محمود عبد المغني: «حملة فرعون» فيلم مبهر بمواصفات عالمية

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه تسرّع في اختيار بعض الأدوار

:الفنان المصري محمود عبد المغني
:الفنان المصري محمود عبد المغني
TT

محمود عبد المغني: «حملة فرعون» فيلم مبهر بمواصفات عالمية

:الفنان المصري محمود عبد المغني
:الفنان المصري محمود عبد المغني

نال الفنان المصري محمود عبد المغني، إشادات لافتة من المتابعين والنقاد حول دوره الجديد (راضي العفريت) في فيلم «حملة فرعون» الذي يجري عرضه حالياً في موسم عيد الفطر السينمائي، والممتد حتى إجازة عيد الأضحى المقبل. ووصف عبد المغني في حواره لـ«الشرق الأوسط» فيلم «حملة فرعون» الذي يحتل المرتبة الرابعة في إيرادات الموسم السينمائي الحالي، بأنه فيلم مصري جيد ومختلف بمواصفات عالمية؛ لأنه يضم بعض النجوم العالميين الكبار. وكشف عبد المغني عن أسباب ابتعاده حالياً عن أدوار البطولة المطلقة، موضحاً أنه وقع في بعض الأخطاء الفنية بسبب تعجله في اختيار أدوار معينة. وإلى نص الحوار...
> ما هي أهم أسباب مشاركتك في فيلم «حملة فرعون»؟
- بالتأكيد الشخصية التي أجسدها هي السبب الرئيسي في قبول المشاركة بالفيلم؛ لأنها مختلفة وجديدة عليّ كلياً، فضلاً عن شركة الإنتاج لمالكها محمد السبكي الذي سبق له وقدم أفلاماً عدة ناجحة جماهيرياً، ولعل أبرزها «حرب كرموز» و«هروب اضطراري»، بالإضافة إلى أن الفيلم يشارك فيه نجوم عالميون مثل مايك تايسون وهارفثون يوليوس الحائز لقب أقوى رجل في العالم، وبالتأكيد مشاركتهما في الفيلم تضمن له الوصول إلى جزء كبير من العالمية، وكلها كانت عوامل تشجع أي فنان على المشاركة في العمل؛ لأنها تضمن له النجاح، وكانت كل عوامل الإبهار والجاذبية متوافرة في الفيلم أيضاً، كما أن النص كُتب بشكل جيد للغاية.
> ألم تخش من المشاركة في الفيلم المأخوذ عن قصة «الساموراي السبعة»، الذي تم اقتباسه في فيلم «شمس الزناتي» الناجح جداً؟
- قصة «الساموراي السبعة» هي التي لها الأسبقية في هذه النوعية من السينما، وتم اقتباسها في أكثر من قصة وفيلم في بلدان كثيرة حول العالم وبأكثر من معالجة، فمثلاً عادل إمام اقتبسها في فيلم «شمس الزناتي» ونجح جداً، ودينزل واشنطن اقتبسها أيضاً في فيلم Magnificent Seven وغيرهما، لكن كلها أفلام تم تقديمها بمعالجات جديدة، والاقتباس ليس عيباً، خصوصاً مع النظر إلى أن الفيلم يتم تقديمه في 2019 بمعطيات العصر ومشكلاته، وكان مختلفاً كلياً، وفي النهاية هي رواية عالمية وليست حكراً على أحد.
> وما تعليقك على وجود الفيلم في المرتبة قبل الأخيرة في الإيرادات بموسم عيد الفطر؟
- موضوع الإيرادات أمر خارج عن إرادة الصناع؛ لأنه رزق من الله، لا لأحد دخل فيه أبداً، فنحن أدينا عملنا على أكمل وجه، وقدمنا الفيلم في أفضل صورة ممكنة، فضلاً عن أن الفروق المادية بين الأفلام الأربعة الأوائل متقاربة إلى حد كبير، أما بالنسبة لدوري فأنا تلقيت الكثير من المدح على شخصية (راضي العفريت)، والمنتج يعلم بالتأكيد كيف يحصد المكاسب خارج دور العرض؛ لأن هناك تسويقاً للفضائيات.
> وكيف ترى الانتقادات الموجهة للفيلم بسبب كثرة مشاهد العنف به؟
- «حملة فرعون» مصنّف على أنه فيلم أكشن في المقام الأول، ولا بد أن نلتزم بهذا التصنيف والتوجه العام لمعالجة الفيلم، وبالتالي كان لا بد لجرعة الأكشن أن تكون مناسبة وكثيرة، وأنا لا أجدها مبالغاً فيها أبداً، والفيلم مشارك فيه مايك تايسون والجبل، وبالتأكيد هما معروفان بعملهما في مشاهد الضرب، أما بخصوص المناحي الإنسانية والعاطفية فأعتقد أن شخصية «راضي العفريت» كانت كفيلة بها لحد كبير ضمن الأحداث. وأنا أرحب برأي النقاد جداً، ولا بد أن نأخذه في الحسبان؛ لأن لهم عيناً ثاقبة ووجهات نظر مفيدة سينمائياً.
> وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها في أداء الشخصية؟
- الفيلم كله كان مجهداً للغاية، فقد تعرضت لإصابة بسبب تناثر الشظايا خلال تصوير أحد مشاهد المعارك، لدرجة أنني توقفت لمدة أسبوع تقريباً عن التصوير للعلاج، ومشاهد التصويب أيضاً كانت صعبة، ومشاهد القنص جديدة علينا في السينما المصرية إلى حد كبير، فهي لم تقدم بهذا الشكل المختلف من قبل.
> سبق لك تقديم أفلام سينمائية جيدة عدة... لكن آخرها لم ينجح بالشكل المطلوب لماذا؟
- ممكن أن يكون سوء اختيار من جانبي شخصياً، وليس عيباً أن يعترف الإنسان بالخطأ إذا ارتكبه، وممكن تكون كل الأسباب السالف ذكرها مجتمعة، فمثلاً فيلم «النبطشي» يوجد مشهد أثر في الناس بشدة، الذي يتحدث فيه البطل عن الغلابة ومشكلاتهم، خصوصاً عند عرضه تلفزيونياً، رغم أنه لم يحقق نجاحاً كبيراً على مستوى الإيرادات، ورغم ذلك أنا راضٍ عن المردود الذي حققه، خصوصاً الأدبي، وأنا بصراحة عندما أقرر خوض البطولة السينمائية فإني أختار الفيلم الذي يعيش مع الناس، وكثيراً ما عاصرنا أفلاماً حققت إيرادات ضخمة جداً وعند عرضها تلفزيونياً لا يحبها الناس، فأنا ما يهمني عمل فيلم هادف، وفي النهاية هي معادلة صعبة، لكني راضٍ عن كل تجاربي، وكل ما قدمته سواء سينمائياً أو درامياً، ويكفيني حب الجمهور سواء داخل مصر أو خارجها، ويكفيني أن لي أدواراً مؤثرة مع الناس، مثل شخصيتي في مسلسل «المواطن إكس»، وشخصية «ريشة الطبال» في فيلم «دم الغزال» الذي اعتبره خطوة مهمة في مشواري الفني.
> لكن، ألا ترى أنك ربما استعجلت البطولة المطلقة؟
- بالعكس... فعندما قدمت أول بطولة مطلقة في حياتي الفنية قال لي الناس إنني تأخرت فيها، فأول بطولة لي كانت بفيلم «مقلب حرامية» وشاركني فيه عدد من النجوم المهمين ونجح الفيلم للغاية، ثم قدمت فيلم «النبطشي»، الذي كان له صدى جيد أيضاً، لكن آخر فيلم وهو «كرم الكينج» لم يحقق نفس نجاح سابقيه، ولم يحصد إيرادات مرضية إطلاقاً، ومع الأسف الناس دائماً ما يتذكرون آخر شيء بغض النظر عن الماضي مهما كان ناجحاً.
> وهل عدم نجاح «كرم الكينج» بالشكل المرضي هو ما جعلك تتجه للدراما وتتوقف عن البطولة السينمائية؟
- لا على الإطلاق، فلم أحسب الأمور بهذا الشكل أبداً، وأنا لم أشعر بالغربة أبداً في التلفزيون، خصوصاً مع توجه أغلب النجوم والمخرجين والمؤلفين والمصورين إليها، والحمد لله شاركت في مسلسل «ظل الرئيس» مع ياسر جلال الذي نجح جداً، وبعده عُرض عليّ عدد من البطولات المطلقة سواء دراما أو سينما، لكن رفضتها جميعاً؛ لأنها لم تكن مكتملة، ولم تستفزني كفنان، ولم أرِد تكرار الخطأ الذي وقعت فيه من قبل، فالإنسان الذكي هو من يتفادى أخطاء الماضي، ولا يعاند ولا يوسّع دائرة الخطأ.
> وما هي خطتك الفنية في الفترة المقبلة؟
- ما زلت في مرحلة حصد ردود الأفعال عن فيلم «حملة فرعون»، وبالتأكيد سأنتظر حتى أرتب أوراقي، وأختار الدور المفيد بالنسبة لي في المرحلة المقبلة؛ لأن كل مرحلة ولها متطلباتها، ولن أتعجل مرة أخرى في اختيار الأدوار، فبعدما نجحت في دور «ريشة الطبال»، في فيلم «دم الغزال»، قدمت فيلماً غير ناجح، والاعتراف بالخطأ ليس عيباً، وأعتقد أن الفنان الناجح هو من يستطيع محاسبة نفسه ولا يكابر أو يرى أن كل ما يقدمه ناجح.



لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».