المعارضة الفنزويلية تنظم احتجاجات مع انتهاء زيارة مفوضة حقوق الإنسان

ميشيل باشيليه مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان  تستعد لإصدار تقرير عن فنزويلا (إ.ب.أ)
ميشيل باشيليه مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تستعد لإصدار تقرير عن فنزويلا (إ.ب.أ)
TT

المعارضة الفنزويلية تنظم احتجاجات مع انتهاء زيارة مفوضة حقوق الإنسان

ميشيل باشيليه مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان  تستعد لإصدار تقرير عن فنزويلا (إ.ب.أ)
ميشيل باشيليه مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تستعد لإصدار تقرير عن فنزويلا (إ.ب.أ)

تعقد ميشيل باشيليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، مؤتمراً صحافياً اليوم الجمعة، في ختام زيارتها لفنزويلا. ومع انتهاء الزيارة تحشد المعارضة لاحتجاجات ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو. وقال زعيم المعارضة خوان غوايدو: «دعونا نخرج إلى الشوارع، نأمل أن تتحقق باشيليه من الأمور التي ندينها».
وكانت باشيليه، التي تستعد لإصدار تقرير عن فنزويلا، قد انتقدت سابقاً ردة فعل حكومة مادورو حيال الأزمة، ودعت السلطات الفنزويلية لاحترام «الحقوق الأساسية للتجمع السلمي وحرية التعبير لكل شخص». وكتبت باشيليه على «تويتر» أنها تتطلع إلى «العمل مع كل الأطراف، لدعم وحماية كل حقوق الإنسان لكافة الفنزويليين».
ودعت منظمات طلابية ومنظمات غير حكومية إلى مظاهرات، الجمعة، للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين، وفقاً لصحيفة «إل ناسيونال»، وشبكة «إن تي إن 24» التلفزيونية.
وكتب غوايدو على موقع «تويتر» الأربعاء: «دعوتنا هي الاحتشاد في مختلف أنحاء فنزويلا، وإظهار الأزمة التي نعاني منها، والمطالبة بحقوقنا». وقال غوايدو إنه سيلتقي اليوم باشيليه. كما ستعقد المسؤولة الأممية، وهي رئيسة سابقة لتشيلي، محادثات مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تضغط عليه المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة للاستقالة.
ووصلت مفوضة الأمم المتحدة إلى فنزويلا مساء الأربعاء، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، للاطلاع على الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد التي تمزقها أزمة اقتصادية وسياسية معقدة. وتقول الأمم المتحدة إن الأزمة دفعت نحو أربعة ملايين فنزويلي إلى الفرار إلى الخارج منذ 2015. وتسبب الركود في نقص بالأدوية والبنزين، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وخصوصاً التضخم المفرط الذي يرتقب أن يبلغ 10 مليون في المائة هذا العام، كما تفيد توقعات صندوق النقد الدولي. ويحتاج ربع الفنزويليين، أي 7 ملايين شخص، إلى مساعدات إنسانية عاجلة، كما تؤكد الأمم المتحدة.
وقال غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً للبلاد بالوكالة في يناير (كانون الثاني) الفائت، إنّ لقاءه بباشيليه يمكن اعتباره «اعترافاً بالكارثة» في البلاد، رغم أنها جاءت بدعوة من الرئيس مادورو.
وذكر مكتب باشيليه في بيان أنها ستلتقي أيضاً «ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك أقاربهم» بالإضافة لممثلين آخرين عن المجتمع. ودعت منظمات الإغاثة للتظاهر ضد الوضع في فنزويلا، الجمعة، أثناء زيارة المفوضة الأممية، سعياً لجذب مزيد من الانتباه العالمي للأزمة.
وقال بيدر أمادو، العضو في مجموعة عمال نفط سابقين دخلوا إضراباً عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع بسبب عدم دفع رواتبهم: «نطالب ميشيل باشيليه بأن ترى أن ما يحدث في بلادنا... ليس كذبة».
ومع تنديدها بوضع حقوق الإنسان في البلاد، انتقدت المفوضة السامية مراراً العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الحكومة الأميركية للضغط على نيكولاس مادورو. وبذلك انتقدت الحظر الأميركي على النفط الفنزويلي، والذي يؤدي إلى تفاقم الأزمة المالية، ويؤثر بشدة على سكان هذا البلد الذي يؤمن النفط الخام 96 في المائة من عائداته.
والتقت باشيليه مساء الأربعاء وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريازا، الذي قال إنه أعرب عن رغبة حكومته في العمل مع المفوضة الأممية «لإصلاح ما يحتاج للإصلاح، من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان للفنزويليين». وناقش أريازا مع باشيليه تأثير العقوبات الأميركية «غير القانونية» بما في ذلك الحظر على بيع النفط الفنزويلي في السوق الأميركية، الذي قال إنه يعيق تعزيز الحكومة الاشتراكية لحقوق الإنسان في البلاد.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».