شواطئ المغرب... ملجأ الهاربين من روتين الحياة وضجيج المدن

أشهرها «تاغازوت» المصنف الثالث عالمياً لممارسة رياضة ركوب الأمواج

في أحد شواطئ الصويرة
في أحد شواطئ الصويرة
TT

شواطئ المغرب... ملجأ الهاربين من روتين الحياة وضجيج المدن

في أحد شواطئ الصويرة
في أحد شواطئ الصويرة

يتوفر المغرب على واجهتين بحريتين، واحدة تطل على البحر الأبيض المتوسط، والثانية على المحيط الأطلسي. الأمر الذي يجعله يتمتع بشواطئ خلابة تجذب عشاق الاستجمام والراحة، كما عشاق السباحة وركوب الأمواج.
وخلافاً للشواطئ المعروفة في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة وغيرها، هناك شواطئ بعيدة عن الازدحام والضجيج، يقصدها غالباً الباحثون عن أماكن بعيدة عن صخب المدن وكثرة السياح، وما تزال محافظة على طبيعتها العذراء ونقائها المميز. من أهم هذه الشواطئ، نذكر شاطئ الكزيرة الشهير المطل على المحيط، الذي اكتسب في السنوات القليلة الماضية شهرة كبيرة، ولا سيما بعد أن أصبح قبلة لعشاق الشواطئ الصخرية وهواة ركوب الأمواج.
تكمن شهرة شاطئ الكزيرة، الذي يقع على بعد كيلومترات من مدينة سيدي إيفني (جنوب) في الأقواس الصخرية العملاقة التي نحتتها أمواج المحيط على الجبال المحاذية للشاطئ، وأكسبته شهرة عالمية، تجذب إليه صناع السينما والتصوير الفوتوغرافي وعشاق البحر والطبيعة من كل الجنسيات وعلى مدار شهور السنة.
وغير بعيد عن شاطئ الكزيرة، وبالقرب من مدينة أكادير السياحية (جنوب) يقع شاطئ تاغازوت، الذي لا يقل شهرة عن سابقه بفضل نقاء مياهه، واستقطابه عشاق ركوب الأمواج والرياضات البحرية، ضمنهم أبطال عالميون. فالشاطئ يتمتع بالجو الصحو على مدار السنة، والرياح تساعد على ممارسة هذه الرياضة، لدرجة أن بعض المواقع الأجنبية صنفته الأول في أفريقيا، والثالث عالمياً كأفضل الشواطئ لممارسة رياضة ركوب الأمواج، بعد كل من شاطئ ليكيكي في هاواي، ومنتجع «بوينت سيرفر» بجزر الباربادوس شرق بحر الكاريبي. الآن أصبح قِبلة الرياضيين العالميين، ما زاد من انتعاش القطاع السياحي بالمنطقة.
أما على واجهة البحر الأبيض المتوسط، فتشتهر مدينة الحسيمة (شمال)، باسم مدينة الشواطئ، لاحتوائها على مجموعة من الشواطئ المهمة، وفي مقدمتها شاطئ «كيمادو بيتش»، الذي كان حتى وقت قريب ضمن الشواطئ الخاصة، لكنه أصبح مفتوحاً في وجه الزوار. أهم ما يميزه أنه يقع بالقرب من جبل «مورو بيخو» الشامخ المطل مباشرة على الشاطئ، وكذا قربه من الوحدات الفندقية المطلة عليه، غير أن لون المياه الأزرق الداكن هو أكثر ما يجعله مميزاً، ووجهة رئيسية لمحبي الشواطئ.
وبالإضافة إلى «كيمادو بيتش»، تتوفر الحسيمة على شواطئ أخرى مثل شاطئ «كالابونيتا»، أو المنظر الجميل، وشاطئ «كلايريس»، وشاطئ «تالا يوسف»، وغيرها من الشواطئ التي تجعل السائح يحتار أيها يختار. لهذا ليس غريباً أن تُصبح مدينة الحسيمة الواجهة المفضلة للباحثين عن شواطئ نقية بعيدة عن ضجيج المدن.
وليس ببعيد عنها، وقريباً من مدينة تطوان الشمالية يقع شاطئ آخر، يجمع بين صفاء الماء والطبيعة والجبال الشامخة، هو شاطئ «واد لاو»، ويصنف من الشواطئ التي لم تؤثر عليها السياحة العصرية، فهو لا يزال عبارة عن قرية صغيرة يطل ساحلها على البحر الأبيض المتوسط، ورغم صغرها وبساطتها تحتضن واحداً من أفضل شواطئ المغرب.
وفي الشمال دائماً باتجاه مدينة طنجة يقع شاطئ الدالية، برماله الذهبية ومياهه الصافية، مع منظر بانورامي يطل على حدود القارة الأوروبية. نظراً لشدة صفائه ونقائه، خاصة أنه يبدو كجزيرة نائية، يصفه البعض بشاطئ العشاق، فيما يعتبره آخرون «مالديف» المغرب، علماً بأنه يوفر لعشاق القراءة أيضاً فرصة الاستمتاع بخدمة جديدة، بفضل تأمينه مكتبة شاطئية، تضم أنواعاً مختلفة من الكتب والمؤلفات.
وعودة إلى المحيط الأطلسي، يوجد شاطئ «إمسوان»، الذي يقع بين مدينتي أكادير والصويرة السياحيتين. وقد احتل هذا الشاطئ المرتبة العاشرة ضمن قائمة «فوربس» من بين أفضل 27 شاطئاً في العالم. وقد صفته المجلة بأنه عزّ المنى لراكبي الأمواج، لأنه يجمع بين المناظر الطبيعية والأمواج العالية التي تناسب محترفي الرياضات المائية، كما يلقبه سكان المنطقة بالخليج السري.
أما في أقصى الجنوب المغربي، وعلى واجهة المحيط الأطلسي، فيوجد شاطئ بجمال مختلف، ألا وهو شاطئ «دراكون» أو التنين بمدينة الداخلة. جماله يمزج بين رهبة المحيط وزُرقة مياهه الداكنة وصفاء رمال الصحراء الذهبية.
هنا أيضاً يمكن للسائح الاستمتاع بمنظر الدلافين، التي تطل بين الفينة والأخرى على الشاطئ، وكأنها تريد أن تحيي المصطافين الذين يترقبون ظهورها في أي لحظة. أما لعشاق الرياضات المائية فإنه يحتضن سنوياً «رالي الرياضات المائية»، الذي يجمع عشاق المنافسة وهدوء الصحراء من شتى دول العالم.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
TT

