خطة كوشنر... 3 مبادرات لدعم الاقتصاد والأشخاص والحكومة

تجنبت وضع اقتصادي الضفة الغربية وغزة في سياقهما السياسي والأمني

خطة كوشنر... 3 مبادرات لدعم الاقتصاد والأشخاص والحكومة
TT

خطة كوشنر... 3 مبادرات لدعم الاقتصاد والأشخاص والحكومة

خطة كوشنر... 3 مبادرات لدعم الاقتصاد والأشخاص والحكومة

أعلن البيت الأبيض نهاية الأسبوع الماضي، تفاصيل الشق الاقتصادي لخطة السلام بهدف حشد دعم دولي لها في ورشة المنامة. وتقدّم هذه الخطة، التي أشرف على إعدادها فريق يرأسه كوشنر ويضم جيسون غرينبلات المبعوث الرئاسي للمفاوضات الدولية، تصوّرا لتسهيل ضخّ 50 مليار دولار على امتداد 10 سنوات في الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الجوار، معتمدة على هبات دولية وقروض واستثمارات.
وتعتبر إدارة الرئيس ترمب هذه الخطة الأكثر طموحا وشمولية في تاريخ الجهود الدولية لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وتقوم رؤية كوشنر على 3 مبادرات، ركائزها الاقتصاد والشعب والحكومة، لتمكين الفلسطينيين من تنفيذ الخطة الاقتصادية بدعم من المجتمع الدولي «لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين وأبنائهم». كما تعتبر الإدارة الأميركية أن هذه الرؤية «تستطيع ضمان مستقبل من الكرامة والفرص للفلسطينيين».
تضع هذه الرؤية 4 أهداف طويلة المدى تسعى لتحقيقها خلال عقد كامل هي، رفع الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني بأكثر من الضعف، وخلق أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين، وخفض مستوى البطالة بين الفلسطينيين، ومستوى الفقر بنسبة 50 في المائة.
وتقترح الخطة تخصيص 27.5 مليار دولار للضفة الغربية وقطاع غزة، 7.4 مليار للأردن، و9.1 مليار لمصر و6.3 مليار للبنان. وتنوي الإدارة تمويل الخطة عبر هبات وتبرعات تصل قيمتها على مدى 10 سنوات إلى 13.3 مليار دولار، وقروض مدعومة بقيمة 25.6 مليار، فيما يساهم القطاع الخاص باستثمارات تصل إلى 11.6 مليار.
وتنقسم الخطة الاقتصادية إلى 3 ركائز أساسية، هي إطلاق عنان الطاقات الاقتصادية، وتمكين الأشخاص، ودعم الحكامة الفلسطينية.

1 - إطلاق القدرات الاقتصادية:
تقترح الخطة الاقتصادية تعزيز الفرص الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر بناء أرضية للنمو والاستثمار عبر تحسين مؤشر سهولة ممارسة الأعمال التابع للبنك الدولي إلى المرتبة 75 على الأقل. كما تقترح بناء شبكة نقل تربط الضفة الغربية وغزة، لزيادة التجارة وتقليص المصاريف، والتعاون مع مصر وإسرائيل والأردن لتسهيل القواعد التنظيمية لحركة الناس والسلع، فضلا عن تحسين القدرة التنافسية للصادرات الفلسطينية.
وفيما لا تتطرق الخطة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ونقاط التفتيش في الضفة وما يطرحه ذلك من عراقيل للحركة، إلا أنها تقترح اعتماد «أجهزة مسح حديثة وحلول تكنولوجية جديدة لدعم العبور السريع والآمن للسلع والأشخاص... في نقاط العبور الأساسية». كما تشير الخطة إلى ضمان أن تكون جميع نقاط العبور الحساسة مبنية وفق متطلبات الفلسطينيين طويلة المدى للعبور والتجارة.
وتخصّص الخطة كذلك جزءا لبناء البنية التحتية الأساسية، بما يشمل الاستثمار في الكهرباء بأسعار مناسبة ومضاعفة إمدادات المياه الصالحة للشرب وتمكين الخدمات الرقمية السريعة.
كما تهدف إلى دعم وتعزيز نمو القطاع الخاص عبر رفع الاستثمار الأجنبي المباشر كجزء من الناتج المحلي الإجمالي من 1.4 في المائة إلى 8 في المائة، وذلك بغية تزويد القطاعات الاستراتيجية (السياحة، والزراعة، والإسكان، والصناعة، والموارد الطبيعية) برؤوس الأموال القادرة على خلق فرص العمل.
هنا أيضا، تمتنع الخطة عن الإشارة إلى المعوقات السياسية والأمنية لدعم القطاعات الاستراتيجية، وتكتفي بالإشارة في قطاع السياحة على سبيل المثال إلى ترميم وإبراز مواقع دينية وتاريخية لاستقطاب السياح، دون التطرق إلى المخاوف الأمنية.
وتشمل الخطة كذلك بعدا إقليميا يركز على دول الجوار (الأردن ومصر ولبنان)، عبر رفع الصادرات الفلسطينية من 17 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 40 في المائة، وتخصيص عشرات الملايين من الدولارات لعدة مشروعات، تهدف لتحقيق اتصالات أوثق بين قطاع غزة وسيناء في مصر، من خلال الخدمات والبنية التحتية والتجارة، فضلا عن تحديث خطوط الكهرباء بين مصر وغزة وإصلاحها لزيادة إمدادات الكهرباء.
وتشمل المقترحات الإضافية لمصر «دعم توسعة موانئ وحوافز تجارية لمركز التجارة المصري قرب قناة السويس»، وتطوير المنشآت السياحية في سيناء القريبة من البحر الأحمر.

