الموريتانيون يختارون اليوم رئيساً جديداً

الانتخابات تجري وسط مراقبة دولية ومحلية

TT

الموريتانيون يختارون اليوم رئيساً جديداً

يتوجه اليوم أكثر من مليون ونصف مليون ناخب موريتاني إلى صناديق الاقتراع في إطار الدور الأول من انتخابات رئاسية، ينتظر أن تفضي إلى اختيار رئيس جديد للبلاد من بين ستة مرشحين، يتصدرهم وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني المدعوم من طرف الرئاسة، والوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد ببكر، الذي تسانده أحزاب معارضة كثيرة.
وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أنها أكملت كافة الاستعدادات للاقتراع الرئاسي؛ حيث وفرت جميع التجهيزات الفنية واللوجتسية في كافة مكاتب التصويت، البالغ عددها نحو أربعة آلاف مكتب تصويت على عموم التراب الموريتاني. وقالت اللجنة في بيان صحافي: «لقد باتت جميع مكاتب التصويت مجهزة بكافة المستلزمات، من لوائح انتخابية وبطاقات الناخب والستار والحبر اللاصق، والأقفال والصناديق، ومحاضر التصويت».
وسيتوجه الناخبون الموريتانيون إلى 3744 مكتب تصويت، من ضمنها 45 مكتب تصويت في الخارج؛ حيث ستصوت الجاليات في الكثير من الدول العربية والأفريقية والأوروبية، بينما توفر العاصمة نواكشوط وحدها 732 مكتب تصويت، وتوصف بأنها البؤرة الانتخابية التي ستنافس فيها المرشحون بشدة.
وقال رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة وقعت وثيقة مع المرشحين الستة، تتضمن ما يمكن وصفها بأنها «ضمانات» لشفافية الانتخابات ونزاهتها، ومن أبرز هذه النقاط زيادة الدور الذي يلعبه ممثلو المرشحين في مكاتب التصويت، وذلك من خلال تدقيقهم ومراقبتهم لعملية التصويت وفرز الأصوات.
وأضاف ولد بلال أنه «بعد الفرز سيكون هناك محضر جاهز، فيه صياغات جديدة تتشكل من ست خانات عن كل مرشح، يوقع فيه كل ممثل عن مرشحه، قبل أن يتسلموا نسخة طبق الأصل من المحضر النهائي». موضحا أن الانتخابات ستجري تحت رقابة «خارجية وداخلية»، و«تحظى بمراقبة دولية أكثر من أي انتخابات أخرى مضت، إذ تحضرها بعثة من مركز (جيمي كارتر) المعروف دوليا، وخبراء من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وكذلك المنظمة الدولية الفرنكفونية».
كما أكد ولد بلال أنه «على المستوى الداخلي، تم إشراك أغلب منظمات المجتمع المدني المعنية بالانتخابات، واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وكذلك نقابة الصحافيين، والكثير من الهيئات التي استفاد مراقبوها المحليون من دورات تكوينية في مجال مراقبة الانتخابات».
وتوقع رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات أن تكون النتائج الأولية للدور الأول من الانتخابات متوفرة مساء الاثنين المقبل، على أن تحال إلى المجلس الدستوري الذي سيبت فيها لتكون نهائية.
ويتنافس في هذه الانتخابات ستة مرشحين، أبرزهم وزير الدفاع السابق والجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني، المدعوم من طرف الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز وأغلبيته الرئاسية، وعدد من أحزاب المعارضة وشخصياتها البارزة، ويوصف بأنه الأوفر حظاً في هذه الانتخابات، فيما أكد ولد عبد العزيز أن صديقه «لن يجد صعوبة» في حسم الانتخابات من الدور الأول.
لكن في الجهة الأخرى يبرز عدة مرشحين أقوياء من المعارضة، يتقدمهم الوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد ببكر، المدعوم من عدة أحزاب معارضة، أبرزها حزب «تواصل» الإسلامي، الذي يوصف بأنه الحزب المعارضة الأكثر شعبية في البلاد، والأكثر تمثيلاً في البرلمان من بين أحزاب المعارضة، وقد برز ولد ببكر كمنافس جدي في هذه الانتخابات، وكانت حملته ممولة بشكل لافت للانتباه.
كما يبرز أيضاً اسم الناشط الحقوقي المعروف بيرام الداه اعبيد، الذي يوصف بأنه «الحصان الأسود» في هذه الانتخابات، على اعتبار أن هذا الإطار القادم من المجال الحقوقي أصبح يحظى بشعبية كبيرة، خاصة في أوساط الفئات الاجتماعية التي توصف بالمهمشة، وأغلب أنصاره من فئة العبيد السابقين.
وهناك أيضا المرشح محمد ولد مولود، وهو معارض تاريخي للأنظمة المتعاقبة في موريتانيا، وقد برز في الساحة السياسية منذ ستينات القرن الماضي، عندما كان ناشطاً في التيار اليساري الشيوعي، ومعارضاً لحكم أول رئيس بعد الاستقلال المختار ولد داداه، وما يزال متمسكاً بموقفه الداعي إلى منح الحكم للمدنيين، وعودة الجيش إلى ثكناته والابتعاد عن ممارسة السياسية. لكنه يعاني من ضعف تمويل حملته، ومن منافسة وجوه المعارضة الصاعدة بقوة.
وتكتمل قائمة المرشحين بالنائب البرلماني السابق كان حاميدو بابا، وهو سياسي من أصول أفريقية يحسب على التيار المعارض. بالإضافة إلى الناشط السياسي الشاب محمد الأمين ولد المرتجى، الذي يخوض غمار أول انتخابات رئاسية في مساره، ويعد الأضعف من بين المرشحين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».