جونسون وهانت يتنافسان على رئاسة الحكومة البريطانية

وزير الخارجية السابق يحافظ على صدارته... وهاموند يحذر من «بريكست دون اتفاق»

جونسون وهانت فازا بترشيح النواب المحافظين للتنافس على زعامة الحزب (أ.ب)
جونسون وهانت فازا بترشيح النواب المحافظين للتنافس على زعامة الحزب (أ.ب)
TT

جونسون وهانت يتنافسان على رئاسة الحكومة البريطانية

جونسون وهانت فازا بترشيح النواب المحافظين للتنافس على زعامة الحزب (أ.ب)
جونسون وهانت فازا بترشيح النواب المحافظين للتنافس على زعامة الحزب (أ.ب)

اختار النواب المحافظون البريطانيون، أمس، وزير الخارجية جيريمي هانت لمنافسة بوريس جونسون، في المرحلة الأخيرة من السباق لزعامة حزب المحافظين وخلافة تيريزا ماي على رأس الحكومة البريطانية.
وحصل هانت في الجولة الخامسة من التصويت على 77 صوتاً من أصل 313. مقابل 75 صوتاً لمايكل غوف. ولايزال جونسون المرشح الأوفر حظاً، بعدما عزز غالبيته وحصل على 160 صوتاً من أصوات الحزب، فيما اعتبر صوت واحد لاغياً.
وفاز جونسون الملقّب بـ«بوجو» في جلّ جولات الاقتراع، وأكد في كل مرحلة تمسّكه بموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المحدد في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن تم إرجاؤه في نهاية مارس (آذار). واستبعد ساجد جاويد، الذي حلّ في المرتبة الأخيرة بحصوله على 34 صوتاً في جولة صباح أمس، من السباق إلى السلطة الذي كان يضمّ في البداية 10 مرشحين.
وخلال الأسابيع المقبلة، سيجول جونسون وهانت في جميع أنحاء البلاد لعرض برنامجيهما على 160 ألف عضو في الحزب المحافظ، الذين سيكون عليهم الاختيار بينهما بحلول أواخر يوليو (تموز). لكن يبدو مستوى التشويق ضئيلاً، إذ كتبت صحيفة «ذي غارديان» أنه «بالنسبة لغالبية زملائه» النواب المحافظين، أصبح الآن شبه حتمي أن جونسون سيكون رئيس الوزراء البريطاني المقبل.
وستشكّل مسألة تطبيق بريكست أولوية رئيس الحكومة الجديد، بعد 3 أعوام على إجراء استفتاء يونيو (حزيران) 2016 الذي شهد تصويت البريطانيين بنسبة 52 في المائة لصالح الانفصال التاريخي. وفي 7 يونيو، استقالت تيريزا ماي من مهامها كرئيسة لحزب المحافظين، بعد فشلها في تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي وتعرّضها لانتقادات بشكل متواصل وانقسامات في صلب حزب المحافظين.
وبعد رفض البرلمان البريطاني 3 مرات اتفاق الانسحاب الذي تفاوضت بشأنه مع المفوضية الأوروبية، والذي يُفترض أن ينظّم انفصالاً سلساً، أُرغمت رئيسة الوزراء على إرجاء موعد بريكست إلى 31 أكتوبر.
وفي بلد يشهد ارتباكاً جراء تأخر الخروج من الاتحاد، يقدّم بوريس جونسون نفسه على أنه «منقذ بريكست»، ويقول إنه مستعدّ لخوض معركة من أجل إعادة التفاوض على اتفاق تيريزا ماي، في حين أن بروكسل تستبعد هذا الاحتمال.
وخلال مناظرة تلفزيونية مساء الثلاثاء، كرر جونسون رغبته بإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر، حتى لو كان الخروج سيحصل من دون اتفاق، لكن من دون «ضمان» تنفيذ بريكست في الموعد المحدد.
ويحظى جونسون (55 عاماً)، السياسي المحنّك والطموح، بدعم عدد كبير من الناشطين في قاعدة الحزب المحافظ، الذين يرون فيه الزعيم المناسب لوضع بريكست على السكة. ورغم أن نظراءه يشعرون بالانزعاج من زلّاته المتكررة وخطابه الذي يتّسم بلهجة شعبوية، فإن كثيرين يعتبرونه في الوقت الراهن حصناً مقابل المعارضة العمالية، بزعامة جيريمي كوربن، وحزب بريكست، برئاسة الشعبوي المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج، الفائز الأكبر في الانتخابات الأوروبية الأخيرة في المملكة المتحدة.
وفي مواجهة بوريس جونسون، يقدم جيريمي هانت نفسه كبديل «جدّي»، عبر تسليطه الضوء على إنجازاته كمقاول، جعلت منه مليونيراً، وعلى مسيرته السياسية الطويلة. ويعتبر هانت على غرار مايكل غوف، أن إرجاءً جديداً لموعد بريكست قد يكون ضرورياً إذا كان هناك اتفاق قريب مع بروكسل، بهدف تجنّب الخروج «من دون اتفاق». الأمر الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية.
من جهته، ألقى وزير المالية فيليب هاموند مساء الأربعاء خطاباً هاجم فيه الذين يقوّضون «ازدهار» المملكة المتحدة عبر التهديد بالخروج «من دون اتفاق». كما شجع هاموند رئيس الوزراء المقبل على تنظيم استفتاء جديد أو الدعوة لانتخابات مبكّرة في حال لم ينجح في حل «عقدة البرلمان». ويعدّ هذا التحذير الأبرز لهاموند، الذي أكد أن البرلمان سيرفض أي سيناريو يشمل خروجاً دون اتفاق لما يشمله من مخاطر اقتصادية على البلاد.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.