2 - تمكين الفلسطينيين:
الركيزة الثانية للشق الاقتصادي من خطة السلام الأميركية هي «تمكين الفلسطينيين» عبر تحسين خدمات التعليم، وتعزيز تطوير القوى العاملة، والاستثمار في الرعاية الصحية، وتحسين جودة الحياة. وتخصص الخطة 300 مليون دولار للمنح الدراسية الدولية و500 مليون لتأسيس جامعة فلسطينية تكون ضمن لائحة أفضل 150 جامعة عبر العالم، و100 مليون لبناء مدارس في مناطق لا تتوفر على خدمات تعليمية كافية لمواكبة نمو السكان وضمان تعليم بأسعار مناسبة وجودة عالية لجميع الفلسطينيين.
كما تقترح الخطة رفع مشاركة النساء في سوق العمل من 20 إلى 35 في المائة، وتحسين القدرة التنافسية للقوى العاملة الفلسطينية عالميا.
وعلى صعيد الصحة، تخصص الخطة مئات الملايين دولار لخفض معدل وفيات الرضع من 18 إلى 9 من 1000 ولادة، ورفع متوسط العمر المتوقع من 74 عاما إلى 80. وبهذا الصدد، تتوقع الخطة تزويد المستشفيات الفلسطينية بأجهزة طبية جديدة ومحدثة بـ900 مليون دولار خلال 9 سنوات، ورفع مستوى التوعية الصحية عبر دعم برامج الإقلاع عن التدخين وتسهيل البرامج الرياضية والأكل الصحي بنحو 200 مليون دولار خلال سنتين.
كما تخصص الرؤية الاقتصادية 150 مليون دولار لبناء مركز فلسطيني ثقافي ومتحف، ومنحا بـ80 مليون دولار لدعم الفنانين الفلسطينيين والموسيقيين والكتاب.

3 - دعم الحكومة الفلسطينية
تهدف الركيزة الثالثة في الخطة الاقتصادية الأميركية للفلسطينيين إلى دعم «حكومة مسؤولة ومرنة»، عبر تحسين بيئة الأعمال وبناء المؤسسات وتحسين العمليات الحكومية. ولا تستخدم الوثيقة، التي تقع في 94 صفحة، عبارة «الدولة» الفلسطينية وتكتفي بـ«الحكومة الفلسطينية».
وتخصص الخطة في الجزء الثالث منها عشرات الملايين من الدولارات لتحسين بيئة القيام بالأعمال عبر تعزيز قدرة المحاكم على حل الصراعات حول ملكية الأرض، وتحسين التعاون بيم القطاعين العام والخاص الفلسطينيين حول حقوق الملكية، فضلا عن إصلاح نظام الضرائب وتقديم المساعدة التقنية للمؤسسات المالية الفلسطينية لدعم ممارسات الإقراض وتوسيع الوصول إلى رأس المال عبر القطاعات والأشخاص.
يركز الجزء الثاني من جهود «دعم الحكامة الفلسطينية» على «بناء المؤسسات» عبر تحقيق «استقلال القضاء»، والمساءلة من خلال تعزيز قدرات الحكومة على مواجهة الفساد، والشفافية عبر تسهيل الوصول إلى المعلومة، ودعم المجتمع المدني عبر حماية الصحافيين والمؤسسات غير الربحية، ودعم المنظمات المعنية بالشفافية ومكافحة الفساد من خلال منح بـ150 مليون دولار.
الجزء الثالث يهدف إلى تمرير «ميزانية فلسطينية مستدامة»، ويخصص مليارا و750 مليونا لتوفير دفع المتأخرات لجهات محلية وإنشاء احتياطي للعمليات والصيانة دعما لمشاريع البنية التحتية الرئيسية، و400 مليون لدعم تأهيل موظفي القطاع العام وتكوين فريق من الخبراء الفلسطينيين والدوليين لدعم القطاع العام في تنفيذ وإدارة المشاريع الجديدة، و335 مليون دولار لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع الخدمات العامة الرقمية التي تشمل الدفع والبحث عن وظائف ومعاملات جوازات السفر وغيرها.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.