مصر لتنشيط السوق العقارية بمشروعات كبرى وتسهيلات تمويلية

خبراء: المبالغة في التسعير أبرز التحديات

تنفذ الحكومة المصرية عدداً كبيراً من المشروعات العقارية (وزارة الإسكان المصرية)
تنفذ الحكومة المصرية عدداً كبيراً من المشروعات العقارية (وزارة الإسكان المصرية)
TT

مصر لتنشيط السوق العقارية بمشروعات كبرى وتسهيلات تمويلية

تنفذ الحكومة المصرية عدداً كبيراً من المشروعات العقارية (وزارة الإسكان المصرية)
تنفذ الحكومة المصرية عدداً كبيراً من المشروعات العقارية (وزارة الإسكان المصرية)

تشهد مصر حالياً طفرة في السوق العقارية، في ظل المشروعات الكبرى التي تنفذها الحكومة المصرية، التي تضع القطاع العقاري في مقدمة القطاعات الاقتصادية باعتباره الأكثر ربحية. ورغم حالة الركود أو تباطؤ عمليات البيع والشراء التي تشهدها السوق العقارية أخيراً، فإن هذا القطاع ما زال جاذباً للاستثمارات الخاصة والحكومية، حيث تنفذ الحكومة المصرية عدداً كبيراً من المشروعات العقارية، كما تدعم خططاً تمويلية لتنشيط السوق، في الوقت الذي تظل فيه المبالغة في التسعير أحد أكبر المعوقات التي تواجه سوق العقارات.
شريف محمود، رئيس قطاع التطوير بشركة «ريماكس مصر والإمارات»، أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «العقارات هي أكثر صناعة مربحة في مصر حالياً، وأصبحت صناعة مهمة جداً، وموازية لكثير من المهن والصناعات الأخرى، كما أنها تعد أكبر صناعة توفر فرص عمل في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن «شركته تضم شهرياً 40 وسيطاً عقارياً جديداً، حيث يغير الكثير من الأشخاص من مجالات عملهم، ويتجهون للعمل في القطاع العقاري باعتباره أكثر القطاعات ربحية».
من جهته، يُعد مصطفى حسين، مدير شركة «ريماكس إيفرست»، نموذجاً لمن غيروا نشاطهم واتجهوا للعمل في السوق العقارية، حيث تخرج حسين في كلية طب الأسنان، وترك مجال دراسته، واتجه للعمل في قطاع العقارات باعتباره «أكبر القطاعات نجاحاً ونمواً». ويرى حسين، أن «زيادة أسعار العقارات في مصر تعني نمو القطاع»، مشيراً إلى أن «قطاع العقارات هو القطاع الوحيد الذي لا يحدث فيه تراجع في الأسعار في مصر؛ لذلك تظل سوقاً جاذبة للاستثمار».
وأضاف حسين، أن «المشروعات الكبرى التي تنفذها الحكومة المصرية حالياً في هذا القطاع إضافة إلى مشروعات البنية التحتية تساهم في تطويره، وزيادة الإقبال على بعض المناطق، كما يحدث الآن في بعض أحياء الجيزة التي تشهد ازدهاراً في حركة البيع والشراء نتيجة لبناء المتحف المصري الكبير»، مشيراً إلى أن «الأسعار زادت في بعض المناطق في حي الهرم خلال عام 2018 بنسبة 17 في المائة، وفي مناطق فيصل بنسبة 14.34 في المائة».
وتنفذ الحكومة المصرية أكثر من 20 مدينة جديدة، على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، كما تعمل على إنشاء شبكة طرق متنوعة في مختلف المحافظات لربط المدن الجديدة وتسهيل الوصول إليها؛ مما يساهم في زيادة الإقبال على المناطق القريبة من العاصمة الإدارية الجديدة أو من المشروعات الكبرى التي تنفذها الحكومة.
وتولي الحكومة المصرية اهتماماً خاصاً بالقطاع العقاري، حيث وضعت استثمارات ضخمة لإنشاء مدن جديدة وطرق وبنية تحتية، أتاحت الفرصة لتنشيط هذا القطاع بشكل كبير، باعتباره قاطرة التنمية في مصر.
«مدينة القاهرة الجديدة (شرقي القاهرة) تعد من أكثر المدن التي تشهد رواجاً وإقبالاً من جانب المواطنين خلال الفترة الأخيرة»، حسب شريف محمود، الذي يوضح أن «الإقبال يرتبط عادة بعملية العرض، فمع زيادة المشروعات في القاهرة الجديدة والتجمع الأول والخامس، من الطبيعي أن يتجه المواطن إليها، في حين من المتوقع أن تشهد مدينتا 6 أكتوبر (تشرين الأول) والشيخ زايد غرب القاهرة إقبالاً مماثلاً الفترة المقبلة مع زيادة المشروعات السكنية، وبدء تنفيذ مدينة 6 أكتوبر الجديدة».
ويعتبر المصريون العقارات نوعاً من الاستثمار الآمن، ومخزناً للقيمة، وبخاصة بعد قرارات تعويم الجنيه المصري، التي أدت إلى تراجع قيمته أمام الدولار؛ لذلك تزداد نسبة عمليات إعادة البيع في مصر.
وأوضح محمود بأن «نسبة عمليات إعادة البيع وصلت إلى 70 في المائة من إجمالي عمليات البيع والشراء خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019، بينما بلغت نسبة البيع الأولي 30 في المائة من السوق، مقارنة بـ60 في المائة لإعادة البيع، و40 في المائة للبيع الأولي العام الماضي»، مشيراً إلى أن «هذه النسبة تتطلب توفير حلول تمويلية، وبخاصة أن عمليات إعادة البيع تواجه تحديات كبيرة، أهمها ضرورة توفير ثمن الوحدة السكنية أو التجارية نقداً دون تسهيلات، إضافة إلى توافر الأوراق التي تثبت ملكية الوحدة، وحق مالكها في بيعها».
