البرلمان العراقي يفشل في تمرير مرشحة وزارة التربية للمرة الرابعة

TT

البرلمان العراقي يفشل في تمرير مرشحة وزارة التربية للمرة الرابعة

رغم إقرار البرلمان العراقي، مطلع الأسبوع، مرشحي وزارات العدل والدفاع والداخلية بعد انتظار استمر لثمانية شهور، إلا أنه فشل، أمس، للمرة الرابعة في التوافق على المرشحة الجديدة لوزارة التربية زاهدة عبد الله العبيدي.
وطبقاً للاتفاق بين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وقادة الكتل ستشغل امرأة منصب وزير التربية بسبب عدم وجود امرأة في الحكومة المكونة من 22 حقيبة، كما تم الاتفاق على أن يكون هذا المنصب من حصة «المشروع العربي» بزعامة خميس الخنجر، المنضوي ضمن «تحالف البناء»، وأن تكون المرشحة لهذا المنصب من محافظة نينوى حصراً.
وكان عبد المهدي أرسل إلى البرلمان اسم العبيدي مرشحة بديلة للتربية بعد فشل المرشحة السابقة سفانة الحمداني في نيل المنصب. لكن العبيدي لم تحصل سوى على 20 صوتاً من مجموع 180. وهو عدد النواب المصوتين خلال جلسة أمس.
وسبق لـ«المشروع العربي» أن قدم ثلاث مرشحات لتولي المنصب، وهن الدكتورة شيماء الحيالي التي نالت ثقة البرلمان لكن ظهور أحد أشقائها ضمن تنظيم داعش اضطرها للاستقالة قبل تأديتها اليمين القانونية، ثم صبا الطائي وسفانة الحمداني اللتين لم تحصلا على ثقة البرلمان.
غير أن المرشحة الرابعة، وهي أكاديمية من الموصل، حصلت على أقل عدد من الأصوات بين مرشحات «المشروع العربي»، وهو ما يعني أن هناك اتفاقاً ضمنياً على عدم تمريرها داخل الكتل السُنّية، ما دفع الكتل الشيعية والكردية إلى عدم دعمها، طالما لم تحصل على توافق سنّي.
وعن أسباب عدم نيل العبيدي ثقة البرلمان رغم أن هناك حاجة ماسة لإكمال التشكيلة الوزارية، يقول النائب عن «تحالف القوى العراقية» عبد الله الخربيط لـ«الشرق الأوسط» إن «السبب الرئيسي يعود إلى أنها مرشحة ضمنية من قبل خميس الخنجر، لكن بصفة مستقلة، وذلك من أجل أن تمر بالتصويت بهذه الصفة».
وأضاف أن «هذه الخدعة لم تمر علينا وعلى قوى أخرى، فكونها مرشحة من قبل المشروع العربي وزعيمه، يعني أنها وقعت على كل ما يريد وستُدار الوزارة من قبل جماعة الخنجر وليس الوزيرة». ورداً على سؤال بشأن الموقف المتصلب الذي تتخذه القوى السنية من الخنجر رغم أنه أحد القيادات السنية، يقول الخربيط إن «الخنجر مشى في مشروع آخر وجاء بطريقة غير شفافة للعملية السياسية وبالتالي هو الآن يدفع الثمن».
أما النائب عن «تحالف الفتح» أحمد الكناني فأشار إلى أن «الأسباب التي أدت إلى إسقاط المرشحة الثالثة لوزارة التربية تعود إلى الخلافات ما بين المشروع العربي وبعض القوى السياسية في المكون السني، إضافة إلى قوى سياسية أخرى». وأضاف أن «حسم التشكيلة الحكومية لا ينبغي أن يمضي بهذه الطريقة»، مشدداً على «ضرورة وجود توافقات، خصوصاً في وزارة التربية التي تعتبر من الوزارات المهمة التي لها مساس بشريحة واسعة من الشعب العراقي». وأوضح أن «هناك جزءا من سنة تحالف البناء وكذلك أطرافا من الإصلاح، يرفضون أي مرشح يطرح من قبل المشروع العربي».
إلى ذلك، عبر التركمان عن غضبهم بسبب عدم منحهم حقيبة وزارية. وقال زعيم «الجبهة التركمانية» النائب أرشد الصالحي في مؤتمر صحافي في بغداد، أمس، إن «ما يتبناه البعض بالوقوف ضد تولي التركمان أي حقيبة وزارية داخل مجلس الوزراء ما هو إلا مخطط ممنهج».
وأضاف أن «توزيع الوزارات والدرجات الخاصة يتم بأسلوب الاتفاقات السياسية بعيداً عن المهنية... التركمان مكون تعرض إلى أبشع إقصاء متعمد من قبل الجميع». وأشار إلى أن «نواب المكون التركماني وقعوا على وثيقة أن يتولى التركمان منصب نائب رئيس الجمهورية وحقيبة وزارية وسُلمت إلى رئيس الجمهورية الذي لم يتبن المشروع كما سُلمت إلى الكتل السياسية ومن ثم إلى رئيس الوزراء من دون فائدة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».