقف الإسرائيلي، باعتبار «الشهداء والأسرى إرهابيين». وتشكل هذه الأموال الدخل الأكبر للسلطة.
وتدفع السلطة منذ شهور نصف راتب لموظفيها، ضمن موازنة طوارئ وضعتها الحكومة حتى شهر يوليو (تموز).
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن الموافقة على خصم أي قرش سيعني الموافقة على الموقف الإسرائيلي، الذي يدين «الشهداء والأسرى»، وسيشجع إسرائيل على اتخاذ خطوات أخرى عبر المسّ بالأموال الفلسطينية لأي سبب.
وأمس فقط أصدر مكتب التنفيذ القضائي في إسرائيل، قراراً لوزارة المالية بخصم 14 مليون شيكل من أموال الضرائب الخاصة بالسلطة، كتعويض لفلسطينيين اتهموا بالتخابر مع إسرائيل وتعرضوا للتعذيب في سجون السلطة الفلسطينية.
وبحسب القناة العبرية السابعة، فإن التعويضات إلزامية، وستدفع لـ52 فلسطينياً بعد قرار من المحكمة العليا والمركزية بأحقية حصولهم على التعويضات. وتبرهن هذه الخطوة على صحة الموقف الرافض لأي مسّ بالأموال الفلسطينية، وتشكل ضربة أخرى للسلطة، وتعمق الأزمة الحاصلة أصلاً.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.