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)

تعدّ الصحاري من أكثر المغامرات إثارةً في العالم، فبعيداً عن الاعتقاد بأنها مجرد مساحات من الفراغ الشاسع، تكشف هذه الوجهات عن سلاسل جبلية وحياة برية فريدة، وثقافات تقليدية، ومناظر طبيعية خلابة مطلية بألوان نقية متنوعة.

وترتبط مصر في الأذهان بمجموعة من الأماكن الأثرية المتفردة المختلفة، لكنها إلى جانب ذلك تحتضن أمكنة لا مثيل لها، فهي أيضاً موطن «الصحراء البيضاء»، التي تتميز بعجائب جيولوجية تقدم للزائر مغامرةً فريدةً، تشعرك عبر تفاصيلها وكأنك تطأ كوكباً آخر؛ لذلك فهي مثالية للذين يبحثون عن قضاء عطلة لا تسقط من الذاكرة.

اُختيرت «الصحراء البيضاء» من قبل موقع «Trip Advisor» المختص بشؤون «السياحة والسفر»، لتتصدر المركز الأول لأفضل وأغرب 20 موقعاً سياحياً فريداً على مستوى العالم؛ فتلك الصحراء الواقعة في «واحة الفرافرة» بمحافظة الوادي الجديد، على مسافة نحو 500 كيلومتر من القاهرة، من أفضل المقاصد السياحية في مصر.

