وزارة النفط السورية تتحدث عن عمل «إرهابي» في بانياس

TT

وزارة النفط السورية تتحدث عن عمل «إرهابي» في بانياس

بعد إعلان وزارة النفط والثروة المعدنية في سوريا، مساء الأحد، عن تسرّب في المرابط النفطية ضمن المصبّ البحري في بانياس غرب سوريا، اعتبرته الوزارة «عملا تخريبيا»، قال وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم، إن «ورشات فنية مؤلفة من غطاسين وفنيين سارعت للقيام بعمليات الإصلاح لهذه الخطوط لتقوم بعمل نوعي، وإنه خلال الساعات القليلة المقبلة، سيعود العمل في مصب بانياس واستقبال السفن والقيام بعمليات تكرير النفط الخام».
وأكد الوزير عبر التلفزيون الرسمي أن «الحرب ما زالت قائمة ومستمرة ضد سوريا وتتعدد فصولها وأنواعها»، مشيرا إلى ما سماه «حرب الحصار»، بما يعني «استهداف القطاع النفطي بضرب إحدى منظوماته في مصب بانياس؛ حيث طال الاستهداف مرابط الربط بالسفن الناقلة للنفط الخام».
ولمرفأ بانياس أهمية في استيراد وتصدير النفط السوري؛ حيث تقع فيه مصفاة النفط التي ينتهي إليها خط أنابيب كركوك - بانياس، في موقع جغرافي يتوسط قاعدة حميميم بريف اللاذقية، والقاعدة العسكرية الروسية في طرطوس.
وشككت مصادر اقتصادية متابعة في دمشق بصحة الرواية الرسمية، ووصفتها بأنها «ناقصة»، إذ لم يتم توجيه اتهام إلى جهة معلومة لها مصلحة بالقيام بعملية مثل هذه، دون أن تستبعد حصول مشكلة في خطوط الربط، مرجحة أن تكون ناجمة عن «إهمال صيانة أو خلل فني». وذكرت المصادر بروايات النظام السابقة خلال الحرب عن تعرض خطوط التغذية الكهربائية لاعتداءات إرهابية لتبرير الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، ورواية مهاجمة سمك القرش للكابل الضوئي للإنترنت لتبرير انقطاع خدمة الإنترنت وتباطؤ سرعتها. وغيرها من روايات تحولت إلى «نكات ممجوجة في الشارع السوري».
وتوقعت المصادر أن يكون الإعلان الرسمي عن تعرض المصب البحري في بانياس إلى «اعتداء»، «تمهيدا استباقيا للرأي العام لتقبل أزمة جديدة في مواد الطاقة تلوح في الأفق بعد فرض عقوبات أميركية على ثلاث شركات تقوم باستيراد النفط الخام إلى سوريا: (شركة سيلفر باين) في الإمارات العربية المتحدة المتخصصة بتجارة الحبوب والسكر ومعدات الصناعة النفطية، وشركتي (سينرجي أوفشور) و(بي إس كومباني) في لبنان اللتين تقوم باستيراد الخام الإيراني إلى سوريا». كما أشارت المصادر إلى «مأزق الحكومة في دمشق على خلفية تدهور قيمة الليرة بعد فرض العقوبات الأميركية الأخيرة؛ حيث لامس سعر صرف الدولار حاجز الـ620 ليرة». وتحدثت المصادر عن احتمال أن تتفاقم الأزمات الاقتصادية ريثما تتمكن حكومة النظام من إيجاد طرق جديدة للتحايل على العقوبات والحصار الاقتصادي.
وتعرضت سوريا خلال فصل الشتاء الماضي إلى أزمة محروقات خانقة، (غاز منزلي وبنزين ومازوت) بعد فرض الولايات المتحدة الأميركية حزمة عقوبات اقتصادية على إيران في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، منعت وصول ناقلات النفط الإيراني الخام إلى سوريا.
وكان وزير النفط علي غانم قد قام بزيارة إلى المصب النفطي في بانياس، يوم الأحد، للوقوف على إصلاح المرابط النفطية، وقال للتلفزيون الرسمي إن «العمل التخريبي طال مرابط السفن الناقلة للنفط الخام في مصب بانياس النفطي؛ حيث تعرضت ثلاثة مرابط لأضرار كبيرة في ستة خطوط ربط لسفن نقل النفط الخام»، مشيرا إلى أن «ورشات فنية مؤلفة من غطاسين وفنيين سارعت للقيام بعمليات الإصلاح لهذه الخطوط لتقوم بعمل نوعي وأنه خلال الساعات القليلة المقبل سيعود العمل في مصب بانياس واستقبال السفن والقيام بعمليات تكرير النفط الخام».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.