السلطات الجزائرية «تنفذ» تهديداتها وتعتقل حاملي رايات الأمازيغ

حقوقيون يحذرون من «انتهاكات خطيرة في مجال الحريات»

السلطات الجزائرية «تنفذ» تهديداتها وتعتقل حاملي رايات الأمازيغ
TT

السلطات الجزائرية «تنفذ» تهديداتها وتعتقل حاملي رايات الأمازيغ

السلطات الجزائرية «تنفذ» تهديداتها وتعتقل حاملي رايات الأمازيغ

قال ناشطون حقوقيون في الجزائر، أمس، إن السلطات تحتجز منذ يومين عدة أشخاص بسبب حملهم راية الأمازيغ التي يطاردها قائد الجيش في المظاهرات المعارضة لـ«بقايا النظام». وفي غضون ذلك، حذر محامي الجنرال المتقاعد حسين بن حديد من «موت محقق يواجهه» بسبب تدهور حالته الصحية في السجن.
وقال الناشط المحامي عبد الغني بادي لـ«الشرق الأوسط» إن مناضلي «القضية الأمازيغية» مسعود لفتيسي وخالد واضيات وبلال باشا تعرضوا للاعتقال خلال مظاهرات أول من أمس، وسيتم عرضهم على النيابة بالعاصمة اليوم (الأحد)، وذكر أن الشرطة تتهمهم بـ«التجمهر غير المرخَّص»، مشيراً إلى أن التهمة مرتبطة بالحراك «لكن هؤلاء ليسوا مجرمين»، حسب تعبيره.
وأكد بادي أن هؤلاء الناشطين اعتقلوا في وسط العاصمة خلال حراك الجمعة لأنهم كانوا يرفعون رايات الأمازيغ التي أمر قائد الجيش الجنرال قايد صالح بمصادرتها، وتوقيف من يحملونها، بحجة أنها «دخيلة»، فيما قال عبد الله هبول، وهو قاضي نيابة سابق، إنه لا يوجد في أي قانون ما يمنع حمل راية أخرى غير العلم الوطني خلال المظاهرات.
من جهته، ذكر مقران آيت العربي، أشهر المحامين الحقوقيين، أن «انتهاكات خطيرة تقع في الميدان في مجال الحريات، خصوصاً ما يتعلق بمنع الراية الأمازيغية التي رفعها الشعب بكل اعتزاز في جميع مدن الوطن. لكن رغم المنع، فإن الشعب لا يزال يتمسك برفع هذه الراية، بجانب العلم الوطني. وإنني أندد بكل قوة بهذا التصرف الذي لا يمكن تبريره على الإطلاق. وعلى جميع المواطنين في كل مناطق الوطن التنديد بهذا المنع، عن طريق مواصلة رفع هذه الراية».
وبسبب المواجهات التي وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن في أثناء مظاهرات الجمعة، بخصوص الراية المثيرة للجدل، منع قطاع من سكان عزازقة (110 كلم شرق العاصمة) أمس والي تيزي وزو من إجراء زيارة ميدانية لمنطقتهم. وتجمع عدد كبير من الأشخاص بمكان مشروع كان مقرراً أن يزوره ممثل الحكومة على المستوى المحلي، للحيلولة دون خروجه من سيارته التي كانت محاطة بعدد كبير من رجال الأمن. وقد اضطر الوالي للعودة إلى مكتبه بسبب التوتر الذي ساد المكان.
ومنذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء نور الدين بدوي، نهاية مارس (آذار) الماضي، لم يتمكن أي وزير من الخروج إلى الميدان بسبب الرفض الشعبي الحاد للحكومة التي عينها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل استقالته في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي. وحتى رئيس الدولة عبد القادر بن صالح لم ينزل إلى الميدان، ولا مرة واحدة، وهو أيضاً مرفوض شعبياً.
من جهة أخرى، حذر «محامي الإسلاميين» بشير مشري من «هلاك وشيك» يواجهه الجنرال المتقاعد حسين بن حديد (76 سنة) المسجون منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، علماً بأن بن حديد يعاني من كسور في الحوض بسبب سقوطه بسجن الحراش، الواقع بالضاحية الشرقية للعاصمة. وقال مشري إنه يعالج بجناح مخصص للمساجين بمستشفى مدني بالعاصمة، وإن حالته سيئة للغاية، وحمل السلطات المسؤولية في «حال موته».
ويعاني بن حديد من ضعف بدني حال دون إجراء عملية جراحيه بمكان الإصابة. وبحسب مشري، فإن الإصابة التي يعاني منها «تؤكد أنه لم يلقَ حقه من الرعاية الطبية في السجن». ووضع القضاء بن حديد في الحبس الاحتياطي بتهمة «إضعاف معنويات الجيش»، بعد أن نشر مقالاً بصحيفة محلية، انتقد فيه قائد الجيش الفريق قايد صالح وتعامله مع الأزمة. وقد انتقد حقوقيون اعتقاله، وعدوه سجين رأي، وقالوا إن قائد الجيش «انتقم منه لأسباب شخصية».
وفي 28 من الشهر الماضي، توفي ناشط أمازيغي يدعى كمال الدين فخار، بعد معركة مع «الأمعاء الخاوية». وعد فخار سجين رأي بسبب حبسه إثر تصريحات استهدفت قضاة اعتبرهم موالين للنظام. وفي نهاية 2016، توفي صحافي يدعى محمد تامالت في الظروف نفسها، وكان معارضاً قوياً للنظام.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.