ويعتبر ارتفاع الأسعار إحدى العقبات والتحديات الكبرى في السوق العقارية المصرية، حيث زادت الأسعار مؤخراً بشكل كبير، وبخاصة بعد تعويم الجنيه المصري، وزيادة تكلفة البناء؛ وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى تنشيط بعض الحلول التمويلية، مثل مبادرة البنك المركزي المصري للتمويل العقاري، كما وفر المطورون العقاريون تسهيلات كثيرة في السداد تصل إلى حد بيع الوحدات العقارية من دون مقدم، وبتسهيلات تصل إلى 10 سنوات رغبة في تنشيط حركة البيع والشراء في السوق العقارية.
وقال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي والعقاري، في تصريحات هاتفية لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسعار معظم المشروعات العقارية الحالية لا تناسب الشريحة الأكبر من المجتمع المصري، حيث يتعدى ثمن الوحدة السكنية المليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 16.6 جنيه)، مشيراً إلى أن «أسعار الوحدات السكنية التي توفرها الحكومة فيما يعرف بالإسكان المتوسط، أو إسكان الشباب تعد مرتفعة نسبياً مقارنة بإمكانات شاب مصري حديث التخرج».
وأضاف النحاس، إن «المشروعات الكبرى في العلمين والعاصمة الجديدة تخاطب فئة وشريحة لا تتجاوز 15 في المائة من الشعب المصري»، مشيراً إلى أن «هناك مبالغة في تسعير العقارات في مصر، لا بد من وضع حد لها إذا أردنا تنشيط السوق العقارية».
وهو ما أكده محمود بقوله: إن «مشكلة السوق العقارية المصرية هي التسعير، وبسببه نجد الكثير من الوحدات السكنية في مصر فارغة، وهناك مجمعات سكنية بالكامل مكتملة ولم يتم بيعها بسبب المبالغة في التسعير». وقال محمود، إن «هناك إقبالاً على الإسكان الفاخر، وكلما زاد المعروض كان ذلك في مصلحة العميل»، مشيراُ إلى «اتجاه بعض المطورين العقاريين لبناء وحدات سكنية لا يتعدى ثمنها المليون جنيه لتناسب شريحة أكبر من المواطنين، كما لجأ البعض الآخر إلى تقديم تسهيلات كبيرة في السداد تصل إلى حد عشر سنوات ودون مقدم».
ووفقاً للإحصائيات الرسمية المصرية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2017، فإن هناك 12.5 مليون وحدة سكنية مغلقة، أي ما يعادل 29 في المائة من ‏عدد الوحدات السكنية في مصر، بينها 9 ملايين وحدة سكنية خالية، منها 4 ملايين ‏و662 ألف وحدة فارغة ومكتملة التشطيب، والباقي من دون تشطيب، ومليونان و887 ‏ألف وحدة سكنية مغلقة لوجود مسكن آخر للأسرة، ومليون و159 ألف وحدة مغلقة ‏لسفر الأسرة خارج مصر.
«وبسبب ارتفاع الأسعار؛ تشهد مدن مثل الإسكندرية حالة من الركود، فالمواطن السكندري في انتظار المدن الجديدة بعد ارتفاع الأسعار الكبير في مدينة الإسكندرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب محدودية المساحة داخل المدينة»، وفق محمود سامي، رئيس شركة «ريماكس أفالون»، الذي أشار إلى أن «حركة البيع والشراء أصبحت محدودة جداً داخل الإسكندرية، بينما زادت الإيجارات بنسبة أربعة أضعاف»، ولفت إلى أن «أسعار العقارات شهدت زيادة بنسبة 120 في المائة في بعض المناطق منذ تحرير سعر صرف الجنيه المصري».
وأوضح سامي لـ«الشرق الأوسط»، أن «مشروعات مثل مدينة الإسكندرية الجديدة، التي أعلن عن مخططها مؤخراً، ومشروع تطوير منطقة الدوان تاون، ومحور المحمودية ستفتح المجال أمام المواطن السكندري لشراء وحدات جديدة»، موضحاً أن «مشروعات مثل العلمين الجديدة تعمل على تنشيط السوق العقارية، وإن كانت غير موجهة للمواطن السكندري؛ نظراً لارتفاع أسعار المشروعات المعروضة حالياً، بشكل يجعلها مناسبة أكثر للمصريين في الخارج أو الأجانب أو شريحة قليلة من المواطنين، فهي مرشحة لتكون نشطة في مجال تصدير العقار».
وقالت ماريانا متري، رئيسة شركة «ريماكس ريلاكس»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة تصدير العقار أو بيعه للمصريين في الخارج أصبحت من الأفكار الناجحة والتي نراها بوضوح في السوق العقارية في محافظة البحر الأحمر»، مشيرة إلى أن «كثيراً من مشتري العقار في المنطقة هم مصريون عائدون من الخارج، أو ما زالوا مقيمين بالخارج، لكنهم يرغبون في أماكن للإقامة شهراً في العام مثلاً».


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.