• بعض مناقشات الفيسبوك هذه الأيام تدور بين هواة السينما وبعض نقادها حول شخص مخرج يُقال بأنه عدائي وجاف ولديه الكثير من الاعتداد بالنفس. لذلك يرفضه المشتركون من النقاد في هذا النقاش ويعتبرون كتاباته «سموماً». كل هذا لأني وضعته في قائمة ثاني صف من أفضل المخرجين حول العالم.
• عبثاً التأكيد على أن حكم الناقد لا يجب أن يكون على شخص المخرج بل على فيلمه. هذا من البديهيات بينما ما زال البعض يحاول تقييم الفيلم من خلال تصرفات مخرجه. ما الذي يهمنا إذا كان المخرج شريراً أو صاحب قلب أسود أو ضعيف الشخصية أو متعجرفا أو ما إلى غير هذه المواصفات السلوكية؟ أفلامه جيدة وهذا ما يهم الناقد. وكم هناك من مخرجين ينجزون أفلاماً عادية أو ما دون لكن شخصياتهم ودودة وجميلة؟
• هذا ما يهم الناقد والقارئ أيضاً. لكن المسألة فيها الكثير من النرجسية التي يتحلى بها معظمنا بوجاهة زائفة. لا أحد يعترف بخطأ وإذا أنجزت نجاحاً حزنوا وإذا سقطت في حفرة ما فرحوا. يستمسك الواحد منا برأيه كما لو كان جوهرة وجدها السندباد وضاعت منه لتنتهي بين يديه. لا يفرط بذلك الرأي ويتشبث به ولا يرضى بتغييره حتى في مواجهة المنطق والواقع.
• حال النقد هو من حال الحياة التي تتراجع فيها الثقافة والفنون إلى مستنقع هذا قال وهذا فعل وهذا المخرج يعتبرني ناقداً جيداً لذلك سأحب أفلامه وآخر لا تعجبه كتاباتي لذلك سأكرهه. وتعالوا نقنع مثل هذا الكاتب بأن الأمور ليست على هذا النحو وأن الخلاف حول تقييم فيلم جائز لكن حول شخصية مخرجه هو خروج عن المألوف.
الخروج عن المألوف
الخروج عن المألوف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة