القضاء المغربي يرفض استدعاء وزير في قضية مقتل السائحتين الاسكندنافيتين

TT

القضاء المغربي يرفض استدعاء وزير في قضية مقتل السائحتين الاسكندنافيتين

رفضت محكمة الاستئناف بمدينة سلا، ضواحي الرباط، مساء أول من أمس، قبول طلب استدعاء وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، والاستماع إليه في قضية قتل السائحتيْن الاسكندنافيتيْن منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بمنطقة إمليل، نواحي مراكش، تقدم به الطرف المدني، وذلك على خلفية إلقائه قبل سنوات محاضرة عدها «تحريضاً على الكراهية والتطرف».
وشهدت الجلسة الخامسة من مسلسل المحاكمة الاستماع إلى المتهم الأجنبي الوحيد في القضية، الحامل للجنسيتين الإسبانية والسويسرية، الذي أنكر أمام المحكمة وجود «أي صلة له بقتل السائحتين الاسكندنافيتين بالمغرب»، كما أعلن القاضي تأجيل المحاكمة إلى 27 يونيو (حزيران) الجاري.
وقتلت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاماً) والنروجية مارين أولاند (28 عاماً)، ليل 16 - 17 ديسمبر (كانون الأول) 2018، في منطقة إمليل الجبلية، نواحي مراكش.
ويحاكم كيفن زولر غويرفوس (25 عاماً)، الذي اعتنق الإسلام ويعيش في المغرب، ضمن مجموعة تتكون من 24 شخصاً متهمين بالمشاركة في الجريمة، أو الارتباط بالمتهمين الرئيسيين الذين اعترف 3 منهم باقترافها.
وأكد غويرفوس للمحكمة خلال استجوابه أنه لا يحمل أي أفكار متطرفة، ولا يوالي تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن الشرطة حجزت لديه قطعة حشيش عند إيقافه، وتساءل أمام القاضي: «كيف يعقل أن أكون متطرفاً وأستهلك الحشيش؟».
وأضاف الشاب السويسري - الإسباني المتزوج من مغربية: «لقد أغمي عليّ عندما شاهدت الثواني الأولى لشريط يوثق الجريمة»، موضحاً أنه قطع علاقته بالمتهم الرئيسي في العملية عبد الصمد الجود (25 عاماً) قبل أكثر من سنة من اقتراف الجريمة بسبب أفكاره المتطرفة.
وأفاد غويرفوس بأنه لا يعرف يونس أوزياد الذي اعترف سابقاً بذبح إحدى الضحيتين، في الجريمة المروعة التي هزت البلاد، مبيناً أنه تعرف على الجود (أمير الخلية)، وهو من ضمن المتهمين في هذه القضية، بالصدفة عن طريق إمام مسجد كان يصلي فيه.
وحاول المتهم الأجنبي في القضية إقناع المحكمة بأنه لم يدرب الجود ومتهمين آخرين على الرماية، معتبراً أن كل ما نسب إليه في محاضر الشرطة «كذب»، حيث وجهت له تهمة «تلقين بعض الموقوفين في هذه القضية آليات التواصل المشفر، وتدريبهم على الرماية». وأنهت المحكمة في الجلسة ذاتها الاستماع لباقي المتابعين في القضية، حيث أنكر 6 متهمين آخرين أي صلة لهم بالجريمة، في الوقت الذي أقر فيه واحد من بينهم بأنه كان يؤيد تنظيم «داعش»، قبل أن يتراجع عن ذلك، ليصل عدد المتابعين في القضية الذين نفوا وجود أي صلة لهم بالعملية «الإرهابية» إلى 20 شخصاً.
وبشأن طلب الاستماع لوزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، مصطفى الرميد، تقدم دفاع الضحايا بملتمس إدخاله في الملف، بصفته وزيراً للعدل والحريات في الحكومة السابقة، مستنداً إلى شريط فيديو منشور باليوتيوب، خلال افتتاح مدرسة قرآنية بمدينة مراكش، تابعة للشيخ محمد المغراوي، يخاطب فيه الرميد الشيخ المغراوي بـ«يا سيدي يا سيدي»، حسب دفاع المطالبين بالحق المدني.
ودعا الدفاع المحكمة إلى التأكد من ظهور أحد المتهمين في الفيديو الذي يظهر فيه الرميد بالمدرسة القرآنية، وما إذا كان كلام الرميد يتضمن نوعاً من «التحريض على الكراهية»، الأمر الذي رفضه ممثل النيابة العامة، واعتبر أن الرميد «لم يقع ذكر اسمه في الوقائع، ولا علاقة له بإجراءات البحث التمهيدي، وليس طرفاً في النازلة»، قبل أن تقرر المحكمة رفض الطلب.
وكان دفاع الطرف المدني قد التمس في الجلسة السابقة استدعاء الداعية محمد المغراوي، رئيس جمعية تشرف على مدارس قرآنية في مراكش، لـ«تحديد مدى مسؤوليته» في تطرف بعض المتهمين الذين تلقوا دروساً في تلك المدارس، وهو الأمر الذي رفضه ممثل النيابة العامة، معللاً ذلك بأن «التحقيقات أظهرت أن المتهمين تطرفوا بسبب مواقع متطرفة، والتواصل مع مدانين في قضايا إرهاب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».