ائتلاف سياسي جديد لخوض الانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة

TT

ائتلاف سياسي جديد لخوض الانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة

يقود عصام الشابي، رئيس الحزب الجمهوري التونسي المعارض، ائتلافاً سياسياً وانتخابياً جديداً، يضم حزب «حركة تونس إلى الأمام» بزعامة القيادي والنقابي السابق عبيد البريكي، وحزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» بزعامة فوزي الشرفي، و«حركة الديمقراطيين الاجتماعيين»، التي يترأسها أحمد الخصخوصي، علاوة على ائتلاف «قادرون» (ائتلاف مدني) بزعامة ليث بن بشر. ويضع هذا الائتلاف الجديد نصب عينيه المشاركة بفعالية في الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والانتخابات الرئاسية المرتقبة في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الحالية.
ومن المنتظر أن يستعد هذا الائتلاف، الذي يحمل اسم «الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي» للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، في ظل منافسة قوية مع حركة «النهضة» (إسلامية)، وحركة «تحيا تونس» (ليبرالية)، وسيشرع بداية من اليوم في تشكيل القائمات الانتخابية، انطلاقاً من الجهات، على أن تقرر كل جهة من يمثلها. كما سيعمل لاحقاً على تحديد اسم المرشح الذي سيمثل هذا الاتحاد الفتي في الانتخابات الرئاسية.
وبشأن الخطوات التي سيخطوها «الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي» مع الناخبين لإقناعهم بجدوى تغيير المشهد السياسي، قال عصام الشابي لـ«الشرق الأوسط»، إن الأطراف السياسية المتحالفة ضمن هذا الاتحاد «استوفت كل النقاشات، ووضعت جميع الضمانات التي تمكن الائتلاف الحالي من الاستمرارية، مهما كانت نتائج الانتخابات المقررة نهاية السنة الحالية»، في إشارة إلى التراجع عن مبادرة «الاتحاد المدني» التي قادها الحزب الجمهوري ذاته بداية السنة الحالية، وكانت لها الأهداف السياسية والانتخابية نفسها، وتشكلت وقتها من 11 حزباً سياسياً؛ لكن تم التخلي عنها.
وأوضح الشابي أن هذا الاتحاد «مطالب بتقديم البديل، وتصور حلول واقعية للأزمة الاقتصادية والاجتماعية، بناء على عرض اجتماعي جديد في السنوات الخمس المقبلة مع كافة المنظمات الاجتماعية، التي تسعى بدورها إلى محاربة الفقر والبطالة، والحد من الهوة بين الفئات الاجتماعية، والتفاوت بين الجهات. إضافة إلى تآكل الطبقة الوسطى ومحاربة الفساد، والاقتصاد الموازي وتبييض الأموال، والتصدي للجريمة والعنف»، وهي ملفات ثقيلة تتطلب كثيراً من الكفاءة والنزاهة لحلها، على حد تعبيره.
واعتبر الشابي أن الهدف من هذا التحالف «قد يفضي إلى تشكيل قوة اقتراح سياسية، تشارك بفاعلية في الحكم، أو خلق قوة معارضة بناءة ومسؤولة، قادرة على تقديم البديل في كل لحظة»، على حد تعبيره؛ منتقداً المناخ السياسي السائد حالياً؛ حيث اعتبره «الأسوأ بعد ثورة 2011، وذلك بسبب أداء فاشل للحكومة، واستعمال مؤسسات الدولة وتوظيفها في العمل الحزبي، وهو ما يضر بالمناخ السياسي كله».
ويرى مراقبون أن هذا الاتحاد السياسي والانتخابي «يمكن أن يسجل اختراقاً سياسياً مهماً في الانتخابات المقبلة»، خصوصاً في ظل نتيجة تراجع «حركة نداء تونس» بسبب الانشقاقات السياسية الحادة، وضعف إشعاع تحالف «الجبهة الشعبية» اليساري المعارض نتيجة خلافات قياداته حول المرشح في الانتخابات الرئاسية، والمنافسة الحادة بين حمة الهمامي (رئيس حزب العمال) والمنجي الرحوي (رئيس حزب «وطد» الذي أسسه شكري بلعيد) على قيادة التيار اليساري التونسي في المحطة الانتخابية المقبلة.
وسيباشر هذا التحالف عمله الميداني بعقد خمسة اجتماعات في العاصمة، بهدف تركيز التنسيقيات الجهوية، يليها توجه الائتلاف لكل جهات تونس للتعريف ببرنامجه السياسي والانتخابي، وإعداد قائمات المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.