منظمة الأغذية والزراعة تنتخب صينياً مديراً عاماً

شو دونغ يو
شو دونغ يو
TT

منظمة الأغذية والزراعة تنتخب صينياً مديراً عاماً

شو دونغ يو
شو دونغ يو

انتخبت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الصيني شو دونغ يو مديراً عاماً جديداً لها، خلفاً للبرازيلي جوزيه غرازيانو دا سيلفا في أولى جلسات الدورة 41 من أعمال المؤتمر العام الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة الإيطالية.
وقد حاز المرشّح الصيني، الذي سبق له أن شغل مناصب حكومية عدة، كان آخرها نائب وزير التجارة، على 108 أصوات، متقدّماً على مرشّحة الاتحاد الأوروبي الفرنسية كاترين جيلان لانييل التي نالت 71 صوتاً، وعلى مرشّح جيورجيا ديفيد كيرفاليزي الذي حصل على 12 صوتاً.
وكان مرشّح الصين مدعوماً من غالبية البلدان النامية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، ويواجه معارضة شديدة من الولايات المتحدة التي أشاعت في الأسابيع الأخيرة استعدادها للانسحاب من منظمة الأغذية والزراعة في حال انتخابه.
وكانت فرنسا أوّل الذين تقدّموا بالتهنئة من المدير العام الجديد، معربة عن أملها في التعاون معه لمواجهة التحديات الزراعية والغذائية العالمية في القرن 21، وفي طليعتها توفير الغذاء الكافي والسليم في عالم يتزايد عدد سكانه بسرعة غير مسبوقة وتتعرّض فيه الأراضي الزراعية لضغوط إنتاجية وبيئية كبيرة.
وتقدمّت الكويت، بالنيابة عن مجموعة الشرق الأدنى، بالتهنئة للمدير العام الجديد، منوّهة بالاهتمام البارز الذي أولاه المدير العام السابق لبلدان الإقليم وبالعلاقات الوطيدة التي أقامها معها خلال السنوات الثماني الماضية. ودعت الكويت المدير العام الجديد إلى مواصلة منحى سلفه لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها منطقة الشرق الأدنى، وفي طليعتها ندرة المياه وترشيد استخدامها في الزراعة وسلامة الأغذية وإنتاجية المحاصيل الزراعية.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة تتعثّر منذ سنوات في معالجة أزمة الجوع الذي يزداد عدد الذين يعانون منه باطراد في العالم منذ 3 عقود إلى أن بلغ 820 مليوناً حالياً، علماً أن الدول الأعضاء في المنظمة كانت قد تعهدت بخفض هذا العدد إلى النصف بحلول عام 2015. ومن الملفّات الأخرى التي تثير جدلاً كبيراً بين الدول الزراعية الكبرى المحاصيل المحوّرة وراثيّاً والمواصفات الغذائية التي تخشى الدول النامية من تحوّلها تدريجيّاً إلى حواجز مموّهة تعوق دخول منتوجاتها الزراعية والغذائية إلى أسواق الدول الصناعية.
وقد تعهد المدير العام الجديد بالعمل بالتوافق مع كل الدول الأعضاء من أجل القضاء على الجوع في العالم والحد من الفقر وسوء التغذية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتجدر الإشارة أن الصين تولي أهمية متزايدة لمشاركتها في أنشطة منظمة الأغذية والزراعة وبرامجها، وتموّل بسخاء مشاريع التعاون بين بلدان الجنوب التي استحدثت لها إدارة جديدة في الأمم المتحدة بمبادرة ودعم منها.
وكان لافتاً أن الغالبية الساحقة من الدول الأعضاء تقدّمت بالتهنئة من المدير العام الجديد وأعربت عن استعدادها لدعمه والتعاون معه، باستثناء الولايات المتحدة التي لم يصدر عنها أي تعليق علماً أنها تسهم بنسبة 20 في المائة من موازنة المنظمة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.