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

وتُعدّ الصحراء البيضاء «محمية متنزه وطني» وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (LUCN)، وتتلخص خصائصها في أنها من المَعالم الطبيعية المهمة، كما تعدّ مصدر دخل مهماً لأهل الواحات، فضلاً عن كونها تمثل قيمةً تاريخيةً وأثريةً كبيرةً.

يُغيِّر لك هذا المكان، الذي يشغل مساحة نحو 3 آلاف كيلومتر مربع، مفهومَك التقليدي للصحراء بوصفها «مجرد» مكان من الكثبان الرملية والحرارة المرتفعة؛ فحين تزورها تُفاجأ بأن اللون الأبيض يغطي معظم أرجائها؛ وهو سر تسميتها، تستقبلك تكويناتها الصخرية التي تتخذ شكلا ًسريالياً، بعضها على هيئة أشكال مألوفة مثل عيش الغراب، وبعضها يتمتع بأشكال غير معروفة؛ ما جعلها تشبه المناظر الطبيعية الثلجية.

سيأخذك المكان إلى عصور قديمة، تمتد إلى آلاف السنين، وستتخيل تلك اللحظات التي هبَّت عليها الرياح القوية خلال هذه العصور، وأسهمت في إنشاء هذه التكوينات.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأنصحك بمشاهدة هذه التكوينات النحتية عند شروق الشمس أو غروبها خصوصاً، فعندما تضيئها الشمس بظلالٍ ورديةٍ برتقاليةٍ، أو عندما يكتمل القمر، يضفي ذلك على المناظر الطبيعية مظهراً قطبياً وكأنه شبح ضخم، فتشعر بمزيد من أجواء الإثارة والمغامرة.

ستستحوذ الرمال المحيطة بالنتوءات الصخرية على اهتمامك، إذ ستجدها مليئة بالكوارتز، وأنواع مختلفة من البيريت الحديدي الأسود العميق، بالإضافة إلى الحفريات الصغيرة.

على مقربة من هذه التكوينات يوجد جبلان مسطحان يطلق عليهما بعض المرشدين السياحيين اسم «القمتين التوأم»، وهما نقطة رئيسية للمسافرين، وتعدّ هذه المنطقة وجهةً مفضلةً لدى منظمي الرحلات السياحية المحليين، حيث يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة من أعلى التلال المتناظرة المحيطة، التي تتخذ جميعها شكل تلال النمل العملاقة.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

بعد ذلك مباشرة، ستجد طريقاً شديد الانحدار؛ وهو الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى منخفض الفرافرة، ويمثل نهاية «الصحراء البيضاء»، لكن هذا لا يعني أن رحلتك انتهت؛ فثمة أماكن ونشاطات أخرى يمكن أن تمارسها.

يستطيع عشاق الحياة البرية، أو الاختصاصيون الاستمتاعَ بمشاهدة الحيوانات البرية النادرة المُهدَّدة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والكبش الأروي، كما تضم المحمية بعض الأشجار الصحراوية.

لا ينبغي أن تفوتك زيارة جبل الكريستال، وهو في الواقع صخرة كبيرة مكونة بالكامل من الكوارتز، ويقع الجبل بجوار الطريق الرئيسي، ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال الفتحة الكبيرة في منتصفه.

الصحراء البيضاء (أدوب ستوك)

أيضاً لا ينبغي أن تفوّت متعة تأمل السماء ومراقبة النجوم، انغمس في عجائب هذا المكان الرائع ليلاً، فعندما تتحول السماء إلى اللون الوردي ثم أعمق درجات اللون البرتقالي الناري، بعد الغروب، ستتلاشى الأشكال الصخرية، ويحل الصمت في كل مكان، في هذه اللحظة ستجد البدو يدعونك إلى الجلوس حول نار مشتعلة، والاستمتاع بالدجاج المدفون، وكوب الشاي الساخن، في أثناء التخييم بالمكان.